الكثيرون الان محبوسون في منازلهم تسترهم حيطان بيوت الطين أو اسوار من القش. وخلف هذه الجدران يقبع اطفال جوعي وشيوخ وارامل ونساء ورجال تقطعت سبل عيشهم بسبب الحظر المنزلي الذي فرضته الحكومة الانتقالية بسبب جائحة كرونا…ويدمي الضمير الإنساني من أجل هؤلاء.. الخاوية بطونهم. وقد جحظت أعينهم. وخارت قواهم. وانهكهم الجوع .لا احد يحفل بهم اوبلقي لهم بألا..وكانوا قد تعودوا أن يحصلوا علي قوتهم من فتات موائد الأغنياء ومن بقايا المطاعم وفضلات الطعام في صالة الأفراح والمناسبات. والان قد تعطلت الحياة وأغلقت الأبواب الحديدية السميكة العالية من المترفين وأثرياء المدن.فمن اين لهم الطعام
وباسم الإنسانية نطلقها صرخة داوية. تشق صمت المدينة الحزين .والجوع والمرض يفتك بالفقراء وينهش هذه الأجسام الهزيلة. حتي جيف الحيوان تلتهمها الكلاب الضالة.. في الخرطوم .الان الأوضاع مأساوية في اوساط المشردين واطفال الخيران. الحكومة مشغولة عنهم والمجتمع منصرف عن ما يعانون ..وما اقسي وابشع أن يموت الانسان جوعا في وسط مجتمع متخم باطايب الطعام يتكدس في الثلاجات الضخمة اوتحتويه المخازن الواسعة. وآخرون يتضورون جوعا. يبحثون عن قطعة خبز او لقمة عيش.
من الان للذين كانوا يخرجون فجرا ويعودون في ساعات متأخرة من الليل وقد كانوا يفرشون خضارا أو فاكهة علهم يحصلون علي جزء من المال يشترون به طعاما يقيم اودهم ويسكت جوع بطون خاوية..من لهم الآن وقد سدت أمامهم كل المنافذ وأغلقت الطرق وتقطعت وسائل المواصلات وتوقفت الأسواق. من اين يأتيهم رزقهم وهم لايستطيعون السعي إليه.؟ .صرخة في وادي الصمت نطلقها من أجل هؤلاء ليتحرك المجتمع ويطلع بدوره تجاههم . وليذهب الناس بفائض الطعام عندهم الي المساجد ليكون قوتا للفقراء …دعوة نطلقها ليتحرك المجتمع ويجعل هذا الأمر شغله الشاغل الان.. وان ماتوا من الجوع فيا ويلنا وما طعم الحياة لمجتمع فقد إنسانيته .ولامة كانت تتبجح بالكرم والنجدة واغاثة الملهوف.
القوة الجبرية للدولة كان يجب ان تأخذ من أموال الأغنياء لتفيض به علي الفقراء. ولكنها لاتفعل ذلك. بل وتتخذ من السياسات الاقتصادية مايزيد الغني غني والفقير فقرا وترفع الدعم عن المحروقات والخبز. ويئن الشعب تحت وطأة المعاناة ..كل ذلك امر. ولكن الجوع أمر آخر .فإن ثورة الجياع ان تبقي ولن تذر .ولن تستثني أحد ولاتفرق بين الجهويات والقوميات فهدفها واحد ومشترك .. لذلك فاننا نوجه هذا النداء الإنساني الي المجتمع في وقت تخلت فيه الدولة عن دورها الرئيسي .وذلك ليكون المجتمع بديلا للدولة.. وهذا أو الطوفان.

التعليقات