عوافي


برغم الحزن الساكن فينا ليل نهار وبرغم فرض الحظر وتقليص ساعات التجوال ومنع الاختلاط والتكدس إلا ان هنالك بعض المهام التي فرضت على المواطن كسر بعض القيود الاحترازية، ليس لعدم مبالاة المواطن، او لجهله، او لعدم تصديقه بوجود الوباء وانتشار جائحة كورونا بالبلاد ، وانما اجبرته الظروف المعيشية اليومية للبحث عن القوت والوقود والنقود ، الامر الذي دعاه الي ان يقف مصطفا قبل الشروق وقبل الزمن المحدد لفك الحظر اليومي في صف القوت امام المخابز، ويستمر الى ان تضع الشمس موقعاً لها في عنق السماء، ليعود الى المنزل مسرعا كي يخرج مرة أخرى اما لصف وقود العربة، او وقود القوت (انبوبة الغاز)، وكلاهما يحتاج فيهما للاصطفاف مرة أخرى إلى ما لا نهاية متجاوزا حتى زمن الحظر، وقد يعود (بخفي حنين). ورغم الاحباط الا ان الامل يدب في النفوس مجدداً بشروق شمس الغد(والساقية لسه مدورة) ويعود الكرة مرة أخرى على امل، خاصة أن بعض الجهات المسؤولة اعلنت عن توزيع الغاز في الميادين والساحات، وأوفت في بعض المواقع، وأخلفت في أخرى، الامر الذي يزيد من حدة التكدس والازدحام لفترات تطول وتطول، وها نحن قد دخلنا اليوم الرابع للحظر وما زال الاصطفاف والازدحام مستمرين!!
فكيف يحظر المواطن نفسه من غير قوت أو وقود أو نقود؟! فالحل الأوحد أمامه هو الصف، وهنا تبقى الكيفية الممكنة هي في تباعد المسافات بين المصطفين حتى يأخد كل شخص مبتغاه، وبهذا التباعد نمنع انتشار العدوى ان وجدت، كما نتجنب النقاشات خاصه الحادة منها، كما يمكن التنظيم عبر البطاقات، ولكن بهذه الطريقة سيفتقد المواطن برلمان الهواء الطلق وما فيه من نقائض وطرائف وبعض القفشات التى تذيب مرارة الوقوف!!
ومن ذلك حكت لي صديقتي أن إحدى النسوة انكرت وجود الكورونا اصلا ووافقنها البعض ولكنها واصلت حديثها (البوبار) وقالت ان ابنتها التي تعمل في احد البنوك الكبرى قد استدعاها البنك وبعض الموظفين لممارسة نشاطهم العملي ولكنها كأم رفضت ذهاب ابنتها للعمل خوفاً عليها من العدوي والاصابة قائلة:ً (بري وحات ربي قلتليها مابتمشي الا يجيبو ليكم بدلة الوقاية) !!!

التعليقات