ابراهيم غندور :

ﻳﻮﻡ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﻮﺍﺩﺭﻩ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭ ﺃﺣﺪ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻔﺼﻞ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ؛ﻓﻬﻞ ﻋﻤﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺼﻠﻮﺍ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﺳﻮﻯ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ؟ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻏﻴﺮ ﺃﻛﻔﺎﺀ ؟
ﺃﺷﻬﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﻋﻤﻠﻲ ﻭﺯﻳﺮﺍً ﻟﻠﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺰ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ؛ﻓﻤﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ .
ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻣﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭ ﺷﻌﺒﻬﻢ ؛ﻓﺘﺮﺍﻛﻤﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺗﻤﺮﺳﻮﺍ ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﻓﻴﻪ ﺗﺄﺧﺬ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ .
ﻟﻢ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻭ ﻻ ﺍﻧﺘﻤﻮﺍ ﻟﻬﻴﺎﻛﻞ ﺣﺰﺏ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻀﻤﺎﻣﻬﻢ ﻟﻠﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ؛ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﺻﻼً .
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﺘﺎً ﻭ ﺃﺳﺮﺓً ﻭ ﺃﻫﻼً ﻭﻋﺸﻴﺮﺓ ؛ﻓﺄﺿﺤﻰ ﺣﺰﺑﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﻫﺪﻓﻬﻢ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﻭﺍﻟﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺩﺗﻪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ؛ﻓﺸﻬﺪﺕ ﺑﻜﻔﺎﺀﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ .
ﺗﺴﻠﺤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻤﺤﺠﺔ ﺭﻏﻢ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ؛ﻓﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﺳﻤﺎﻉ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .
ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻔﺎﺀﺓً ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺼﻠﺘﻬﻢ ‏( ﻗﺤﺖ ‏) ﺃﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﻮﻱ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﻭﺗﺠﺮﻱ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﻗﻮﺍﺋﻤﻬﻢ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺗﻢ ﺇﺭﺟﺎﻋﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻮﺑﻴﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺧﺪﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﺳﻔﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻮﺍ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻳﻜﺴﺒﻬﻢ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ؟ ﻣﻊ ﺗﺄﻛﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺍﻧﻴﻪ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﻌﺪﺍﻟﺔ ﺇﻧﺼﺎﻑ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻢ ﻓﺼﻠﻪ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﻘﺒﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﺛﻢ ﺃﻭﻟﻴﺲ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻮﺑﻲ ﻗﺤﺖ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺇﺭﺟﺎﻉ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻣﻮﻇﻔﺎً ﺑﻤﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﺳﻔﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻤﻜﻴﻨﺎً؟

التعليقات