وخزة المساء

مبادرة أهل السودان التي أطلقها الرجل العالم والصالح الزاهد العارف الطيب الجِّد حفيد ود بدر، تعدُ أنجع مضاد حيوي ضد جرثومة الكراهية التي حقنتها فصائل الحقد في جسد الشعب السوداني، فتماثل الجسد المهيض للتعافي وأدخلت مرضى المجتمع في مرحلة النقاهة والتي نرجو أن ينهض بعدها السودان فتياً وعملاقاً.
مبادرة مباركة لم يرد بها الرجل الصالح مالاً ولا جاهاً ولا علواً في الأرض ولا استكباراً. وبالرغم من أنها جمعت أكثر من خمسين قبيلة سودانية عريقة المحتد، وكثيفة العدد والعتاد، وبالرغم من أنها جمعت أكثر من خمسين من بيوت العرفان والدين والتصوف، والتفت حولها الملايين من أفئدة السودانيين وأحاطتها بالأمل والتراضي، إلا أن هذا الانتصار الوطني الكبير لم يمنع الموتورين من نفث أحقادهم ضد رجل المبادرة، والإجماع كعادتهم في صناعة الصراع وصياغة الأحقاد ضد كل مجتمع عاشوا فيه.
فقد استمعت البارحة لأحد هؤلاء الأقزام التي لا تشكل الجمعية العمومية لحزبه أصابع اليد الواحدة، وهو يتطاول على هذا الحدث الوطني الكبير خوفاً من حاضر الوحدة والتوحيد، وخوفاً من إرادة الانتخابات القادمة التي سترمي به وحلفائه في مجاهل النسيان ومذبلة التاريخ. إن هؤلاء بجانب إنجازات الفقر والقهر والتوحش والانهيار، قد أضافوا موهبة (الصفاقة) كآخر منتج في أدبيات القحاطة والمرتعدين من إرادة الصنديد والصندوق.

التعليقات