إضاءات

إن التنظيمات كثيرة جدا ولكن كلها لا يخرج عن كونه تنظيما وسيلة وليس تنظيما غاية وللأسف مع عطائها الثر المفيد وحفظها للاسلام وشبابه إلى انها ظلت ترواح مكانها فلم تتقدم عن كونها تنظيما وسيلة إلى تنظيم غاية بل منها ما أصابه من العلل والأمراض ما أصابه حتى ظل يعقد الولاء والبراء فقط على عضوية تلك التنظيمات الوسيلة بل صار عندهم الإخاء فى الله مبذولا فقط لمن يحملون عضوية لواحدة من تلك التنظيمات وما عدا ذلك فهو فلان بن فلان وليس( اخونا فى الله ) مهما بلغ درجة من الإيمان والورع والتقوى والتمسك بالدين وذلك لما كان المعيار فقط هو بطاقة عضوية تلك التنظيمات الوسيلة وليس بطاقة عضوية( لا إله الا الله محمد رسول الله)
لذلك ظللنا ننادى من زمن طويل عن إيجاد راية لذلك التنظيم الغائب التنظيم( الأمة وبالطبع لا يلزم من وجود ذلك المراد إزالة او إلغاء تلك ما اصطلحنا عليها بالتنظيمات الوسيلة
ولا يقتضي قيامه على انقاضها وإنما هو اصلا لا يتصور إلا فى حالة وجودها اذا ما كان وجودها وجودا مشروعا وليس وجودا ممنوعا فتعدد التنظيمات امر مشروع ومفيد وظاهرة صحية اذا كانت تلك الجماعات او تلك التنظيمات تتعاون مع بعضها البعض ولا تتنافر وتعى انها ليست جماعة المسلمين او هى ما نطلق عليه ب ( التنظيم الأمة ) وانما هى لا يعدو أمرها عن كونها جماعات وسيلة لغاية هى إعانة الفرد على طاعة الله ومن ثم الدخول إلى جنته سبحانه وتعالى وتعالى بخلاف جماعة المسلمين التى يكون بفراقها قد خلع المسلم ربقة الإسلام
فهذه التنظيمات لا تكون تنظيمات مشروعة اذا ما اشتغلت بنواقص وعيوب الآخرين من تنظيمات أخرى وكثر الخلاف والشقاق بينها وتفرقت حتى دب الوهن ليس فى جسمها هى فحسب بل حتى فى الجسم الكبير جسم الإسلام الأم
ما نطلق عليه بالتنظيم الأمة وذلك لان واجب تلك التنظيمات مع اختلافها فى تصوراتها واهدافها أن تصب فى التنظيم الأكبر الا وهو التنظيم الأمة
لذلك وجب ان ينشئ المسلمون جسما او راية تنسيقية تجمع بين كل تلك التنظيمات العاملة فى حقل الدعوة الإسلامية حتى يقوى التنظيم الأكبر التنظيم الام فيقوى بذلك الإسلام وتحمى بيضته وبالطبع كل ذلك يمكن ان يتم دون الطلب من أى جماعة او جهة دعوية ان تلغى نفسها او تحل تنظيمها الذى تجد فيه نفسها
فقط يطلب الإنتباه إلى ضرورة ان تصب كل تلك التنظيمات فى ذلك المعين الأكبر فلا ينضب ابدا وبذا نكون قد حققنا المراد والهدف الأكبر
وبالله التوفيق
د. يوسف الكودة

التعليقات