نبضات


*من ايجابيات الحجر المنزلي الاجباري اكتشافنا البرامج الشيقة التي تتسابق القنوات السودانية علي تقديمها للمشاهد،وفي شهر رمضان المعظم هذا العام ورغم ظروف جائحة كورونا الا ان البصمات الابداعية وضحت جليا وتأكد ان بلادنا تضم عدد مقدر من اصحاب الموهبة العالية والخيال الخصب وروح الابتداع التي توارت عن الانظار خلال عهد الانقاذ البائد الذي كان يحارب الفنون بمختلف ضروبها لانها كانت بمثابة العدو الذي يشكل تهديدا عليه كما كان يعتقد .
*وفي الايام المنصرمة من الشهر الفضيل عاودني الحنين الي الرياضة التي قضيت بين سوحها قرابة العقدين متنقلا بين عدد من اندية الممتاز منها مريخ الحصاحيصا،بري والموردة الخرطوم ،وساقني عشقي لكرة القدم بعد جفاء استمر لعقد من الزمان منذ ان علقت حذائي علي الحائط واعترفت مهنة الصحافة التي لم تترك لنا وقتا لمتابعة مايدور في الملاعب الخضراء .
*وبالتأكيد فان وجهتي كانت قناة الهلال التي بهرتني بكل صدق ببرامجها الشيقة والمتنوعة ،وباللمسات الاخراجية الاحترافية وديكور وشكل الاستديوهات التي تضاهي كبريات القنوات العربية ،واكثر مالفت نظري ان القناة الوليدة لم تركن الي البرامج الرياضية فقط بل دأبت علي تقديم جرعات متنوعة من الفنون والبرامج الاجتماعية والدينية وهو التنوع الذي يجبر المشاهد علي البقاء لوقت طويلا وهو لايدير الرموت كنترول عنها.
*ولفتت نظري الكثير من البرامج التي بدأ واضحا انه تم بذل جهد كبير لاخراجها بالشكل الذي يرضي المشاهد خاصة من حيث المحتوي،فبرنامج يلا نغني اعاد ذكري هلال 1987 فذات التطريب العالي الذي كان يقدمه رفاق تنقا والثعلب وطارق احمد ادم علي البساط الاخضر مضي علي طريقه عدد من نجوم الغناء في البلاد ومعظمهم شباب ابدعوا واجادوا في ترديد الاغاني الخالدة التي شنف بها اسماعنا عمالقة الفن السوداني ،وقالب هذا البرنامج خفيف وجاذب.
*وبحكم عشقي للريف السوداني الزاخر بالتنوع الثقافي والجمال الابداعي فان برنامج انفاس البادية جذبني اليه بشعره المموسق والكلمات الانيقة التي تحاكي انطلاقات الفقيد والي الدين وهو ينتقل بالكرة برشاقة مستعرضا مهاراته العالية ،فهذا البرنامج خلق قاعدة شعبية كبيرة لانه يرسخ من تراثنا ويؤكد الثراء الكبير الذي تتميز به بلادنا .
*وكم كان رائعا وجميلا من قناة الهلال ان تمارس الوفاء وتجسده في احلي واجمل صوره وهي تعيد الينا ذكري عدد من النجوم الذين تواروا عن الانظار واقعدتهم الظروف عن التواصل والظهور في المحافل الرياضية ،فالقناة بهذا المسلك الانساني الرفيع اكدت ان الهلال مدرسة قبل ان يكون ناد للرياضة اوفريقا لكرة القدم وحسب .
*اما اكثر برنامج ظللت احرص علي مشاهدته بكل حواسي فهو ذلك الذي يقدمه المبدع الذي يتدفع جمالا الشاعر السر عثمان الطيب الذي يغوص في اشعار ثورة ديسمبر ،واعاد الينا الرجل بالشعراء الذين استضافهم ذكري ايام جميلة لايمكن ان تسقط عن ذاكرتنا لانها شهدت نهاية حكم الطغاة الاسلاميين الذين باتوا صفحة من الماضي ،وهذا البرنامج التوثيقي اعتبره واحد من افضل البرامج الرمضاينة لمضامينه العميقة .
*بصفة عامة فان قناة الهلال ظهرت بثوب قشيب واكدت علي انها ولدت باسنانها وهذا يثبت ان القائمون علي امرها يمتلكون ناصية الابداع والاجادة والتخطيط السليم والتنفيذ المحكم،وقد اضافت الكثير علي المشهد الرياضي والثقافي، وإعجاب ببرامجها وبحكم انني كنت حارس مرمي سوف اعمل علي تحويل فكرة برنامج “مملكة الحراس” الي ارض الواقع وهو متنوع يجمع بين الملعب والاستديو والهدف منه نقل خبرات ابرز حراس المرمي الذين اعتزلوا الكرة الي الشباب .

التعليقات