مفردة صغيرة..
ولكنها أحدثت ضجة كبيرة – لغوياً – حين وردت في سياق كلمتنا ليوم الأول من أمس..
وعلى ذكر اللغة هذه فلا يصح أن يُقال : أمس الأول..
وإنما الصحيح ما جاء في سطرنا الثاني أعلاه ؛ يوم الأول من أمس…وما لا يصح كثير..
وأحد أشهر الذي لا يصح هذا عبارة : ذات الشيء..
فلا يجوز أن نقول ذات الشيء…أو ذات الفعل…أو ذات الأمر ؛ فالمعنى هنا مختلف..
ولكن الصحيح أن نقول : الأمر ذاته…والشيء ذاته..
ومفردة عدا هذه من أدوات الاستثناء…وتُعرب كفعل ماضي…وما بعدها يكون منصوباً..
أو قد يكون مجروراً إن اعتبرنا المفردة حرف جر..
وعبارتنا المذكورة نصها (عدا معلماً واحداً)….ففوجئت بها تصير (عدا معلم واحد)..
صارت كذلك بفعل فاعل…هو المدقق اللغوي..
فدققت معه…..وسكرتير التحرير…..ومدير التحرير ؛ كيلا يظن القارئ إنني ألحن..
فإذا بالأخ مدير التحرير يفاجئني بما هو أشد إثارة للحيرة..
ولا أقول الغضب…إذ أنهما – المصحح ومدير التحرير – يجبران المرء على احترامهما..
ومكمن الحيرة نصه (عقد ورشة لمناقشة الموضوع)..
فهل باتت هذه البدهية اللغوية (موضوعاً)؟…بل ويستحق ورشة لمناقشة (تعقيداته)؟..
ولكني عذرته حين نظرت إلى (الموضوع) من زاوية عامة..
من زاوية ثقافتنا الجمعية إزاء (مواضيع) نعقد لها ورشاً…واجتماعاتٍ…ولجاناً…و (منبثقات)..
أي أن تنبثق عن اللجنة (بنتٌ) لها…وربما حفيدة..
فيتعقد الموضوع البسيط ؛ ثم تكون نهايته إما أن يُوضع على الرف…أو داخل القبر..
وأعطيكم آخر مثالين طازجين فقط…لكثرة الأمثلة..
فقد عقدنا مؤتمراً (جامعاً) لموضوع اقتصادنا ؛ رغم وضوح العلل…وبساطة العلاج..
ثم وُضعت أطنان توصياته على الأرفف..
وطفقت وزير المالية المكلفة – هبة – تخبط خبط العشواء ذاته من قبل عقد المؤتمر المسكين..
ثم لدينا لجنة أديب للنظر في (موضوع) مجزرة فض الاعتصام..
ورغم بداهة الموضوع المتمثلة في (حدث ما حدث) فإن اللجنة ما زالت (تلت وتعجن)..
وسينتهي عملها إلى حيث انتهى (المجزورون)..
فهكذا نحن ؛ (نموت) في الورش…والاجتماعات…والسمنارات…واللجان…و المنبثقات..
فأهم من اللجان هذه لجانها المنبثقة…فالمنبثقة..
إلى أن (تموت) توصياتها…وخلاصاتها…و(منصرفاتها) ؛ ثم يغني الحال بلسان الحال:
غيب…………وتعال..
تلقانا نحنا زي ما نحنا..
فيا عزيزي أبا عبيدة – مدير التحرير – لا تغضب…فهذه بمثابة استراحة من وعثاء السياسة..
فقط لا تُفاجئني بورشة لمناقشة (موضوع) اسمك هذا..
لماذا أضحى (أبا) بدلاً من (أبو)؟…ويدعمك في ذلك مصححنا الظريف ؛ محمد عبد اللطيف..
وشكراً للمفردة التي أهدتني (موضوعاً) اليوم..
عـــــدا !!.
الصيحة