كان الرئيس السابق عمر البشير لايقبل حتي مجرد أن يذكر له اسم الشيخ موسي هلال وكان يحذر كل من يأتيه ويتوقعه أن يطلب منه إطلاق سراح الشيخ من أن يفعل ذلك .كان غاضبا غاية الغضب من الشيخ لدرجة الحنق عليه. ولم يرعي البشير مواقف الرجل معه ايام العسر وأوقات الشدة. .وهكذا ظل الشيخ موسي هلال رهين محبسه .وكان الجميع يتوقعون خروج الشيخ بعد سقوط الإنقاذ وانهيار نظام البشير خاصة وأن الرجل يخضع لمحاكمة عسكرية توجه له فيها تهم معينة بعضها ذو طابع شخصي والاخر ذو طابع عام وفي كليهما يمكن معالجة الأمر بما يحقق العدالة ولايمس بهيبة القانون .
ان وجود الشيخ موسي هلال في السجن طيلة هذه المدة أمر من شأنه أن يثير الكثير من الأسئلة المشروعة حول ضرورة استمرار حبسه وهل يحقق ذلك المصلحة العامة أم أنه يؤدي إلي خلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار المستمر في منطقة ذات بعد قبلي ويخضع فيها الجميع لحكم القانون ولديهم العديد من المووثات والتقاليد والأعراف المتبعة في مثل هذه الأوضاع بما يحقق السلام الاجتماعي دون تجني علي الحق الشخصي والانحراف عن سير العدالة .
ان الاحتقان القائم الان بسبب استمرار اعتقال الشيخ موسي هلال يستدعي قاعدة فقهية مفادها أن دفع الضرر مقدم علي جلب المصلحة فاين تكمن المصلحة العامة .هل هي في استمرار اعتقاله ام إطلاق سراحه ومن معه وتنقية النفوس مما علق بها من غضب وتضميد الجراح وإشاعة جو من المحبة والمودة والوئام وكما جاء في النص القرآني فإن الصلح خير وليأخذ القانون مجراه الطبيعي .ولكن لا يمنع ذلك من قيام شخصيات وطنية واجتماعية بعقد مصالحات داخلية تفضي بالضرورة الي إطلاق سراح الشيخ موسي هلال ومن معه.
كان الشيخ موسي هلال قد مكث في السجن. في عهد الإنقاذ ولكنه خرج من السجن وهو مرفوع الرأس موفور الكرامة ولم ينتقص السجن من قدره شيئا وهو حتما طال الزمن او قصر سيخرج من السجن فلماذا لا يحدث ذلك بشكل يحقق المصلحة العامة ويؤدي الي السلام ولنا في رسول الله أسوة حسنة والقران الكريم والسنة النبوية المطهرة فيهما الكثير من النصوص التي تدعو الي التسامح (انماالمؤمنون إخوة فأصلحوا بين اخويكم) أو (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) وماالي ذلك من النصوص والدعوات
ويتابع الكثيرون بشئ من القلق والحذر التململ هنا وهناك في أمر الشيخ موسي ونتمني أن يستمع الجميع الي صوت العقل ويتحلوا بقدر كبير من الحكمة وهذا شأن السودانيين فليس للانتقام الي قلوبهم من سبيل خاصة وأن قلوب غالبيتهم عامرة بالإيمان ويعلمون أن هذه الحياة الدنيا ماهي الا معبرا الدار الآخرة وهاهو فايروس كرونا يفتك بالالاف والعالم يقف حياله مكتوف الأيدي فلنقدم لاخرتنا فإن الدار الآخرة خير والشيخ موسي هلال رجل مؤمن بالله يعلم ان ما أصابه لايمكن أن يخطئه وان الأمر كله بيد الله.
المقالات
التعليقات