🔷 الاجتماع الذي ينعقد اليوم، في أديس أبابا، بدعوة من الاتحاد الافريقي لبحث الوضع في السودان – ويضم ممثلين للدول الأعضاء بالجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومجموعة الترويكا والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن – اجتماع مهم نأمل أن يسهم إيجاباً في إطفاء نار الحرب في بلادنا وتجاوز تداعياتها.
المطلوب من الاجتماع توحيد المبادرات الحميدة الساعية لوقف الحرب والتأكيد على رفض التدخلات الخارجية بأية أقوال أو أفعال تساهم في زيادة اشتعالها أو توسيع رقعتها، إضافةً لاستنهاض وتنسيق جهود الأسرة الدولية بصورة عاجلة لمواجهة الأزمة الانسانية في السودان وتوفير الاحتياجات الضرورية وتأمين وصولها للمتأثرين بالحرب.

🔷 الوثيقة التي وقعتها، أمس الإثنين، مكونات الإدارة الأهلية بغرب دارفور – وتم بموجبها التعاهُد على وقف العدائيات والمحافظة على المنشآت والمرافق العامة وفتح الطرق والأسواق ومحاربة الظواهر السالبة – خطوة موفقة تستحق الإشادة والدعم .. نتمنى الالتزام الصارم بالوثيقة وديمومتها، وألّا تكون كسابقاتها خلال الأعوام الماضية.

🔷 لا بد من توجيه التحية والعرفان لأولئك الذين تحدوا المخاطر وقرروا المرابطة – وسط سعير الحرب – في أماكن عملهم لتقديم ما يمكن تقديمه من الخدمات الأساسية لأهلهم بدءاً بالكوادر الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية التي تمكنت من البقاء على قيد التشغيل ولو بطاقة منخفضة، والعاملين في محطات المياه والكهرباء التي ظلت تعمل، والعاملين في قطاع الاتصالات والمواصلات والمخابز ومحال المواد الغذائية وغيرها من المرافق الحيوية العامة والخاصة .. ويمتد العرفان للعاملين ميدانياً في المجال الانساني – من جمعية الهلال الأحمر والصليب الأحمر والمنظمات المحلية – لإسعاف الجرحى والمرضى ونجدة العالقين أثناء العمليات العسكرية وتقديم العون لمن نزحوا من الخرطوم إلى الولايات الأخرى، وكذلك لشباب لجان المقاومة لجهودهم في تنظيم دوريات الحراسة وضبط الأمن في الأحياء وتفعيل ثقافة النفير.
وإزاء ذلك، فإن الأولوية الآن هي إخلاء المناطق السكنية والمرافق العامة من الوجود العسكري وتثبيت وقف إطلاق النار – أرضاً وجواً – بما يبعد عن السودانيين شبح الموت ويعيد النازحين إلى منازلهم ويتيح عودة الحياة الطبيعية وتوفير الماء والغذاء والعلاج والأمن وكافة الخدمات الأساسية.

🔷 يظل التحول الديموقراطي وترسيخه واستدامته هو الشرط الأساسي لبناء السودان الذي يسع جميع أهله ويسود فيه الاستقرار والحرية والسلام والعدالة والتنمية، ويحميه جيشٌ وطني واحد لا تشاركه أية جهة أخرى في شرعية حمل السلاح .. لا بديل عن المسار السياسي السلمي الجماعي في اتجاه التحول الديموقراطي عبر التوافق على سلطة مدنية تمثل ثورة ديسمبر المجيدة وتباشر تنفيذ برنامج متفق عليه ينتهي بانتخابات عامة حرة ونزيهة.

٢ مايو ٢٠٢٣

التعليقات