1
لا أعرف لماذا يلجأ السادة في وزارة المالية إلى التهديد والوعيد كلما كشفنا ممارسات فاسدة أو سياسات خاطئة اتخذوها، ظللنا على هذا الحال معهم لشهور.. فوزير المالية يهدد وينفي وعسكوري يتوعد، وفي كل مرة يعلو صراخهم وتصلنا تهديداتهم نقول إن أسلوبكم هذا نعرفه وتعاملنا معه ثلاثين عاماً فلم يرهبنا وظللنا نطارد الفساد دون خوف ولا وجل؛ الآن والحمد لله نتفيأ ظلال ثورة شعارها الحرية والعدالة ولا شيء يخيفنا؛ ولكننا نستغرب لحال الذين يدعون للحريات ويرتجفون من ضوئها، ما نود أن نقوله للأخوة في المالية نحن نحترم شخوصهم جداً، لكن سياساتهم وممارساتهم الفاسدة هي موضع حربنا.
2
ما مناسبة هذه الرمية؟ قبل خمسة أيام نشرت هذه الصحيفة خبراً مفاده أن الحكومة سددت للأمريكان مبلغ (70) مليون دولار من جهاز الاستثمار والضمان الاجتماعي، وهي أموال معاشيين وموظفين مستثمرة في كثير من المؤسسات التجارية، بغرض تحقيق أرباح، ترجع عوائدها إلى الصندوق كي يصرف منها على استحقاقات التأمين الاجتماعي للمعاشين.. ماذا جري بعد ذلك؟ اتصلت السيدة الوزيرة لينا الشيخ لتسأل عن مصدر الخبر فأكدنا لها صحته فقالت (ما عندي خبر) واستفسرت عن مصدرنا فقلنا لها إنه موثوق، ولن نكشف عنه، واقترحنا عليها أن تسأل جهاز الاستثمار الذي يقع تحت إشرافها.غابت السيدة لينا عن شاشة الإعلام والخبر يتفاعل في الوسائط وخرجت بعد أربعة أيام بتصريح نفت فيه أن تكون أموال صندوق الاستثمار والضمان الاجتماعي قد استخدمت في دفع تعويضات الباخرة كول.!!.يا السيدة الوزيرة نكرر مرةً أخرى أن مصدرنا لا يرقى إليه الشك بتاتاً، ولو سألت أكثر ستتأكدين أن الأموال أخذت ابتداءً من دون علمك!!
3
في اليوم التالي خرجت وزارة المالية بتصريح، بعد أن اعترفت فيه بتسديد مبلغ السبعين مليون دولار للأمريكان في هذا الوقت العصيب، وقالت (أوردت بعض الوسائط الإعلامية أنّ المبلغ المطلوب قد تمّ تسديده من أموال المعاشيين والضمان الاجتماعي، وهذا غير صحيح على الإطلاق، إننا نؤكد وبكل وضوح أن تسديده تم من الموارد الذاتية للبلاد ومن حسابات وزارة المالية).حسناً إذن دفعت المالية للأمريكان (70) مليون دولار والبلد فيها (قومة) ونفسها قائم تبحث عن أجهزة تنفس!! هذه واحدة.. صدقوا أن المالية لا تتحرى الصدق، كيف ؟ تابعوا معي المستند الذي جرى نشره فهو يشير إلى أن الأموال سددت بعد أن تمت التسوية بتاريخ 4 مارس 2020 (راجع موقع الأحداث نيوز)، مما يعني أن المالية أرسلت ذلك المبلغ قبل التاريخ المذكور في تاريخ التسوية. (هنا أود أن أشيد وأشير إلى الصحفي واصل علي وهو من الصحافيين الذين يرفعون الرأس متابعة ونزاهة وحرصاً على المهنية والاعتماد على المستندات، نشر المستند الذي أشرنا إليه في خبرنا قبل أيام في حسابه على موقع تويتر بالأمس.
4
الأموال التي سددت للأمريكان أخذ بالعملة المحلية وجرى شراء الدولار وإرساله إلى أمريكا، ولكن الحكاية لم تنته هنا، فبعد أربعة أيام من التسديد للأمريكان أمرت جهة ما أن تدفع هيئة التصنيع الحربي وشركة سمت الهندسية مبلغ السبعين مليون دولار لحساب وزارة المالية، وهو ماتم بالفعل في يوم 8 مارس 2020 وجرى تسديد السبعين مليون على سبعة شيكات، كل شيك بعشرة ملايين دولار.. كلها في يوم واحد لحساب المالية، وهو نفس المبلغ الذي جرى أخذه من الجهة التي ذكرناها، ياتري هل تمت إعادة هذا المبلغ لحساباتها مرة أخرى أم لا يزال بحوزة وزارة المالية ؟ ليس لدي ما يثبت أو ينفي ما جرى بعد ذلك.
5
القصة لم تنته.. تذكرون حين حاول وزير المالية تبرير صفقة الفاخر الفاسدة هو وعسكوري، قالا إنهما اضطرا لأخذ دولارات الفاخر لأن بواخر القمح بالميناء لا تنتظر وأنهما لم يجدا شركة جاهزة تملك دولارات سوى الفاخر فأخذوا منها 28 مليون دولار لأجل منحها صفقة فاسدة تتعلق بالذهب وكل السلع الاستراتيجية !! هل تذكرون؟ سمح.الآن ظهر أن بخزائن الحكومة نفسها أموالاً تعادل السبعين مليون دولار، وهناك منظومة الصناعات الدفاعية تحت يدها أكثر من سبعين مليون دولار، فبدلاً أن تفسد المالية مع الفاخر كان ينبغي لها أن تأخذ أموال وزارتها التي تحت يدها وليس أموال الفاخر.. طيب لماذا لم تفعل الحكومة ذلك ولماذا سارعت الآن لأخذ الأموال منظومة الصناعات العسكرية؟ ذلك يؤكد أن صفقة الفاخر فاسدة وأن المالية تتخبط وتعطي أموال الدولة لمن لايستحقها (الفاخر والأمريكان).. معقول، حكومة تقطع يدها اليمين لتتسول بالشمال؟!
المقالات
عادل الباز يكتب : الحكومة تتبرع باليمين وتشحد بالشمال!

التعليقات