عوافي
رن هاتفي من قبل احدى صديقاتي الصحافيات مستفسرة عن مستشفى أو طبيب تأخذ له خالها الذي يعاني من السكري المزمن والغضط والملاريا بعد أن استصعب عليهم إيجاد دار علاجي ويسكن أم درمان الثورة، علماً بأنه لا توجد خدمة في المستشفيات جراء داء الكورونا المستعصي، وحينها تذكرت د.احمد أبو سبيب طببب الباطنية المعروف بمستشفى الأربعين ومستشفى النو فاخبرتها به واعطيتها رقم هاتفه دون إذنه لعلمي بروحه الفاضلة وبالفعل تم الاتصال به وأوضح لها أنه في العزل المنزلي بسبب معاينته مريضاً اتضح لاحقاً إصابته بالكورونا، اهتم أبو سبيب بالاتصال ووجههم لمستشفى النو لإجراء الفحوصات اللازمة ورفعها له إن صعب الأمر على أطباء الطوارئ باعثا الاطمئنان في نفس الحالة ومرافقيها، وهاتفتني شاكرة حسن تعامله ونجع علاجه برغم العزل، وكمثال آخر بلغ التعب منتهاه لدى جارنا بالخرطوم عبدالله وأبنائه بحثاً عن مستشفى أو طبيب يعالج ضربات قلبه المتسارعة حتي لفظ آخر أنفاسه!!!(رحمة الله عليه)، ووالد صديقتي صفاء النور لا يزال يتأوه من فرط الصداع والألم في عينه التي أجريت بها عملية (كتاراكت) قبل فرض الحظر الكامل وبعده انقطع التواصل بينه وطبيبته الخاصة !!! ، مع العلم أن وزارة الصحة الاتحادية قررت إعادة خمسة وعشرين مستشفى للعمل، وفتح الطوارئ بالمستشفيات لاستقبال الحالات الطارئة بولاية الخرطوم مع زيادة في مرتبات الأطباء ولكن الجيش الأبيض صعب الأمر عليه نسبة لصعوبة وصوله للمستشفيات لانعدام وسيلة نقل ثابتة وعدم توفر وقود لسياراتهم، بالإضافة لعدم توفير المعينات الغذائية بالمستشفيات بسبب فرض الحظر والخطة الاحترازية لمجابهة الوباء، كما عزا الكثير من الأطباء اعتصامهم عن العمل بسبب عدم توفير المعينات الوقائية واقلها ال gloves and mask لضمان سلامة أنفسهم من خطر انتقال العدوى من احدى الحالات الحاملة للكورونا !!! كما أن الأطباء يفتقرون للتأمين العلاجي بحيث لا يدري أين يذهب إذا أصيب ومن أين يتعالج ؟ كل ذلك يقف عائقاً في وجه مزاولة الجيش الأبيض للعمل، كما نما إلى علمنا أن هنالك بعض الكوادر الطبية امتنعت عن تقديم الخدمة لمن يطرق باب سكنها متعللة بالاحتراز، أما على صعيد الولايات (فالحال ياهو ذاتو الحال ) حيث توقف مستشفى الكلي مدني عن العمل وكذلك القلب بسبب دخول حالتين مصابتين بفيروس كورونا وانتقلت العدوى منهما للكادر الطبي بالمستشفيين الأمر الذي أدى لتوقف الخدمة مدة خمسة عشر يوماً أدت لانتكاس العديد من الحالات الباردة وموت البعض !!! كما توقف مستشفى كسﻻ عن العمل ثم عدة مستشفيات بالوﻻيات متخصصة وعامة، بينما آلاف المرضي أصحاب الحالات الطارئة حال الحظر دون وصولهم للعلاج !!!
لا ننسى في هذا الجانب مرضي الكلى الذين ساءت حالتهم لتوقف خدمة الغسيل الدموي بمراكز الغسيل منعا لانتشار الوباء !!!
آلاف الشكاوى والصرخات بسبب توقف أقسام الطوارئ بالمستشفيات عن استقبال أي حالة تعاني من ضيق في التنفس باعتبار أنها مصابة بفيروس كورونا، مع العلم أن المريض يكون برفقة ذويه الذين يحملون كل ما يثبت إصابته بالأزمة الصدرية !!! وضاق الشباب ذرعا وهم يلهثون من مستشفى إلي آخر وأهلهم يتوسلون الأوكسجين ليعيد التنفس الطبيعي لمرضاهم الكثر .. ولكنها – يا ويح قلبي – صيحة في وادي الضياع (صيح في الربا ……واسترجع البيدا) !!!
التعليقات