بين الحروف

لماذا يا والي الخرطوم؟

بقلم : عمر دمباي

الهمة العالية التي يبديها والي الخرطوم، الفريق أحمد عابدون، ربما يلاحظها الكثير من المتابعين لمسيرة الولاة المكلفين، فعابدون يبدو على الأقل ولو ظاهرياً، الأوفر والأكثر نشاطاً وحركةً بين الولاة المكلفين الذين ظل الكثير منهم أسيراً لمقولة إنهم ولاة مكلفون فقط مهمتهم حفظ الأمن والتسيير.. لكن كثيراً ما أسال نفسي ويسأل غيري عن المبرر واللا مبالاة التي تتعامل بها حكومة الخرطوم وواليها عابدون في بعض الملفات التي لا يحتاج تنفيذها كثير عناء أو حتى تكاليف مالية، فقط قليل من الهمة والاجتهاد والمتابعة اليومية، بل على رأس كل ساعة.
على سبيل المثال، لماذا لا تركز حكومة الولاية وواليها جهدهما في المواقع ذات الكثافة العالية والضغط العالي مثل التقاطعات التي باتت مقرفة من حيث الشكل، ومقززة من حيث المظهر، ونتنة من حيث الرائحة والتي تشكل المناطق الحقيقية التي تخلق الازدحام المروري في الولاية، فمواقع بعينها باتت ترفع من ضغط دم كل من يرغب في التحرك في الولاية الفسيحة.
والي الخرطوم عابدون لماذا لا تتجول قليلاً وتقوم بزيارة للمحطة الوسطى بحري، وتحديداً المنطقة الواقعة بين (ميدان عقرب وحتى المسجد الكبير بحري)، لتعرف سبب الازدحام والمشقة والمعاناة التي يواجهها كل من يمر بتلك المنطقة في كل الأوقات وليس فقط في أوقات الذروة.
والي الخرطوم عابدون لماذا لا تقوم بزيارة إلى الصينية المركزي بالخرطوم، لترى كيف تحول أسفل كبري السوق المركزي من مكان لمرور المركبات وفك الاختناق، إلى سوق تخالط فيه الخضروات والفاكهة البكتيريا والجراثيم ومياه الصرف الصحي في كل مكان في هذا الموقع، والنفايات في مشهد لا يدل على غياب الصحة فحسب، بل غياب كامل للحكومة.
بعدها عليك يا والي الخرطوم التوجه غرباً قليلاً لترى المعاناة التي يواجهها ليس المسافرون فحسب، بل كل من يرغب في الوصول إلى الميناء البري بسبب الازدحام غير المبرر، وحتى بعد أن يصل المسافر إلى ميناء الخرطوم البري يعاني سائقو البصات السفرية مشقة غير طبيعة لحظة خروجهم من الميناء بسبب الطريق المهترئ منذ الخروج من صالات المغادرة، رغم أن المسافة التي تحتاج إلى الرصف لا تتجاوز الكيلو متر فقط.
والي الخرطوم عابدون لماذا لا تسجل زيارة إلى سوق ليبيا لتتعرف على مخارج ومداخل السوق والمشقة التي يجدها الناس في التنقل والحركة في تلك المنطقة.
أما بالنسبة لمواقف المواصلات في كل من (الإستاد وجاكسون)، فإن توسعة مخرج المركبات وإزالة المعيقات تظل أمراً ملحاً لا يحتمل التأخير.
ذات المعاناة تتكرر في مواقع عديدة، ففي شرق النيل تحتاج (حلة كوكو) لتنظيم لا يقل عن المواقع التي ذكرناها، إن لم تكن الحاجة لتنظيمها أكبر

آخر الحروف
المواقع التي يعاني فيها المواطن كثيرة، ولكن نتوقع حال وجدت تلك المواقع التي ذكرناها الاهتمام الكافي، ابتداءً من تنظيمها ونظافتها وتوفير رجال مرور وشرطة بالعدد الكافي الذي يمكنهم من التناوب دون غيابهم قبل العاشرة مساءً على الأقل، بمعدل (3) ساعات عمل لكل منهم، أن تقل حالة الازدحام التي تشهدها الولاية، بالإضافة إلى تقليل ساعات التنقل من منطقة إلى أخرى بالعاصمة دون عناء ومشقة.

التعليقات