الانحطاط وفساد الممارسات التي تقوم بها بعض قادة واعضاء تقدم، ويباركه بقيتهم بالصمت والتشجيع، لا يقتصر فقط على المجال السياسي الذي يجتهدون فيه لتبرير حرب المليشيا وجرائمها، بل يتعداه الي انحطاط اخلاقي واجتماعي مقيت، لا يتورعون ولا يستحون فيه عن تناول سيرة وذمم الناس واعراضهم وحيواتهم الشخصية بالباطل والكذب والافتراء الذي يصل الي حد القذف. ويحسبون انهم يحسنون صنعا بافعالهم هذه تقرباً من اصحاب الحل والربط في ارسال دعوة لحضور ورشة في اديس ابابا بترديد اكاذيبهم او سعيا وراء الهام كذبات جديدة.
جوقة قطيع عبادة الاصنام القديمة والجديدة وصبية وصبيات معلم صبيان الفاشست واولئك الذين يتوسلون دربهم في العمل العام باسماء اسرهم، بعد ان اعجزهم الدفاع عن خط تماهيههم السياسي مع مليشيا دمرت بلادنا واحرقتها وشردت شعبنا وأذلّته في بقاع الدنيا فيتصورون ان ادوات اغتيال الشخصية، وتشويه الافراد والمواقف في ملتقياتهم الاجتماعية وترديد النبايز والشتايم وترويجها لعلها ترهب الناس عن تبيان تفاهة مواقفهم ونقدها بما تستحق، فيستعيضون عن المواجهة السياسية الصريحة بالخوض في اعراض الناس بالاكاذيب والافتراء وترويج الاساءات والتشكيك في الذمم والمواقف في مجالسهم وعلى مسمع السودانيين. ولكن كل هذا لا ينفع شعب السودان في شيء ولا يفعل سوى ان يضيف الي انحطاطهم السياسي، انحطاط اخلاقي واجتماعي مضاعف. ولكن لا ينصر الباطل الحق لو كانوا يعلمون.
اختلافنا معكم واضح وصريح، وهو في خطكم وموقفكم السياسي، ومحاولاتكم لصرف النظر عنه غاية في البؤس ولا تنفع موقفكم في شي، فموقفكم ينحاز للمليشيا ويحاول تبرير جرائمها وفظائعها، ويجتهد في صناعة تبرير سياسي لها بنسبتها الي ثورات الهامش -السلمية منها والمسلحة- وهو مما يضر شعب السودان وهذا ما يراه الغالب من السودانيين وبينهم اعضاء مغلوبين على رأيهم في مجلسكم القيادي ذات نفسه. هذا الخلاف مبدئي حول موقف سياسي، لن تحله اساليب الارهاب الاعلامي والاجتماعي والتي قمتم بممارستها من قبل منذ يوليو ٢٠٢٢ لترويج لصفقتكم مع الانقلابيين، ولن تضيفوا باساليبكم هذه سوى مزيد من البؤس والتردي للممارسة السياسية في البلاد. فما تفعلوه هو من شيم الصغار، ولو توهموا في انفسهم علو الكعب وكبر المقام مما يوهمهم به حارقي البخور وجوقة عبدة الاصنام.
لن اتوقف ولن يتوقف غيري ايضا عن فضح وتعرية هذا الخط المقيت والذي هو استمرار في نفس نهج الشبق السياسي الذي اعتنقته تنظيماتكم في تحالفها الجنيني في مسار صناعة الاطاري وتغبيش وضوح مطلوبات الانتقال السياسي لدولة حكم مدني ديموقراطي بتوسل مقاعد السلطة السياسية وقبول الرشى السياسية. وبدلا عن ممارسة هذا الانحطاط والتردي الاخلاقي بطريقة علي وعلى اعدائي ربما ينفعكم ان تراجعوا مواقفكم وتصلحوا ما فسد منها، لما فيه مصلحة الشعب السوداني بدلا عن البحث عن كيفية الابقاء المؤسسي على المليشيا.
السياسة هي مساحة عمل عام حول ما ينفع الناس ولجوء هذه الدوائر لمثل هذه الاساليب المنحطة لا يكشف فقط عن عور اخلاقها وبؤسها البالغ، بل ايضا عن بؤسها المقيم في الفعل والارادة. لا ينفعكم التدليس والتزوير حول مواقف الناس السياسية عندما يعجزكم الدفاع عن مواقفكم. دافعوا عن مواقفكم كما هي او غيروها، بدلا من ان تجتهدوا في نسبة وتزوير مواقف الاخرين ليتسنى لكم تبرير مواقفكم على طريقة كلنا فاسدون! وانا من ثلة ناس اختاروا دفع اثمان مواقفهم المبدئية بينما كان بعضكم بل اغلبكم يتمرغ في نعيم الكيزان. واجهناها اعتقالا وتعذيبا وتشريدا ولم نتزحزح عما ما نؤمن به. وقاتلنا من هم اعتى منكم في سبيل مصالح الناس وما ينفع الناس. وما دام سبيلكم لتوسل تحقيق اهدافكم السياسية هو هذا العور والبؤس الاخلاقي المقيت، فلا خير منكم يرتجى للسودان ولا لشعبه.

التعليقات