شئ للوطن
م.صلاح غريبة- مصر
ghariba2013@gmail.com

اعتدت منذ زمن طويل، وأثناء تواجدي بالخرطوم في المشاركة في الاحتفالات التي يقيمها الاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني بامدرمان، للاحتفال باليوم العالمي للشعوب الأصيلة الذي يوافق يوم التاسع من أغسطس من كل عام، وذلك بحكم اهتمامي بالسياحة واعتبار أن الاحتفالات التراثية الثقافية هي واحدة من انواع السياحة والتي تعرف بالسياحة الثقافية بجانب السياحة الجماهيرية والسياحة الرياضية.
بضمان ألا يتخلف أحد عن الركب والدعوة إلى عقد اجتماعي جديد، للسكان الاصليين، فالحقائق تذكر بانه يعيش أكثر من 476 مليون من أبناء السكان الأصليين وبناتها في 90 دولة من دول العالم، حيث يمثلون 6.2 في المئة من سكانه. والسكان الأصليون هم ذوي تنوع كبير من الثقافات والتقاليد واللغات وأنظمة المعرفة الفريدة. فهم يتمتعون بعلاقة استثنائية بأراضيهم، فضلا عن أن لديهم مفاهيم متنوعة للتنمية على أساس وجهات نظرهم العالمية وأولوياتهم.
وعلى الرغم من أن عديد السكان الأصليين في العالم متمتعون بالحكم الذاتي ونجح بعضهم في إقامة استقلال ذاتي بأشكال مختلفة، ولم يزل عديد السكان الأصليين يخضع للسلطة النهائية للحكومات المركزية التي تمارس السيطرة على أراضيها وأقاليمها ومواردها. وعلى الرغم من هذا الواقع، أظهر السكان الأصليين أمثلة اشتثنائية للحكم الرشيد، بدءًا الايروكواس (رابطة قبائل الأمم الأولى من الأمريكيون القدماء التي اتحدت في منطقة البحيرات العظمى) إلى البرلمانات الحالية في فنلندا، السويد والنرويج.
لقد درج الالاف من اهلنا النوبة على الاحتفال باليوم العالمي للشعوب الاصلية بميدان البحيرة في ام بدة بأمدرمان، تشمل مكونات قبلية وجغرافية مختلفة تحت شعارات مختلفة ومنها ..باصالتي سارسم شكل هويتي واسترد حقوقي واصون كرامتي
تضيق جنبات الميدان الذي تنتصب علي اطرافه صيوان ضخم، وتشكل الازياء التي يرتدائها الحضور تنوع فريد حيث تكون هناك العمامةوالجلباب واللبسات الافريقية والثوب السوداني.
مع تباشير اتفاقية جوبا 2020، الشعوب الاصيلة في السودان لن تتخلف عن الركب، وستجد الاعتراف الصريح من حكومة المرحلة الانتقالية بانها شعوب اصيلة وتستحق وبجدارة عضوية الشعوب الاصيلة، بجانب الدعوة بالعمل من اجل الانضمام للمؤسسات الدولية والقارية مع وقف الحرب واغاثة المتاثريين من المدنيين والوصول الي سلام شامل بكل من دارفور والمنطقتيين، بعد المعاناه من الاضطهاد والتهميش ومن ويلات الحروب، وإقامة الاحتفاليات التي تشهد الغناء ورقصات وتراث يلهب حماس الحضور الذين سيتجاوبوا بالرقص والتصفيق الداوي وتبادل رقصة الكرنك مع فرق اسكو لقوري ومع الفرقة الشعبية للكواليب وفرقة شات الدمام وفرقة شباب سقولي وفرقة كمدا وعروض الكجور الذي ستقدمه فرقة نجوم الجبال.
لقد كشفت جائحة كوفيد – 19 عديد أوجه التفاوت القائمة وفاقم منها، مما أثر في السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، بالرغم من أنهم يعانون بالفعل من الفقر أو المرض أو التمييز أو الاضطراب المؤسسي أو غياب الأمن المالي. ومن وجهة نظر السكان الأصليين، يزداد التناقض وضوحا. وفي كثير من مجتمعاتنا ، يحتاج العقد الاجتماعي، على أقل تقدير، إلى بعض المراجعة، وهذا هو السبب في أن موضوع عام 2021 تقرر أن يكون “ضمان ألا يتخلف أحد عن الركب: السكان الأصليين والدعوة إلى عقد اجتماعي جديد”.

التعليقات