الخرطوم :سودان تربيون + تارا نيوز
اعتبرت قوى سياسية تناصر التيار القومي العروبي في السودان، حرص رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان على إعلان تأييد الجيش للقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي “إرهاب للقوى السياسية”.
واجتمع البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بمنطقة عنتبي بدولة أوغندا، الاثنين الماضي ما أثار موجة رفض واسعة وسط القوى السياسية في الداخل، كما اتسعت الفجوة بين البرهان والحكومة التنفيذية إثر تباين تصريحات الجيش ومجلس الوزراء حول علم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بالاجتماع.
وقال رئيس حزب البعث السوداني، يحيي الحسين، في مؤتمر مشترك عقدته أحزاب البعث والوحدوي الناصري، الخميس إن “لجوء البرهان إلى الجيش بعد لقاءه نتنياهو ينم عن روح انقلابية، الغرض منها إرهاب القوى السياسية”.
وأشار الحسين إلى أن إصرار البرهان على أخذ سُلطات إضافية لم تمنحها له الوثيقة الدستورية، واتهام رئيس الوزراء بعلمه المسبق للقائه، ولجؤه للجيش بدل عن الاعتذار للشعب مؤشرات تنم عن روح انقلابية.
واعتبر الاجتماع بنتنياهو اللقاء ” تحقير واستهانة” بالمؤسسات التي تتشارك في حكم البلاد، وذكر منها مجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير، حيث تعد الأخيرة بمثابة التحالف الحاكم تولى مهمة اختيار وزراء الحكومة، بعد اتفاق سياسي مع المجلس العسكري – المنحل الذي كان يتزعمه البرهان.
ورأى الحسين أن لقاء البرهان مع نتنياهو ينبغي أن يكون نقطة البداية لتصحيح الثورة ومن ثم الاتفاق على خارطة طريق جديدة، واصفًا اللقاء بالجريمة، التي قال إن الغرض منها ضرب الثورة، حيث أنه تم بترتيب مخابراتي وفقًا لزعمه.
من جانبه، قال رئيس الحزب الناصري ساطع الحاج، إن التطبيع مع إسرائيل بالنسبة لهم خط أحمر، وأوضح أن موقفهم ليس للاستهلاك السياسي وإنما موقف مبدئي ضد تمزيق المنطقة التي أشار إلى أن إسرائيل تعمل على تفتيتها.
وأضاف إن اللقاء من شأنه أحداث عملية استقطاب واسعة سواء بين القوى السياسية أو بين القوات المسلحة، ويمكن أن يؤدي إلى تدخل عسكري للاستيلاء على السُلطة، وحذر من مغبة حدوث الأمر قبل أن يعود ويؤكد على عدم سماحهم بأن يُحكم السودان مرة أخرى بواسطة العسكر.
وأشار الحاج إلى من يعتقد أن يؤدي التطبيع مع إسرائيل إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب “واهم”.
من جهته شدد تجمع المهنيين السودانيين، الخميس، على أن التعامل مع الكيان الإسرائيلي، قضية يناقشها المجلس التشريعي والمؤتمر القومي الدستوري والحكومة المنتخبة في البلاد.
وقال عضو التجمع عمار الباقر، في مؤتمر صحفي، إن “السودان لديه موقف معلن منذ منتصف الخمسينيات من التعامل مع الكيان الإسرائيلي، ولدينا قانون يحكم التعامل مع الكيان الإسرائيلي، وهذا الموقف ظل الموقف الرسمي لجمهورية السودان”.
وأضاف، “لن يستطيع شخص داخل السودان تغيير هذا الموقف دون هياكل السلطة المنتخبة، بالتالي نعتقد أن قضية التعامل مع الكيان الإسرائيلي هي إحدى القضايا التي تترك للمؤتمر القومي الدستوري والفترة الديمقراطية القادمة والبرلمان المنتخب والحكومة المنتخبة”.
وأوضح أن “الموقف المبدئي في إعلان الحرية والتغيير، يتحدث عن تحسين علاقات السودان الخارجية على أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة، والنص الوارد في الاتفاق السياسي ووثيقة الإعلان الدستوري يتحدث عن أن السودان يدير علاقاته الخارجية من مبدأ الاستقلالية والمصالح المشتركة وتبادل المنافع مع جميع دول العالم المحبة للحرية والديمقراطية والسلام”.
ودعا الباقر، مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير لعقد اجتماع مشترك عاجل للتأكيد والتجديد على التزام جميع الأطراف بالوثائق المؤسسة والحاكمة للفترة الانتقالية.

التعليقات