العنوان تم تعديله في اللحظات الاخيرة ..من (موسم رجوع المقصات) ..الى عودة النوارس ..والسبب هو ان السيد النورس برضو (قريبنا ومننا ) ..والنورس هو المغترب الذي قرر النزول في اجازة باحثا عن عروس ..لكنه (اكيد ما قاصد) يلقى بشباكه على فتاة كانت ملء العين والقلب لشاب محلي ..قابض على جمر القضية ..يعمل ليل ونهار ليجمع ما يؤهله للتقدم لخطبتها ..لكنه يتفاجئ ذات صباح ان فتاته قد خطفها النورس العائد من بلاد الغربة ..فما كان من الشاب الحزين الا وان كتب على صفحته الاسفيرية (تبا للذين يتزوجون حبيبات الآخرين).

مسمى (المقص) للشاب الذي يتزوج بفتاة احلام شاب آخر ..يقابله مفهوم (الشلب ) عند النساء ..وان كانت النساء يأخذنه بعداوة ابدية ..يتسامح الرجال في هذا الأمر ويوكلون أمرهم لله والرضاء بقسمته ..ويسكبون كل حزنهم على صفحات الأسافير ..التي حلت محل الاغاني الحزينة ..

فلو لاحظت عزيزي القارئ ان غالبية الفن السوداني عبارة عن توثيق (لشواكيش) بمختلف الأنواع والأشكال ..مما يعني ان القص جذوره ضاربة في القدم ..وقد اثرت المكتبة السودانية باجمل الألحان واكثرها خلودا ..قل لي ماذا كان سيحدث لو لم يقص ذلك البطل لشاعر (اغنية في الليلة ديك)؟؟ هذا المقص اغفل التاريخ ذكر اسمه لكن خلد ت فعلته وصارت اغنية تتغني بها الاجيال من بعده …

لكن المقال لمناقشة فكرة القص والشلب بمنظور مختلف ..كنت كثيرا ما اتساءل لماذا يكثر خطاب بعضهن بينما تشكو اخريات من قلة الطلب رغم جمال الملامح والاخلاق ؟ في المقابل هناك فتيات يرفضن شباب لكي يتفرغن للتخطيط بالايقاع برجل متزوج ومستقر ويشرب شاي المغرب في بيته كل يوم ؟

شغلتني الافكار حتى قرأت نظرية لآدم سميث ..نظرية اقتصادية بحته ربما لا علاقة لها بعلم الاجتماع ..لكن اذا تم تطبيقها سيكون مفادها ان الناس عامة تقدم على الشئ الذي (عليه العين ) او تم اختياره من قبل شخص آخر ..فالنورس القادم من الخارج ..اذا علم بأن هناك من يريد فلانة تحلو في عينيه ..رغم ان فلانة هذه يمكن ان تكون لها اخت أو جارة أو صديقة ..بها صفات اجمل واحلى وخالية من الموانع ..لكن تقول شنو في ادم سميث ونظرياته ؟ ..الامر ايضا بالنسبة للنساء ؟ الرجل المتزوج المستقر ماديا وعاطفيا ..يبدو اكثر جاذبية ..واكثر ارضاء لغرورها ..عندما تستطيع ان تدير رأسه بعد طول تخطيط وبعد ذلك تقول بكل براءه (انا ما شلبته ..انا عجبته) ..

طيب الحل شنو ؟ ادم سميث يقول ..حاول البحث عن بدائل ..لذلك نقول ان الحل بيد النوارس ..تلك الفتاة التي تم ترشيحها لك ..ان نما الى علمك ان قلب احدهم معلق بها ..فاعمل بصرك فيمن حولها ..اخواتها وجاراتها وصديقاتها ….فمنبت الزهرة يحوى العشرات مثلها ..لهن نفس العبير ..وذات الجمال ..وادعو الله لذلك المحلي ان يوفقه الله ويكمل نصف دينه مثلك ..
ذات النداء موجه ايضا للفتيات ..الشاب المغلوب على امره لو صبرت معه سنوات قلائل ..سيصير مثل ذلك الرجل المتزوج الذي خلب عقلك ..لكن الفرق ان الحياة مع الشاب ستكون حافلة بالذكريات والمواقف الجميلة التي ستكون خير زاد في الطريق الطويل ….وتوتة خلصت الحدوتة ..والشكر من بعد الله تعالي للسيد ادم سميث ..ولمبة عبقرينو ..ونقول في النهاية (جية العصافير قربت ..حدد ملامحك يا حراز ).

التعليقات