بقلم : علي يوسف تبيدي
العلاقة الأمريكية السودانية انطلقت بوتيرة عالية في هذا الظرف بعد عداوة واضحة بين واشنطن ونظام البشير الذي جعل الادارة الامريكية تضع السودان في قائمة الارهاب زهاء العشرين عاماً غير أن بوادر الانفراج بين الخرطوم وواشنطن جاء في عهد الانتقال الديمقراطي من خلال أولوية مرسومة من رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك الذي بدأ عملية المصالحة السياسية مع امريكا بمشروع تعويضات ضحايا الباخرة كول حيث دفع السودان مبلغ ٣٥٠ مليون دولار الشئ الذي ذوب الجليد بين البلدين.
بعد ذلك تطور مسار العلاقة الأمريكية السودانية من غياب التمثيل الدبلوماسي بين القطرين الي وجود قائم بالاعمال يتواجد بين الخرطوم ونيروبي حتى وصلت العلاقة الي مستوى تعين السفير الأمريكي بالخرطوم المتمثل في المستر جون جودفيري.
اختار السفير جودفيري المنهج الشعبي في التواصل مع السودانيين فقد كان موجوداً في معظم المحافل الشعبية يلتقي بالمكونات الداخلية المتعددة والشخصيات الاجتماعية والدينية وقد ساعده على هذا النهج معرفته التامة باللغة العربية حيث زار مروي والفاشر ومدني وكسلا فضلاً عن مناطق السياحة وساحات الرياضة والمولد النبوي الشريف بل تسلق جبل البركل وتناول الوجبات في المطاعم الشعبية وتواجد في المتاحف ودور الرياضة والطرق الصوفية.
من وحي النظام العالمي الجديد ومن خطي القسيس الامريكي دانفورث يتحرك السفير جودفيري في الملف السوداني كيف لا وهو مسؤول عن أضخم بعثة دبلوماسية أمريكية في أفريقيا هاهو يدلق الرؤية الأمريكية في الاتفاق الاطاري واضعا الروشتة الأمريكية التي تدعم زوال البصمة العسكرية وتوسيع الرقعة السياسية المدنية في السلطة وفتح النوافذ الأمريكية في منطقة البحر الأحمر على حساب انحسار الاتفاق السوداني مع روسيا الذي وقعه الجانب العسكري خلال الفترة السابقة.
علاوة على ذلك قد زار السفير الأمريكي المناطق الملتهبة بالسودان بغرض وضع البصمات التي تتماشى مع السياسة الأمريكية في الساحة السودانية.
من الواضح أن منحني السياسة الأمريكية في عهد السفير جون فيري سيكون مغايرا وجديدا ذو طابع برغماتي يلتقط المصالح الأمريكية التي تعود فوائدها على القطرين وفي الذهن الأمريكي امتلاك السودان لموارد ضخمة في جميع المزايا مازالت بورا حتى الآن.. وأيضاً أن أصدقاء السودان في المحيط الاقليمي والعربي سوف تنطلق سياساتهم وخطهم الدبلوماسي من الزاوية الأمريكية الممتدة.
العلاقة بين البلدين علي موعد مع تطورات مواكبة في جميع المجالات وستكون مدعومة في المستقبل ببرنامج تبادل الزيارات المشتركة والتفاهمات الاستراتيجية بين الخرطوم وواشنطن فالواضح انها سياسة نوعية من خلال روح دبلوماسية غير مسبوقة.

التعليقات