تلكوك :مصعب الشريف
شهدت مدينة تلكوك بولاية كسلا جمع جماهيري لم يسبق له مثيل بشرق السودان، حيث إجتمع الملايين من المحبين والمريدين وأهل الشرق لاستقبال الشيخ سليمان علي بيتاي شيخ همشكوريب، عائداً إلى محبيه ومريديه بعد رحلة علاج بالقاهرة.
وهي المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة تلكوك حضور جماهيري بهذا الحجم منذ مؤتمر تلكوك الداعم لمسار الشرق والذي عقد في العام 2020م بحضور قيادات من شرق السودان.

إنتظار طائرة الشيخ
منذ وقت مبكر من مساء ليل الأربعاء بدأت الوفود تتوافد إلى مدينة تلكوك، حيث قدم الناس من قرى مختلفة من الشريط الحدودي مع دولة اريتريا، ومن القرى شمال كسلا، ومن المدينة ومن ولاية القضارف ، وولاية البحر الأحمر، جاوءا عبر العربان التي تعرف (باللواري) وعبر الإبل وغيرها من أجل استقبال شيخهم الجليل.
ومنذ الصباح الباكر بدأت الوفود في الوصول إلى ساحة الإحتفال حيث يصطف الجميع بالآلاف أمام مدخل ساحة الإحتفال يهتفون ويتغنون ويركضون يرحبون بكل عربة قادمة على متنها عشرات المريدين الذين جاءوا كذلك لالتحاق بمن سبقوهم، في مشاهد تبين جمالية إنسان المنطقة وحبه لهذا الشيخ الجليل.

كرم الضيافة :
بعد وصول الآلاف في الصباح المبكر من اعيان ونظار وعمد وشيوخ وطرق صوفية ومحبين ومريدين، وقيادات عسكرية وسياسية وحكومية نصبت أسرة الشيخ بيتاي ومريديه صيوان داخل ساحة الإحتفال، كما أقامت مأدبة إفطار داخل مضيفة الشيخ، ذلك المكان الذي يرتاده كل محب ومريد للشيخ حيث يمكس بداخله.
إنسان المنطقة كان الأكثر تميز بتقديم يد العون والمساعدة في تسهيل مهمة القادمين إلى تلكوك من خارجها.

وصول الشيخ :
منذ وقت مبكر من صباح الخميس جلس الناس في إنتظار وترقب لوصول الشيخ، فيما كانت الوفود تتوافد وسط استقبال وحفاوة وكرم واستقبال مشهود فتحولت ساحة الإحتفال إلى ساحة أشبه ما يكون يوم عيد.
في تمام الساعة ال 11 صباحاً كانت طائرة الشيخ وضيوفه من المشايخ والمسؤولين بدأت الظهور والتجوال في سماء مدينة تلكوك، وما إن وضعت قدميها على أرض تلكوك ركض نحوها الآلاف من مريدي ومحبي الشيخ، حتى غطت الوفود والابل الطائرة فاصبحت كنقطة في كراسة بيضاء.
بعد ذلك حط الشيخ قدميه على السيارة ملوحا بيديه مع إرسال رسالة محبة وسلام لكل أولئك الذين جاءوا تلبية ومحبة لهذا الرجل.
تحرك الموكب وسط الجموع من المهبط وحتى ساحة الإحتفال حيث ينتظره الملايين وسط حفاوة وترحيب واناشيد دينية.

كلمة الشيخ :
حيا الشيخ الجماهير بعد أن صعد على المنصة وارسل شكره إلى الحضور والجمع الكبير الذي قدم من كسلا ومن ولاية القضارف وولاية البحر الأحمر ، والى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ونائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو ، ورئيس المخابرات العامة الفريق مفضل وأسرة السفارة السودانية بالقاهرة ، والاخ نكشوب من النبتاب. وكل نظارات وقبائل الشرق والطرق الصوفية.
وذكر الشيخ بيتاي بانه سوف يقوم بجولة لكل الخلاوي في المنطقة للإطمئنان.
وقدم الشيخ رسالة للشعب السوداني، موضحاً بأن السودان يعيش في أزمة كبيرة تحتاج إلى وحدة الجميع حتى تقف البلاد على قدميها لتعبر هذه الفترة.
وطالب الشيخ من الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي ودول القرن الأفريقي بتقديم المساعدة السياسية والإقتصادية للذهاب إلى الأمام ليكون من الدول الافريقية المتقدمة.

قيادات ونظارات المنطقة :
وشهد الحفل حضور لقيادات من قبائل مختلفة بشرق السودان ومن قبل حكومة كسلا، ورحب ناظر عموم البني عامر بالشيخ محمد علي بيتاي مؤكداً وقوف القبيلة مع الشيخ ودعمها له.
إلى ذلك رحب وكيل ناظر الرشايدة مبروك عبدالله نتفع  بحضور وسلامة الشيخ سليمان بيتاي مؤكدا دعمهم للشيخ، وتمنى مبروك أن يكون هذا الحدث فاتحة لوحدة السودان حتى ينعم الجميع بالرخاء والاطمئنان.
وبدوره أعلن الأستاذ محمد طاهر احمد حسين ناظر الجميلاب والكريتاي عن دعمه لمؤتمر الحوار بين المكونات المتعددة الذي انطلق أمس الأول،مشيرًا إلى أهمية التحاق كل القوى بجولات الحوار، وتمثيل جميع مكونات الشرق في جولات الحوار السوداني

وقال طاهر؛ اننا نشيد بالجهد الكبير الذي تقوم به الحكومة ممثلة في نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حمدتي في دعم الحوار والسعي من أجل حل قضايا الشرق وتوفير التنمية وتحقيق التمثيل السياسي العادل لأهل الإقليم أسوة ببقية السودان ، مشيراً إلى أن إستقبال الشيخ سليمان على بيتاي كان ملحمة وطنية شاركت فيها جميع المكونات الاجتماعية.

وقدم طاهر بيتاي شكر لكل من جاء مشاركا الأسرة هذا الحدث الكبير، مؤكداً بأن هذه الأرض صالحة، وهي منطقة اسسها الشيخ علي بيتاي برؤية ووجدت ترحيب وسط اهلهم البنس عامر بالرؤية الصالح للشيخ سوليب في كرري، وهي من الرؤى الصالحة التي تطبقت، مقدما شكره لكل أبناء وعمومة الشيخ بيتاي.
وقال في ختام حديثه بأن الصداقة التي تتم في محاربة الاخوان قد إنتهت اليوم.

التعليقات