شئ للوطن
م.صلاح غريبة مصر
ghariba2013@gmail.com

يغادر المستشار خالد الشيخ، مكتبه بالدور الرابع من مبنى سفارتنا بالدقي، عائدا لوزارة الخارجية بعد انتهاء مدة خدمته بالقاهرة والتي كانت تكملة لفترة عمله بتركيا، وشغل فيها مهام القائم بالأعمال، حال وصوله للقاهرة، وغياب اختيار السفير، ومؤخرا شغل منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية بالقاهرة، بعد وصول سعادة السفير محمد اليأس سفيرا للسودان بالقاهرة والمندوب الدائم لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
وجالية القاهرة تعرف المستشار خالد عندما كان قنصلا بالقاهرة في فترته الأولى والتي شهدت الكثير من الإنجازات والبرامج والمشاهدات وسط الجالية.
خالد الشيخ اشتهر طيلة فترة أزمة السودانيين الذين تعثر سفرهم عودة للسودان بسبب إغلاق الحدود والمعابر والمطارات، أبان أزمة جائحة كورونا في 2020، والتي تعرف “بأزمة العالقين”، وكان وقتها القائم بالأعمال لدى السفير ونقص حاد في كوادر واداري السفارة، ويشهد له الجميع بحسن ادارته لأزمة العالقين بحنكته واحترافيته، رغم ما صاحب هذه الأزمة من تفلتات من بعض السودانيين الذين لا علاقة لهم بأسباب التعليق بحكم إقامتهم بمصر،، واستغلوا الأزمة وضيق الوقت، والأزمة الصحية العالمية، فقادوا مسيرات المطالبات الصعبة التنفيذ، امام السفارة، والعبث بممتلكات المقر، والاقتحام بالقوة لمبنى السفر، وهم من بادروا باستغلال مقاعد العالقين المجانية التي منحت لهم للعودة للسودان، وزاحموهم في الاعانات المالية والمواد الغذائية وحتى السكن، مما ساعد تأزم موضوع العالقين، ولكن بحنكة خالد الشيخ أدار الازمة، إلى أن انتهت ونال رضى الجالية بمصر والخارجية والإعلام المتابع للأزمة.
عرفت المستشار خالد الشيخ منذ بداية هذا القرن، في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ونحن ندير العمل العام والإعلامي والثقافي والتراثي، وتواصلت العلاقة في القاهرة، واعتبر نفسي أكثر أعضاء الجالية بمصر احتكاكا ومعاشرة لسعادة المستشار، وإدراكا لسيرة تاريخه الناصعة ومقدراته الادارية وسط الجاليات، وبخاصة في ادارة الازمات.
وستفقد الجالية بمصر، المستشار خالد الشيخ، وستفرح به الجهات التي سيلتحق بها، لأنهم سيجدون أنفسهم مع قامة إدارية صقلتها التجارب، ولم تؤثر فيها اصوات بعض أعداء النجاح ومتنمري التفوق، وأصحاب النظارات السوداء.

التعليقات