الخرطوم :تارا نيوز
كشفت صحيفة (السوداني) على تفاصيل الساعات الأخيرة، قبل تقديم رئيس الوزراء، د.عبد الله حمدوك، لاستقالته، وموقف المكون العسكري من مبادرة يفترض أن يقودها رئيس رواندا، بول كاغامي، فضلاً عن ردود الأفعال الإقليمية والدولية.
وتجري في الأثناء تحضيرات لكتابة استقالة مسببة يطلع من خلالها، حمدوك، الشعب السوداني على التفاصيل الكاملة.
وأبلغ حمدوك، الذي يعتكف بمنزله هذه الأيام، طاقم مكتبه رسمياً بإصراره على الاستقالة من منصبه، وذلك خلال اجتماع مطول استمر حتى فجر أمس الثلاثاء.
وعلمت (السوداني) أن هناك مبادرة تم طرحها من قبل عدد من الشخصيات الوطنية لإيجاد مخرج من الحالة السياسية الراهنة وانسداد الأفق، يقودها عدد من الوسطاء الأفارقة، على رأسهم الرئيس الرواندي، بول كاغامي، حيث بدأت بالفعل مشاورات حول تلك المقترحات بعد أن رحب بها، د. حمدوك، وعدد من القادة السياسيين، إلا أن المكون العسكري أعلن رفضه لأي وساطة خارجية.
وأوضحت المصادر أن حمدوك أخطر طاقم مكتبه بأنه أبلغ المكون العسكري باستقالته خلال اجتماع أخير جمعه مع رئيس مجلس السيادة ونائبه.
وأضافت المصادر: “حمدوك قال إنه قدم طلباً لمكونات الحرية والتغيير لعقد لقاءات معهم، إلا أن معظم قوى الحرية والتغيير رفضت الأمر، ما عدا قلة على رأسها حزب الأمة القومي”.
وقال حمدوك لطاقم مكتبه: “جئت بعد أن أجمعت عليَّ قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين والشارع السوداني”.
وأضاف: “ولكن في ظل حالة انسداد الأفق السياسي ورفض مكونات الحرية والتغيير لمجرد الجلوس للتحاور والتفاهم معي، فالواجب الأخلاقي يحتم عليَّ مغادرة كرسي رئاسة مجلس الوزراء، وتقديم استقالتي”.
وكشفت المصادر عن تلقي حمدوك اتصالات عديدة من قبل قيادات إقليمية ودولية رفيعة المستوى لإثنائه عن قراره الخاص باستقالته، كونه قد بذل جهداً كبيراً في حل احتقان الأزمة السودانية الأخيرة، وقطع أشواطاً كبيرة في إعادة دمج السودان في المجتمع الدولي، وعليه أن يكمل مشوار الفترة الانتقالية حتى يخرج بالبلاد إلى بر الأمان.
وقالت المصادر إن القيادات الدولية قد تعهدت بإجراء اتصالات مع المكونات السياسية السودانية تحثهم على ضرورة الحوار، وإيجاد توافق سياسي من أجل نزع فتيل الأزمة السودانية.
من ناحيته قال القيادي بحزب المؤتمر السوداني، إبراهيم الشيخ، في مقابلة مع قناة (السوداني) إن خطأ وخطيئة د. عبد الله حمدوك أنه كان لديه استعداد للتخلص من الحاضنة السياسية، وهي (الحرية والتغيير).
وأضاف: “أعتقد أن ذلك كان خطأه الأكبر وحتى اتفاق 21 نوفمبر وتعليق النصوص المتعلقة بالحرية والتغيير لم يكن ليحدث إن لم يكن لديه الاستعداد والقبول المبدئي”.
وتابع: “ربما كان هناك نزاع أو أن حمدوك كان يعتقد أن لديه برنامج ومجموعة الحرية والتغيير تقف أمامه”.
وأردف: “هو الآن يبحث عن حاضنة سياسية جديدة، أي حاضنة يريدها هو، وكانت هناك حاضنة ذهبت إلى القصر قبل الإنقلاب ومهدت الأرض، وهي مجموعة الميثاق، ولن أسميها أصلاً بالحرية والتغيير”.
التعليقات