كتب خالد عمر يوسف :
خرجنا بعد ٣٣ يوماً من الاعتقال التعسفي من عتمة السجن إلى عتمة بلاد تحجب شمسها غيوم الانقلاب .. خرجنا بفضل شعب مذهل لم ولن يرضى أن ينكسر أو يتسلط عليه مستبد … خرجنا ونحن أكثر ايماناً ويقيناً بأن التحول المدني الديمقراطي هو قدر هذه البلاد الذي لا فكاك منه .. لن تحول دونه دبابة انقلابي او اتفاقات اذعان تشرعن الاستبداد.
اعتقال انقلاب فجر الخامس والعشرين من اكتوبر لم يكن الأول فقد اعتقلت مراراً في عهد النظام البائد وخبرت سجونه في كوبر وشالا ومعتقلات موقف شندي، ولكنه كان مختلفاً لجهة وحشية الطريقة التي تم بها الاعتقال، والاعتداء الذي تعرضت له داخل منزلي وأمامه حينها وكان مصدر قلق للكثيرين. من ثم تم نقلي لمعتقل موقف شندي في بحري لأوضع في حبس انفرادي في الزنازين المعروفة باسم “الثلاجات” وهي غرف مصمتة بفتحة صغيرة في الباب هي صلتك بالعالم الخارجي … خلال فترة الاعتقال كان التعامل محترماً ولم نتعرض لأي مضايقات سوى وحشة السجن وقساوة الانقطاع عن الانخراط مع شعبنا في مقاومة الانقلاب واجهاضه.
خرجنا لنجد مزيداً من الدماء تلطخ أيدي الانقلابيين .. ونجد زينة شباب وشابات بلادنا قد قدموا ارواحهم فداءاً لهذه البلاد التي أحبوها وأحبتهم … الرحمة على أرواحهم والمجد لهم فهم خيارنا وأنقانا ومن نتقازم ونصغر أمام قاماتهم. خرجنا وتركنا خلفنا مناضلين أشاوس لا زالوا رهائن لدى سلطة القهر والاستبداد وحقهم علينا أن نحررهم عاجلاً ليعودوا لصفوف المقاومة أقوى وأعتى ويستكملوا المسير في طريق لم يحيدوا عنه أبداً.
رغم كل غيوم الظلم والظلام التي تظلل وطننا في هذه الفترة آلا أن قوة وحيوية وبسالة الحركة الجماهيرية لا تترك في النفس إلا التفاؤل والثقة بأن القادم أفضل .. نصر شعبنا صبر ساعة وهو قريب .. سنصل لمرافيء المدنية الحقيقية مهما حالت دونها الصعاب .. سنستعيد مسار الانتقال المدني الديمقراطي ونكمل مهام ثورة ديسمبر المجيدة كاملة غير منقوصة. هذا هو طريقنا الذي لن نحيد عنه أو نتراجع .. طريق شاق ووعر سيجتازه شعبنا بقوته ووعيه ووحدة قواه المدنية الديمقراطية.
التعليقات