تابعت الحملة الشعواء على الوزير ابونمو التي يقودها بعض شباب من شرق السودان، وبعد بحث مضني علمت ان الحملة ماهي الا استباق لقرارات مرتقبة ربما يفكر الوزير فى اتخاذها ضد المهندس ادم محمد ادم هقواب نائب مدير عام شركة ارياب ، او ربما اعتقد المهندس نفسه ان الوزير ينوى اقالته واسرع بالاشارة الى هولاء الشباب بالترتيب لهذه الحملة. ولانى فى موقع مختلف من المكتب الرئيسى للوزير فى وزارة المعادن ، استرقت الفرصة لملاقاة الوزير للاستفسار عن حقيقة هذه الحملة ، وما وزاد من فضولي هو علمي المسبق بحقيقة العلاقة الوطيدة الذى تربط الوزير بكل قيادات الشرق ، بدءً بالناظر تِرك والناظر على محمود والقائد الامين داؤد والعمدة حامد ابوزينب …… وآخرين ، وتعودنا ان نشاهد هولاء من وقت لاخر – فرادى وجماعات – فى زيارات خاطفة لمكتبه ، ومعظمها للتحية والمجاملة …..
انتهزت فرصة وجود الوزير ابونمو اليوم بمكتبه ببرج الشركة السودانية ، ومع زحمة الاجتماعات استأذنته بانى اريده لبضع دقائق فى موضوع هام فى اى سانحة متاحة ، فاستجاب الوزير والتقيته بنهاية يوم عمل شاق واذن لى بالجلوس فى مكتبه والحديث اليه .
فى البداية ارتبكت للحظة لانى لا ادرى من اين ابدأ ولكنى تشجعت وسألته مباشرة : بالمناسبة هل انت متابع الميديا فى اليومين دى ؟ ورد الوزير : ما الجديد فى الميديا ؟ وقلت الم تتابع الحملة المسعورة ضدك فى اليومين الماضيين ؟ ورد ضاحكاً : هل هى حملة واحدة ام حملتين ؟ وسألته اى الحملتين تعنى ؟
واجاب :
فى الحملة الاولى ان احدهم قد (نجر) مقالا باسم مستعار وقال ان الوزير ” الفاسد ” ابونمو سهل لاحد النافذين فى الدولة ليستولي على شركة ارياب الحكومية فى صفقة مشبوهة تجاوز قيمتها ال ٤٠٠ مليون دولار ، وحصل بموجبه الوزير الفاسد ابونمو على مليون دولار اُودع لحسابه … وقال متهكماً : والله شوف انا اتفهم ان ” ينجر ” احدهم او يؤلف قصة مثل هذه فى اجواء شركة ارياب فى هذه الايام ، ولكن ما ساءني اكثر ليس فقط ” الحبكة ” المغرضة ، ولكن ان يتخيل احدهم بانى بهذه الدرجة من (الرخصة) …. ويضحك الوزير !!
اجبته لانى لم افهم مقصده بكلمة ” الرخصة ” ؟
قال لا يمكن ان يجتمع عندى صفتين ذميمتين ، الاولى انى اكون وزير فاسد ، والثانى انى اقبل رشوة تافهة بمليون دولار لتسهيل صفقة مشبوهة تزيد قيمتها على ٤٠٠ مليون دولار … اننى لست رخيصاً بهذه الدرجة ، انا اتفهم ان يقال بانى تقاضيت ٢٠ مليون او حتى ١٠ مليون دولار من مثل هذه الصفقة اذا كنت بالفعل فاسد ، انما مليون دولار بمقابل صفقة ب ٤٠٠ مليون دولار ، فهذه هى الرخصة بعينها !!
اجبت : فهمت الان يا سعادة الوزير
واسترسل قائلاً : اما الحملة الثانية فربما هى ما تعنيه انت وهو موضوع المهندس ادم هقواب ، اليس كذلك ؟ اجبته بنعم ، واردفت وما هى القصة وهل اقلت الرجل حسبما ترد الاشارات فى الميديا ؟
قال حتى الان لا ، اما قصة المهندس آدم ، فموضوعه معقد وقد ساهم هو فى تعقيده ، والمشكلة الاساسية فى هقواب ولانه من المجتمع المحلى فى ارياب فهو يعتبر نفسه الوصى الاول على الشركة ، بوجود المدير العام وحتى الوزير وهو رئيس مجلس الادارة ، ويبدو انى قد ساهمت فى هذا الموضوع لعدم معرفتى بالرجل ، لانى عندما قررت تغيير المدير السابق بحث عن احد ابناء المنطقة ولم اجده – ربما لضيق الوقت – وعينت مديراً من خارج المنطقة ( الشمالية ) وسألت عن اى احد من ابناء المنطقة ومن الشرق عموماً يشغل وظيفة قيادية فى الشركة فاشاروا لى لهذا الهقواب ومن غير اى تحرِّى عينته نائباً للمدير ، وعندما فرغت لجنة بالشركة من اعداد الهيكل الادارى الجديد ، جاءنى المدير قائلا انه وحسب المعايير المنصوصة فى الهيكل الجديد ان ادم لا يؤهل لوضعه فى موقع نائب المدير لان الهيكل يفترض خبرة اقلاها ٢٧ سنة لهذا الموقع ، وخبرة الاخ ادم هى فقط ١٦ سنة ، قلت للمدير هذه بيروقراطية وتفكير تجاوزه الزمن لقياس قدرات الرجل بعدد سنين الخدمة ، فقط قل لى ما المطلوب منى لابقاء المذكور فى موقع نائب المدير ؟ فقال ان المطلوب هو استثناء منك كوزير ، فطلبت منه اعداد الخطاب لاعتماد ذلك وهذا ما تم ، هذا ما قمت به من خدمة شخصية تجاه المهندس ، وكان جزائي هو اول من جاهر برحيل الوزير بتاع ( الحشرات المسلحة ) كما سمانى احد الذين جندهم لحملته !!
اهكذا الوفاء ؟
عموماً انا حتى الان لم اقرر اقالته ، كل الامر انى استدعيته الى مكتبى للاستيضاح عندما وصلتني شكوى ضده موقعة من اعضاء لجنة فنية كونها مدير الشركة بالتشاور معه ( هذه افادته ) للتقييم والتفاوض مع شركة اجنبية للدخول مع شركة ارياب فى شراكة استثمارية ، لانه اجتمع مع اعضاء اللجنة وفى سبيل عرقلة عملهم اساء اليهم واتهمهم بعدم النزاهة ، ليس ذلك فحسب وبل اتهم وزير المعادن بعدم النزاهة وطالب برحيله !!
هذا باختصار عن قصة المهندس آدم هقواب
اما التفاصيل المرتبطة بهذه القصة ، فهنالك تشابك ومنعرجات كثيرة لا يسمح لا الوقت ولا المساحة لتناولها ….
انتهى كلام الوزير ابونمو ……
لممت اوراقى بسرعة وذهبت الى مكتبى لادون حديث الوزير بتفاصيله بقدر الامكان فكانت هذه الافادة
محمد على محمدو

التعليقات