ربك :النور عبدالله محمدين

حذر خبراء من تداعيات الأوضاع الامنية، في خزان جبل أولياء الواقع شمال ولاية، النيل الابيض بعد ان ظل يعاني من غياب الإدارة الفنية منذ المعارك التي ظلت تشهدها المنطقة نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مما عقدت من صعوبة وصول الفريق الفني الذي يتحكم في بوابات السد.

وانشئ خزان جبل أولياء في العام 1937م والذي يقع جنوب وسط الخرطوم علي بعد 44 كيلومتر (27.3) ليُستفاد منه في رفع منسوب المياه في المناطق الواقعة جنوب السد علي الضفتين الشرقية والغربية حتى يمكن من ري مشاريع النيل الأبيض الزراعية، بواسطة الطلمبات “المضخات”.

☆ مناشدة عاجلة

وأطلق خبراء مناشدة عاجلة لطرفي الصراع
بضرورة تمكين الفرق الفنية من الوصول الي السد للقيام بواجبهم وخاصة بعد ان اصبح التحكم في بوابات الخزان مرتبط بالموسم الزراعي.

وفي رساله مفتوحه من رئيس تجمع مزارعي النيل الأبيض / يوسف الحسني إلى والي النيل الأبيض وقيادة الدعم السريع اكد فيها ان مشاريع الولاية، المرويه مهدده بالخروج من الموسم الزراعي بسبب انخفاض منسوب مياه النيل الواقعة جنوب الخزان والذي يتم التحكم فيه، وخاصة بعد خروجه عن نظام الإدارة الفنية بسبب المعارك في هذا القطاع

ويشير يوسف الحسني في رسالته المعنونة الي ان الخزان له نظام تشغيل يقوم به مهندسون وفنيون بصورة دائمة وباجراءات فنية لتوفير المناسيب في بيارات المشاريع الزراعية جنوب الخزان والمحافظه علي نسبه المياه اسفل الخزان.

☆ غياب المهندسين

ونبه الي انه لا يوجد اي مهندس تشغيل في الخزان بسبب هذه الحرب في منطقة الخزان وان البوابات ظلت بدون إدارة علمية، و أن كل ايرادات المياه التي كانت مخصصه للمشاريع الزراعيه جنوب الخزان التي تشمل المشروعات القومية للسكر في النيل الأبيض والمشاريع الزراعية كلها ستذهب شمالا واذا لم يتم التنسيق للفنيين لعمليه تنظيم المياه فسوف يكون الضرر كبيرا بخروج المشاريع جنوب الخزان من العمليه الزراعيه.

وجاء في رسالة رئيس تجمع مزارعي النيل الأبيض “نحن كمزارعين بالمشاريع المروية ومواطنين صالحين نطلق هذا النداء و نوجهه إلى الطرفين ان يتداركوا الأمر وان يتم التنسيق لإدارة الري بارسال مهندسين وضمان سلامتهم للتشغيل الفني لهذا المرفق حتي نتمكن من اللحاق بالموسم الزراعي الراهن وذلك أسوة بتجارب التنسيق التي تمت لصيانة بعض المرافق المتضررة مثل خدمات الاتصال والكهرباء والمياه في بعض مناطق النزاع المسلح”.

☆ معارك حول الخزان

وفي السياق يقول : الامين العام لمنظمة نيل ابيض لتنمية الموارد(نورا) – الخبير الوطني في الشراكة بين القطاعين العام والخاص- المهندس د.محمد عبدالرحمن ضوي كلنا نعلم عن المعارك التي يدور رحاها بين المتقاتلين للسيطرة على معبر خزان جبل أولياء
معلوم بأن هذا الموقع يقع في نهاية حدود ولاية النيل الأبيض وانه يعمل في تنظيم عمليات الري لكل المشاريع الزراعية المروية ومنها مشروعات سكر كنانة وسكر النيل الأبيض وسكر عسلاية وكل طلمبات مشاريع الاعاشة على الضفتين الشرقية والغربية وحتى حدود السودان وحدود الولاية جنوبا.

يضيف د.ضوي بحسرة “تبقى الحقيقة المرة انه في ظل هذا التراشق بالاسلحة الثقيلة في منطقة هذا الصرح لن تكون هنالك إمكانية لمهندسي وفنيي وعمال هذا الخزان لممارسة عملهم الهام في تشغيله الذي ينبني على معلومة كمية التدفقات والتصريف اللازم للحفاظ على سلامة الخزان والحفاظ على مناسيب مداخل الذنابيات لطلمبات هذه المشاريع” . مبديا تساؤله عن مصير تشغيل السد والاستثمارات المرتبطة به وبحياة ومعاش مواطني الولاية، وماهي التوقعات وما الذي يجب القيام به لتفادي النتائج السالبة المتوقعة عن غياب مشغلي هذا الخزان.
واضاف “نتمنى أن لا يتحقق ما نتوقعه او نراه من كوارث فوق هذه المأساة التي تعيشها البلاد.

☆ مخاوف الخبراء

لم يكن حديث د.ضوي الأمين العام لمنظمة نيل ابيض لتنمية الموارد (نورا) الاول من نوعه بل ظلت المنظمة تتابع تداعيات الوضع في السد منذ وصول المعارك حوله، بل كانت تسعي الي ضرورة فتح ممر آمن لمهندسي وفنيي وعمال الخزان لممارسة عملهم الهام في تشغيله الذي ينبني على كمية التدفقات ومناسيب المياه والتصريف اللازم والحفاظ على مناسيب مداخل الذنابيات لطلمبات هذه المشاريع.

☆ الخطر القادم

فيما حذر الخبير المهندس بروفيسور تاج الدين الخزين – المستشار الرئيسي في مركز جنوب الصحراء حذر من الخطر القادم من البحيرة، بسبب المعدلات العالية في الأمطار هذا العام حيث كشف عن ارتفاع مستوي الأمطار في بحيرة فكتوريا من ١٣.٥٥ م/س الي ١٣.٦٦ م/س وتوقع تدفق المياه الي الجنوب ومن ثم الي منطقة السدود والخزان وأشار الي ان الخزان لايستوعب هذه الكمية من المياه بسبب وجود بوابة توربينا مقاس ٥ ميقاوات فقط موضحا ان خزان جبل أولياء شيد لتنظيم المياه فقط دون التخزين وحذر من تأثر مساحات بطول ٤٠ كيلو تتاثر بالفيضان بما فيها الجسور.

☆ مخاطبة السلطات

وفي وقت سابق حثت منظمة (نورا) بضرورة مخاطبة السلطات بالنيل الابيض ممثلة في أمانة الحكومة ووزارة الزراعة بخطورة الإشتباكات التي تدور في منطقة بحيرة خزان جبل أولياء وتأثيراها على المواسم الزراعية.

وطالبت المنظمة بدور فعال لمنظمة الفاو والايقاد والاتحاد الافريقي بخطورة الوضع وانعكاساتة على المواسم الزراعية.

☆ تحوطات وخطوات

ويري الخبير الاقتصادي الوزير السابق للاستثمار د. الهادي محمد ابراهيم ان التحوطات والخطوات الاستباقية لما يحدث في منطقة الخزان مهمة ليس فقط في إنجاح الموسم الزراعي في الولاية وانما لدرء مخاطر كبيرة قد تودي الي تدمير الشريط النيلي بما في ذلك العاصمة القومية والمدن الواقعة علي ضفاف النيل حيال انهيار هذا الخزان الحيوي الناتج من الصراع الدائر.

وكانت قد سرت شائعات بتدمير السد لكن رئيسة منظمة (نورا) – وزير الزراعة السابقة في النيل الابيض المنهدسة أ/فاطمة أحمد عبدالكريم أكدت في الوقت ذاته أن جسم الخزان الرئيسى سليم، ماتم تدميره هو الرافعة التى تتحكم في بوابات الخزان ،التى انهارت وسقطت علي جزء من الجسم وطمأنت انه قابل للصيانة والتأهيل. ولفتت الي ان المستثمرين تخوفو من الدخول في استثمارات في المشاريع الزراعية هذا الموسم، بسبب الأوضاع الامنية وايضا تأخر وصول المياه الي زنبيات الطلمبات وخاصة في المناطق الشمالية وان المستثمرين طالبو بتامين الاستثمارات الزراعية.

☆ قلق ومستقبل قاتم

ومع تزايد قلق الخبراء والمزارعين لم يبدي طرفي الصراع اي تعليق حول سير الاوضاع داخل السد الاستراتيجي مع استمرار المعارك المتكررة في المنطقة وعدم فتح ممرات آمنة مما ينذر الوضع القائم بخطر بالغ يهدد بانيهار السد ورسم مستقبل غاتم للنشاطات الزراعية حول البحيرة.

التعليقات