▪️طيف
طيف من شخصيات الفذ عبدالمجيد حاج الامين لاتبارحنى و َتصادقنى ما دمت حيا، وتلح منها الدبلوماسية والأدبية والثورية وهبة الخرطوم في جنح الدجى، فى محفل يزينه حضور أستاذى فى اللغة الفرنسية عزالدين ميرغنى بمدرسة المؤتمر الثانوية الأمدرمانية المقاومة لكل أسباب الفناء مستمدة عناصر البقاء من النيل الجار وذكريات خزائنها حافلة بالأسماء، أستادنا عزالدين نبوغك وتفوقك فى هذه اللغة لم انل منه نصيب غير موتق إليك وقد استحوز على قسمتى أولنا ومقعدنا كنبا ومعقدنا جارى الطالب النابه معاوية الطيب البروف والنطاسى الحالى متقدم ركب طلاب عموم السودان سنة امتحانات شهادتنا الثانوية فى ثمانين قرننا الماضى، فاطمأننت بعدها أن معاوية يتقدم الجميع وان الخلل لم يكن فى استيعابى وفهمى بل بانبهارى بذكاء ونبوغ هدا المعاوية حفظه الله فى مواصلة المشوار بطب الناس وكنت أستاذى عزالدين التمس لك العذر لتركيزك مع معاوية فى الحصة جاذبا بالتقاطاته ومشاركاته الذكية ولم يخذلك بحصوله على اعلى درجة فى امتحان اللغة الفرنسية سنتها أسهمت فى اوليته التى تتقاسمها معه ونصيبك منها قدح معلى، واسعد بك اليوم أستاذى ناقدا ادبيا فى شتى منتديات الأدب ومحافل الفكر وضروب الإبداع وكم سعدت بوجودك بين الجمع، لما دخلت قاعة روتانا سلام الرحيبة مدعوا لأول مرة من مؤمن الصديق عن مجموعة النفيدى بتوصية وتزكية من صديقى طاهر المعتصم سيد الإبريق واللوح والتبروقة،دعوة فرادتها فى كونها لتدشين منتج توثيقى ضافٍ لمؤلف تسعينى نادر العطاء أطال الله عمره، محفل تعبير عن اهمية الوفاء واحتفاء المجموعات الإقتصادية الكبيرة الراسخ منها والطارف بالمبدعين بين صفوفها وغيرهم من سودانيين يغطون قرص عين الشمس غير حاجبين لضوئها ونورها متعبدين فى محراب شعاعها مكمن الإبداع الإلهى،معالم الخرطوم القديمة،السفر الذى لم تدع المجموع، مجموعة النفيدى نشره للناس هكذا ومؤلفه الأستاذ أحمد على شرف أحد ابرز قيادات المجموعة التاريخية فاعانته لاعداد سفر مرجعى وثائقى، داعبت العم أحمد على شرف على هامش الإحتفائية المحتشدة بالحب والوفاء والعرفان، ان كتابه هذا ربما يفتح نزاعا حول ملكية الخرطوم وشوارعها القديمة بوصفه مرجعية من شاهد عصر ومدعمة بمراجع تاريخية محققة وبمشاهدات باصالة المعايشة.

▪️تدشين
ما استغربت وجود أستاذى عزالدين ميرغنى فهو الناقد المبدع فى هذى الخرطوم التى لا يكتمل محفل ابداع فيها الا بوجوده وسفر الا بنقديته البناءة أو بخط مقدمته ومن حظه هو قدم لكتاب العم احمد على شرف، العزيز طاهر المعتصم ممن قدموا ولكن عبر منصة الإحتفائية قراءة بين سطورها وسفرها البديع محييا وقد كان محقا حذو مجموعة النفيدى للإهتمام بمثل هذه المنتوجات الإنسانية الفكرية والإبداعية. سعدت بتوسطي تلك الليلة العزيز طاهر وزميلتنا الصغرى رقية الزاكى رئيس تحرير الحراك السياسى وسعدت بالنظر لشباب الصحافة والإعلام نادر ميديا ومصعب تارا ومامون فرح وهم يتفانون فى التغطية وسعادتى لاتكتمل الا بالعزيز مصعب ودمحمود، سعادتى بهم ازدادت وقد ازدانت بمناسبة اروع تدشين لكتاب معالم الخرطوم القديمة حيا فحيا وشارعا وناصية وانداية،ولصديقى الراحل الفخيم والمقيم عبدالمجيد حاج الأمين انتاج شعرى توثيقى لمعالم وحكايات فى الخرطوم ومجاراة لدهاقنة الكلم فى زمانه نثرا وشعرا،الحبيب عبدالمجيد كان صريحا فى توثيقه كما العم بابكر بدرى فى مذكراته وشرف فى معالم الخرطوم القديمة،ليت إرث الإثنين للناس يخرج كما هو والبروف قاسم بدرى رجل كل المحافل قادر على ذلك، هى أسماء بعضها من بعض،و منتهى روعة الإحتفائية بتدشين كتاب معالم الخرطوم القديمة تتجلى بتحكر مؤلف الكتاب فى قلوب المحتفين شاهدا بالأصالة جهده يورق ويينع ثمارا وثمارا وسيفيض ابداعا وابداعا،تستحق المجموعة العريقة و روح حاديها الحاج النفيدى كل التقدير والإحترام لاحتفائها بالاعمال الكتابية التوثيقية وبرموزها كالأستاذ احمد على شرف من مكث بها لاكثر من نصف قرنا نفعا وليس من زبدا اصلا يخرج من بين صلب وترائب العراقة،وبداعة كتاب معالم الخرطوم القديمة فى لطافة السرد والإيحاء للقارئ للإحساس بالإنتماء والاستمتاع بروح المؤانسة والملاطفة والأستاذ شرف ينقله بسلاسة وطلاقة بين المعالم والشخصيات والشوارع حتى لايتبين الجماد منها والمضخوخ بالحياة للمزج المباشر بين المعالم والبشرية التوأمان الساميان،تتنسم عطر المعالم والامكنة وتسرح مع الاخيلة وتمرح فى براحات وفسحات مجملة لوجه الخرطوم العاصمة البادية فى حقب ناربخية ازهى وانضر وانظف وألطف وهذا مما يبدَو وبالصور مدعما فى سرد العم احمد على شرف لمختلف التصاوير البديعة لابرز الشخصيات الخرطومية كانت من قممها اوقيعانها،يكتفى بوصف موجز للشخصية ويوقفها امامك حتى تترسم ثيابها وتتنسم عبير عطرها الفواح وترمقها قادلة، وحسب الخرطوم هذا التوثيق تعويضا عما فات من نصيب وافر فى اسفار الإحتفاء بالامكنة والأزمنة، و يرقى المنتوج لمد يتصل بعد مطالعة سفر شرف الوثيقة التاريخية التي لم تدع تفصيلة إلا واحصتها بطريقة ساحرة، وتشهد الأحرف على جهد مضن مبذول للتحقق من كل المعلومات استغرق سنوات وسنوات، ويبقى كتاب معالم الخرطوم القديمة على سيرة المؤلف متقدة ومجموعة النفيدى محترمة فى حياة الناس إلى يوم يبعثون.

التعليقات