سيرتبط نجاح مبادرة البعثة الدولية يونيتامس في تحقيق اختراق سياسي في الازمة الحالية في سودان ما بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر بعوامل اساسية، اهمها، وقف العنف المفرط والجرائم القمعية التي ترتكبها السلطة الانقلابية، ووجود الية واضحة للرقابة والمحاسبة على مثل هذه الانتهاكات والجرائم. حرية التعبير السياسي والتظاهر السلمي والتجمع هي حقوق اساسية لا يمكن التغاضي عنها وهي احد المكتسبات التي انتزعها السودانيون في خضم ثورة ديسمبر المجيدة ولن يتراجعوا عنها، وهو الامر الذي يثبته استمرار الحراك الجماهيري المتصاعد والذي لم يكبحه لا قمع ولا رصاص ولا مياه ملونة.
الامر الثاني هو شمولية العملية لكل القضايا والاطروحات السياسية الموجودة في الساحة على قدم المساواة، خصوصا المطروحة من التنظيمات القاعدية النشيطة في مقاومة الانقلاب منذ لحظاته الاولى بالاضافة للفاعلين السياسيين الاخرين. المعادلة السياسية السابقة والتي بدأت في ٢٠١٩، تحتاج الي كثير من النقد والتشريح من قبل الفاعلين لاستجلاء المشاكل والاخطاء التي صاحبت تصميمها وتنفيذها من اجل تفاديها. هذه العملية ينبغي ان تهدف وبشكل مركزي على انتاج نموذج لحكم مدني ديموقراطي كامل في السودان. والمقياس الاساسي لنجاح هذه العملية سيكون في قدرتها على انتاج مخرجات جزئية خلال تنفيذها وكلية في نهايتها، مرضية للشارع وتخاطب مطالبه بشكل كافي. رضا الشارع وقبوله بمخرجات هذه العملية هو المحدد الاساسي لمدى نجاحها، وذلك لن يحدث بغير الاستماع الي صوته -او اصواته- وتضمينها في تصميم وتنفيذ العملية السياسية بشكل كافي. اي حلول فوقية لا تخاطب مطالب الشارع ستكون هشة في مهب الريح.
حفظ الله السودان وشعب السودان

قدامنا_الصباح

التعليقات