خواطر طبيب


من الغرائب و العجائب التي حدثت و لا تزال منذ بداية انهيار عهد الانقاذ في نسختها الاولى و تغيير الوزراء و الحكومات مثل تغيير كروت الشحن’ و الاتيان بالوزير اليوم لتتم اقالته بعد شهر بعد ان يثبت انه ( زول ساي) و كذلك تشكيل الحكومة بكل جحافلها من وزراء و ووزراء دولة و نواب و معتمدين و سفراء ووكلاء’ لتصل اعداددهم احياناً الي المائتين و هذا بخلاف احزاب التوالي و المتساقطين من حركات كفاح الهامش’ و الشخصيات الهلامية التي اتت بها قريحة حزب شجرة الزقوم’ و الكثير المثير من كلاب السلطة الجائعة و بائعي المبادئ باكياس البلاستيك’ و مقدمي انسهم في سوق نخاسة الوالي السياسية و طمعا في الاموال و الازواج و الارصدة البنكية هنا و في الخارج.
على ان ما اثار خاطرتي هنا هو ذلك الكتاب المقدس و الذي يقسم عليه هؤلاء اللصوص’ و هو كتاب الله الذي انزله من فوق سبع سموات طباقا و حفظه’ قبل ان يتسخ من هذي الايدي الاثمة التي دنسته بقذارتها و ريحها المنتنةٌ ووجوها القميئة التى ترهقها القترة ’ بكل وزراءها و وزيراتها الفجرةٌ.
فمن قام بالانقلاب المشئوم و الذي اتانا به هؤلاء القوم قبل ثلاثين عاماً’ كان قد اقسم على صون تراب و دستور السودان قبل ان ينقلب عليه, و بعدها اقسم له نوابه و مساعديه على الولاء و الطاعة في المنشط و المكره كما يزعمون’ قبل ان يقوم باركابهم التونسية التي يممت شطر اليم و ليلبثوا فيه الي يوم يبعثون.
كما داوم بعض الوزراء المحظوظيين على القسم مرات و مرات بعد ان ظلوا في مناصبهم التي اجلسوا عليها سنوات عدة و هم يقسمون مع كل تعديل و تشكيل الي درجة ان احدهم اقسم عشر مرات نفس القسم و على نفس الكتاب و الذي مسهٌ هؤلاء الخنازير’مع انه لا يمسه الا المطهرونٌ.
و بعد كل اداء للقسم, يزداد السلب و النهب و الفساد و اللطش و السرقة’ ليس للوزير فقط بل له و لاسرته و زوجاته و بناته و اولاده و الذين اصبحوا لصوصا كذلك بامتياز و مضاربين في كل شئ من ذهب و دولار و حتى البشر و اخيرا جنسية بلادنا الحبيبة و التي اصبحت تعرض في السوق لمن يشاء بدراهم معددوة’ و لتنمو لحوم هذه الاسر الفاسدة من السحت و يصبح حقا على النار ان تلتهمها لانها اولى بها’ و اصبحوا حقا لا يتزوجون و لا يلدون الا فاجرا فاسدا و كفارا.
على انه و بعد اندلاع ثورة ديسمبر الموؤدة معلنة نهاية النسخة الاولى من الانقاذ و مبشرة بالنسخة الثانية بوجوه جديدة من اهل الذكر و التمكين, برزت الي السطح مجدداً موضوع الحليفة و القسم العظيم, فلجنة الوالي الامنية و التي اقسمت امامه لحمايته انقلبت عليه ’ لتقسم امام نائبه و الذي اقسم امام الشعب ’ قبل ان ينقلب النائب و يقسم امام القضاء و الذي ذهب هو ايضا ليأتي جديد يقسم امام قديم و تتوالي الحليفة من لجان و وكلاء و سفراء و يعاني ذلك الكتاب ما يعاني مجددا من اليمين الغموس و شهادة الزور, و وضع من ليس لهم ذمة و لا ضمير اياديهم الدنسة عليه ’ و هم يهمهمون بما لا يفهمون و يحلفون من اجل الكراسي و المناصب و نيل الاوطار و انه لقسمُ لو يعلمون عظيم.
هذا و لازالت ظاهرة حليفة الزور تتمدد في المحاكم و السجل المدني و الهئيات و الاراضي و حتى في اضابير من يجلسون بقوة السلاح و يجثمون على صدور البسطاء و من غلبوا على امرهم و هم يدعون بعضهم بعضاً( احلف لي و انا بحلف ليك.
اما نحن فنقسم و امام الكلٌ:
قسماً يا شفيع حقك ما بضيع قسماً جوزيف حقك بالسيف
كما اقسم الشعب كله في مسيراته الهادرة و مليونياته الكاسحة في شوارع كالجبال و لافتات كسفين ذي شراع’ انه سيزيح المعتدي بجدار من رصاص و حبالاً للقصاص من عدو الشعب في كل مكان و زمان و الى الان!

التعليقات