يواصل المقدم ركن إبراهيم الحوري، رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، استغلال صحيفة القوات المسلحة للدعوة لمغامرته الانقلابية، متحدثاً هذه المرة عن ثورة ديسمبر وشعاراتها والعودة لمنصة التأسيس، وينسى – وهو يختم كلامه بأن القوات المسلحة لن تخيب ظن شعبها وهو يدعوها بين السطور للانقلاب – إن ظن شعبها الحسن بها كان عكس ما يدعو اليه، في أن تبتعد عن السياسة وتمارس دورها القانوني الطبيعي في حفظ البلاد وحماية النظام الدستوري وليس محاولة الانقلاب عليه، وأن ثورة ديسمبر التي يتحدث عن شعاراتها قامت ضد الحكم العسكري الذي تحالفت معه الجبهة القومية الإسلامية لصناعة انقلاب 1989 في المقام الأول.

يتحدث الحوري عن أزمة الخبز وينسى ان يحدثنا عن دور شركة سين للغلال المملوكة للمكون العسكري والتي تسيطر على 30% إلى 40% من سوق القمح في السودان، وتتعامل مع الحكومة في بيع وشراء وطحن القمح وكأنها شركة قطاع خاص وبل في بعض الأحيان بأسعار أعلى من أسعار القطاع الخاص.

فمن الذي يستثمر في صناعة الجوع الذي يغذي ثورة الجياع بحسب وصفك يا الحوري؟!.

يتحدث الحوري عن ندرة غاز الطبخ وانعدام الأدوية، وينسى من الذي يتآمر لاستغلال مطالب أهل شرق السودان ويدفعهم لإغلاق الميناء وخطوط نقل الوقود.

يتحدث الحوري عن ضعف مرتبات الكوادر الطبية وعجز التعليم الحكومي عن استيعاب الطلاب، وينسى من الذي يصر على استغلال شركات المنظومة ومواردها وأرباحها كحكر خاص به خارج ولاية وزارة المالية، ومن الذي يصر على السيطرة على قطاعات الاتصالات والذهب وحتى تصدير اللحوم بالخسارة (بأسعار أقل حتى من الأسعار المحلية) لدول الجوار!!

يتحدث الحوري عن ادعياء النضال والكراسي والفارهات، ولا يحدثنا عن من الذي يمتطي هذه الفارهات من حر ماله، ومن الذي يمتطيها بسطوة جهاز عنف الدولة ولا يحدثنا عن من الذي أتى لكراسي الحكم نتيجة للعمل السياسي المدني، ومن الذي فرض نفسه عليها كأمر واقع بعدد القوات والتاتشرات والسيطرة على جهاز عنف الدولة بعد ثورة شعب رفعت شعار (جيبوا حكومة الحكم المدني).

القوات المسلحة ليست ملاذ أهل السودان، القوات المسلحة جزء من جهاز الدولة الذي يجب أن يخدم أهل السودان، وليست كياناً خاصاً منفصلاً عنهم.

وأرجو أن يراجع المقدم ركن الحوري تعريف أدوار القوات المسلحة في صفحات ويكبيديا التي يحتاجها المقدم الركن لتعريف عمل المخابرات.

ما كتبه الحوري يعيد تأكيد أن الأزمة الحالية في السودان ليست بين مدنيين وعسكريين، بل هي بين قوى التقدم والديمقراطية والتحول المدني الكامل، وبين قوى الردة وجيوب النظام القديم التي تريد صناعة شمولية عسكرية جديدة في السودان.

التعليقات