الجنينة:تارا نيوز
شهد الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وعضوا المجلس، الأستاذ الطاهر أبوبكر حجر ودكتور الهادي إدريس ، وحاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي، ووالي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر، اليوم بحاضرة ولاية غرب دارفور الجنينة، احتفال التوقيع على اتفاق وثيقة الصلح بين قبيلتي الرزيقات والمسيرية “جبل مون”. حيث وقع عن قبيلة الرزيقات مسار عبد الرحمن أصيل وعن المسيرية أمير حافظ الشيخ.

واكد نائب رئيس مجلس السيادة ، خلال مخاطبته الاحتفال ، اهتمام ومتابعة رئيس المجلس الفريق اول عبد الفتاح البرهان لكل أحوال ولاية غرب دافور والأوضاع بالإقليم بصفة عامة. وترحم على أرواح جميع العسكريين والمدنيين، كما ترحم على ضحايا الصراع والقتال من القبائل كافة وخاصة قبيلتي المسيرية والرزيقات بمحلية جبل مون، والجنينة وكريندق، وكلبس، وكرينك وفي جميع المناطق ومن مختلف المكونات.

وقال ” نبارك لأهلنا في ولاية غرب دارفور وخاصة في محلية جبل مون هذا (الصلح) الذي نأمل أن يكون نهائياً وحاسماً لكل الخلافات بين قبيلتي المسيرية والرزيقات، وأن يضع حداً فاصلاً للصراع بين القبيلتين. تأسياً بقوله تعالى في سورة الشورى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين)”.

واكد الفريق اول دقلو، عدم وجود منتصر في القتال بين الأشقاء وأبناء البلد الواحد، وأضاف أن الجميع خاسرون وفي مقدمتهم السودان، الذي خسر بسبب هذه الصراعات العبثية أرواحاً بريئة بسبب الأحداث المصطنعة التي تديرها أياد خبيثة.

وأشار الى أن ما يحدث الآن من فتنة يتطلب الوقوف والتفكير بعمق لمعرفة السبب الحقيقي لهذه النزاعات والصراعات التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد، وتقويض السلام الذي تحقق ، مبيناً أن القاتل والمقتول في هذه الصراعات هم ضحايا للشحن الزائد والتعبئة السلبية الخبيثة لتنفيذ أجندة ليست أجندتهم، حيث يقتل بعضهم البعض دون مراعاة لحرمة الدماء أو حتى علاقة الرحم والدم والأخوة، وزاد ” لذلك أوصيكم ببتر هذا الجزء الخبيث من جسد الوطن لتعودوا إلى سابق عهدكم”.

وأكد نائب رئيس مجلس السيادة أن غرب دارفور كانت مثالاً للسلم والتعايش الاجتماعي طيلة سنوات الحرب، فهناك أكثر من 43 قبيلة كانت تعيش في سلام تام في مدينة الجنينة وحدها، وتساءل “لماذا توقفت الحرب في دارفور بتوقيع السلام واشتعلت المعارك القبلية في غرب دارفور؟”، مشدداً على أن هذه المؤامرات والفتن لن تهدأ إلا بالوحدة ونبذ الفرقة والشتات، وحل المشاكل والخلافات بالقانون أو بالحكمة والحوار والجودية بدلاً عن السلاح.

واعترف الفريق اول دقلو بتقصير الدولة في أداء واجباتها المتمثلة في بسط هيبتها وتحمل مسؤوليتها في مجال حفظ الأمن، وملاحقة المجرمين، والمخربين، والذين يسعون بالفتنة، كما اعترف بمساهمة المجتمعات بدرجة كبيرة في هذا الوضع، بتوفيرها الحماية للمجرمين بحجة الانتماء للقبيلة. وأضاف ” لا بد أن نتفق جميعاً – أن “المجرم لا قبيلة له وأن من يتعدى على حقوق الناس يتحمل مسؤولية أفعاله لوحده ليس للقبيلة الحق في حمايته والدفاع عنه، وعلى أجهزة الدولة مواجهة هذا الأمر بالحسم اللازم حتى لا تحدث المشاكل القبلية بسبب نصرة المجرمين.”

وأكد عدم السماح باستمرار هذه الفوضى والانفلات الأمني وانتشار الجريمة وتهديد أمن واستقرار الناس ، وأن القوات النظامية ستعمل يداً واحدة لوقف وحسم كل المظاهر السالبة والتخريب المتعمد الذي يسعى إلى هدم ما بنيناه من سلام.

وطالب حكومة الإقليم وحكومات الولايات ولجان الأمن خاصة بالولاية، رفع درجات الجاهزية والإسراع في وضع الخطط الأمنية المُحكمة والعمل على فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وعدم التهاون أو التراخي مع أي مجرم أو مخرب أو متربص بأمن الناس، وقال “هذه مسؤوليتكم جميعاً ويجب أن تقوموا بها كاملة دون انتظار لتوجيهات أو مساعدة من أي جهة.”

وإستبشر خيراً بقرب موعد تخريج قوات حماية المدنيين، التي تم تدريبها وتجهيزها للعمل جنباً إلى جنب مع القوات النظامية الأخرى للحفاظ على الأمن والمساهمة في بناء السلام ، خاصة وأن الموسم الزراعي على الأبواب وهناك أزمة غذاء في العالم والسودان، ودارفور ليست استثناءً عن العالم، لذلك يجب أن العمل سوياً لإنجاح الموسم الزراعي من خلال توفير الأمن والعودة الطوعية للنازحين وفتح المسارات والمراحيل والصواني للرعاة، حتى نحقق إنتاجية عالية نضمن بها الاستقرار لأهلنا.

وأشار الفريق اول دقلو الى ما تتمتع به غرب دارفور من ميزات استثنائية يجب الاستفادة منها، وفي مقدمتها موقعها الاستراتيجي كمدخل لدول الجوار، حيث تبعد كيلومترات قليلة عن الجارة تشاد ما يحتم التعاون وضرورة التنسيق الأمني والاقتصادي ومنع التهريب بتفعيل دور القوات المشتركة بين البلدين، وتنشيط الاتفاقيات التجارية والنقاط الجمركية الحدودية لتحريك عجلة التجارة والاقتصاد بين الدولتين.

وقال ” جميعكم يعلم ما تمر به البلاد من تعقيدات في المشهد السياسي والاقتصادي، بسبب الخلافات السياسية والإقصاء ومحاولات الانفراد بالحكم، ونحن الآن نعمل من خلال الحوار لتحقيق أكبر توافق وطني يمضي بالبلاد إلى استكمال الفترة الانتقالية وصولاً إلى انتخابات حرة. نأمل أن تنعكس نتائج هذا التوافق الوطني المنشود لصالح شعبنا الذي عانى كثيراً من الخلافات السياسية، وأن تمضي الأوضاع نحو الاستقرار والتنمية بعيداً عن الصراعات والأنانية وحب النفس”.

وأضاف أن الوفد المرافق لنا في هذه الزيارة يضم كل أبناء دارفور في الحكومة، وممثلين لجميع الأجهزة النظامية، مما يعد رسالة واضحة تؤكد جدية الدولة في إيقاف الفوضى، ليس في غرب دارفور فقط وإنما في كل الإقليم، لذلك ندعو جميع المواطنين إلى التعاون ومساعدة أجهزة الدولة حتى نعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي.

وعبر نائب رئيس مجلس السيادة عن شكره لحكومة ومواطني ولاية غرب دارفور ومدينة الجنينة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة سائلاً الله أن يحفظ غرب دارفور ويجنبها الفتن، وتقدم بتحية خاصة للشباب والشابات، والنازحين، والمزارعين، والرعاة. وبشكره الخاص للجنة السلم والمصالحات بقوات الدعم السريع وأعضاء اللجنة وقيادة الدعم السريع، قطاع غرب دارفور، على المجهود الكبير الذي بذل في التوفيق بين أهلهم من المسيرية والرزيقات حتى تم هذا الصلح، وهو عمل يضاف إلى جهود اللجنة المتواصلة بإذن الله حتى تطوى النزاعات القبلية كافة.

وعبر عن تقدبره للطرفين من الأهل لاستجابتهم الكريمة للجلوس فيما بينهم لإنهاء الخلافات وتناسي المرارات والجراحات، وقال نأمل من الأطراف الأخرى المتنازعة في هذه الولاية، أن تعود إلى رشدها وصوابها وتتصالح فيما بينها لمصلحتهم جميعاً.

وكان نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو قد وصل اليوم، الى حاضرة ولاية غرب دارفور، وسط استقبال رسمي وشعبي تقدمهم الوالي خميس عبد الله ابكر ولجنة الامن والادارة الاهلية وجمع كبير من المواطنين .

ويرافق نائب رئيس مجلس السيادة في زيارته لغرب دارفور، عضوي المجلس الأستاذ الطاهر ابو بكر حجر، دكتور الهادي إدريس، ، الفريق ركن خالد عابدين الشامي نائب رئيس هيئة الاركان عمليات، فريق شرطة كمال ميرغني عضو قيادة الشرطة، واللواء أمن أبو عبيدة ميرغني ممثل جهاز الأمن والمخابرات ،د. سليمان صندل ممثل حركة العدل والمساواة.

وفور وصولة عقد سيادته اجتماعا مع لجنة الامن بالولاية بقيادة الفرقة 15،بحضور عضوي مجلس السيادة الطاهر حجر والدكتور الهادي إدريس وحاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي .

التعليقات