اتجلي الان عبقريا آت من زمان بعيد تتقمصني روح جميلة تتغلغل في ذاتي وتنسرب بين اجزائي حلو الروح اذا اردتم شفيفا في مساحات الحب والجمال اغدو واروح لا اري الا جميلا ولااحس الا خميلا متدثرا بدثار المودة والعطف مستلقيا علي اريكة الجمال الابدي والحب المفرط في مدي الاطلاق وغاية الانطلاق وزغرودة السرمدي حيث لاحيث وعند لاعند. عند ملتقي النيلين ارتشف معاني الحقيقة وارتوي من فيض الجمال (حاسر الرأس عند كل جمال…مستشف من كل شئ جملا)اوتدرون من اين احدثكم اني لاحدثكم من الخرظوم مكتسيا بغلالة من الوجد الصوفي المهذب ممتطيا صهوة جواد الحقيقة الاغر الابيض من عمق احساسي اكتب اليكم وقد هجرت وهاجرت. وانغمست في ذات العنفوان المطلق في رحلة نحو الحق لا اعرف مداها ولا ادرك معناها وقد خرجت مولودا جديدا واطلقت صرخة الميلاد قبالة ضريح سيدي الشريف الهندي وطويت كل صفحات الامس والقيت بها في مجري النيل العظيم دعوني اروي لكم قصة عشقي وغرامي فقد سلكت دروبا معوجة وطفرت دمعتان من عيني احدهما بللت خدي والاخري قد بللت صدري احتويكم الان بين اضلعي يا احبتي واربت علي اكتافكم فقد جعلتم المستحيل ممكنا يافلذات كبدى وياغرة عيني فقد ضمدتم جراحي النازفة واسكنتم آهاتي المنسكبة دمعا من منكم رآي ذلك الابلج في خضم بحر المأسي والاحن يحملني ويرجعني الي وسادة اليقين من سوء وحر( ولا الضالين) لأشرأب الي مساحات الهوي المطلق وفضاءات الوجود الازلي انني من بني التويم وال قرافي متعلق بالمجذوب والختم وسيدى احمد ابن ادريس واسكن الي جوار الزين الشابك. ترعاني عناية الله وتوفيقه فلا اتوجس خوفا وانا هنا لايعتريني شئ من الضعف اوالهوان فقد استقيت الحقيقة من منابعها واستبقت الراجلين طائرا علي جناحي(لا اله الا الله..محمد رسول الله )فاكتفيت واغتنيت وورثت ميراث ابائي واجدادى من قوم لايشقي جليسهم فمرحي بكل جديد مؤتلق يتلالا وبعدا للقوم الظالمين.
فلنعبد الله فى جماله فهذا الكون الرائع الجميل خلقه وصوره مبدع فنان هو الله العظيم، وهو تعالى في أصله جميل ولأنه جميل فإنه يحب الجمال، وقد خلق الإنسان بيديه من طينة ثم نفخ فيه من روحه وتجلى جماله سبحانه في الصور الجميلة والزهور والعطور حتى كاد أن يكون كل ما فيه تجلياً جمالياً إلهياً نعيش في الجمال في الدنيا وننتظر جمالاً مطلقاً في الآخرة، نتدثر في الدنيا بالثوب الجمالي الشفيف حيث الجمال فكرة ورؤية ودين والبشرية الآن تتجه بأرواحها إلى الجمال، تبحث عنه في حقيقته ولذلك كانت الفنون هي التعبير الجمالي عن مكنون الإنسان، فالإلهام الإلهي يقطر عسلاً ويمطر عطراً حين يكون معنى الدين مرتبطاً بالجمال، حتى الصلاة نؤديها وفيها عبق من الروح وأشكال الجمال في المكان الجميل الذي تؤدى فيه، والعطور التي تفوح فيه وملابس الناس النظيفة وأجسادهم المتطهرة ودواخلهم الجميلة كل ذلك مشهد جمالي يتكرر خمس مرات في اليوم، تبدأ من أجمل الأوقات حين الفجر وتنتهي كذلك حين يرخي الليل سدوله، وتبدو النجوم في السماء في وقت العشاء.والحج مشهد جمالي رائع والناس يفيضون من منى إلى عرفات بإحراماتهم البيضاء وهم يلبون بصوت واحد وجميل، وتفيض عيونهم بالدمع السخين حتى الطواف مشهد جمالي رائع مع الصوت الجميل الذي ينبعث من الدواخل بذكر الله وبين يدي التاريخ وسيدنا إبراهيم وإسماعيل وهاجر وقصة رائعة الجمال وبالغة الروعة يقصها القرآن الكريم في أكثر من مرة، ويعرضها من جوانبها المختلفة وكل قصص القرآن منتهى الروعة والتصوير والإبداع، ويوسف عليه السلام ذلك الجميل تبدأ قصته برؤية منامية وتتخللها رؤى أخرى وتنتهي برؤية، حتى النسوة حينما رأينه غلبت الحالة الروحية على الحالة الجسدية فتقطعت الأيدي وسالت الدماء دون أن يكون هنالك إحساس بالجرح، وثمة علاقة ما بين الدماء التي تقطر من أيدي تلكم النسوة وهن يتطلعن في وجه الجميل يوسف وينفين عنه صفة البشر، ويلقين عليه صفة الملائكية ” مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ”، ثمة علاقة ما بين ذلك ودم الشهيد.حينما أخرج موسى عليه السلام يده بيضاء من غير سوء، وألقى عصاه فإذا هي حية تسعى، لم يكن ذلك سوى مدخل في ذلك الزمان الذي ذاع فيه السحر وانتشرت الأفعال الغريبة، فجاءهم بمثل ما هم فيه عصا تنقلب أفعى، ويد تخرج بيضاء من ذات الموضوع كان مدخله للتوحيد وحرب الطغيان السياسي المطلق متمثلاً في الفرعون.أما عيسى عليه السلام، فقد جاء والبشرية تبرع وتبدع في مجال الطب والعلاج، وكان ذلك هو السائد في ذلك الزمان فجاءهم بمعجزة يبرئ فيه الأكمة والأبرص ويحيي الموتى، ولكن كل ذلك بإذن الله، لذلك كانت العيسوية روحاً شفيفة لم تتأثر بعوامل الزمان والمكان ومن شأنها الغيبة ومعنى “الوفاة” ومعنى “الموت بينهما”، فعيسى قد توفاه الله ولكنه لم يمت، بل رفعه الله إليه وهذا شأن العيسوية، وفي عالم الروح كل يمضي على قدم نبي، فالعيسوية والموسوية مسارات ا لإلهامات والرؤى وأشكال وألوان التواصل الروحي الذي جعل الأرض دائمة الارتباط بالسماء والجمال، بينما محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم قد جاء والعرب يتبارون في اللغة العربية والمعلقات السبع وألوان الشعر والفصاحة، وقد جاءهم بالكتاب المعجز المبين ومن جنس ما هم فيه، فجاءت رسالته جامعة وخاتمة ولم يكن الإعجاز اللغوي مقصوداً في أصله، بقدر ما هو مدخل لتحرير البشرية من العبيد والأصنام إلى الله الكبير المتعال، ولم يتجمد الوحي عند تلك الفترة ولكن جاءت الإلهامات والرؤى وأشكال وألوان التواصل الروحي الذي جعل الأرض دائمة الارتباط بالسماء والجمال، اليوم تتجه أرواح البشر نحو الجمال ونبحث عنه بل وننفق من أجله ملايين الدولارات في الأشكال الجميلة، حتى إن الإنفاق على مظهر السيارة أو المبنى أكثر من الإنفاق على أصله، وذلك بحثاً عن الجمال الذي تهفو إليه الأرواح وتسعى إليه النفوس لترتاح حتى رحيل “ليدي ديانا” قد هز الغرب أكثر مما هزه موت أي زعيم أو سياسي، ليس سوى أنها جميلة قد أبدعتها يد خالق جميل في أصله، يأتي الجمال جمال الفكرة، وجمال الصوت، والصورة، والرائحة، والمشاعر والدواخل، فليكن مدخلنا إلى العالم مدخلاً جمالياً، فالأصل في القرآن الجمال وأصل الدين الجمال، وهو الفطرة والخضرة والعالم اليوم ينتقل من كثافة الآلة إلى لطافة الكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات، ولن ينتهي التلطيف عند هذا الحد وسيتلطف العالم حتى تلامس المادة الروح، وهم الآن يبحثون “البراسايولوجي” والماورائيات وينفقون في ذلك أكثر مما ينفقون على الأبحاث الفضائية، وفي أرضنا السودان وهذا النيل العظيم أسرار وأسرار في كل بقاع السودان حين يكون للأرض أوتاد.وعود إلى ذي بدء، الجمال ننفحه إلى البشرية من عبق الروح وشفافيتها حين يكون الحب هو العلاقة بين العبد وربه، فالله محبة “والما عندو محبة ما عند الحبة”، وإن كانت أعمالك المسيحية في السودان قد أعقبتها السلطنة الزرقاء الصوفية، فقد هرع إلى أرضنا الصالحون من كل حدب وصوب، ومن جنس المسيحية جاءت الصوفية إلا أننا على قدم محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم “مصدقاً لما بين يديه من التوراة والإنجيل”، وإن كانت دولة القبط في شمالنا وهي مصر وفي جنوبنا دولة المسيحية وهي إثيوبيا، فإن النيل العظيم فيه سر الله، وحينما ينحني عند جبل البركل يكون على جانبيه هم ومن هم وبهم قد أدركنا المعاني الرفيعة وتلمسنا خطانا بحثاً عن الحقيقة حين انتهينا إلى الله في جماله المطلق وجلاله الأزلي.يتواصل الناس الآن إنسانياً ويزيلون الحدود عبر التواصل الاجتماعي والتواصل الروحي أقوى، ولله در التجاني يوسف بشير وهو يتحدث عن الذرة، ولله در إدريس جماع وهو يمس شغاف الإنسانية وأنعم بهم أولياء الله الصالحين أحياءً وأمواتاً “لهم ما يشاؤون عند ربهم”، لكم أنا مطمئن على هذا الوطن المشبع بالروحانيات والمغذى بفيض من البركات وبين أطفالنا وصل والمعاني تتقافز ولربما ترقص والأرض تتهيأ بل والكون كذلك أو ما آن أوان الظهور والكل ينتظر، وسيأتي على صورة تنكرونها ألا وأنه قادم لا شك وقريب، وكلما اشتد الظلام فإنه بإذن الله فجر جميل ومن بعد الدم النور، وقد فرزت الرأسمالية أنيابها وأظفارها وأصبحت الحياة مادية فمتى أوان الروح.
المقالات
التعليقات