الخرطوم: أحمد جبارة

أثار فديو متداول لسكرتير مجلس السيادة يخاطب فيه وقفة إحتجاجية لمناصري رجل الاعمال والمحسوب عن النظام السابق فضل محمد خير ، إستنكارا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي ، لاسيما من قيادات التغيير ، وبحسب ماجاء في الفديو ، فإن سكرتير مجلس السيادة تعهد لأنصار رجل الاعمال فضل محمد خير بالوقوف معهم وتسليم المذكرة لرئيس مجلس السيادة ، واردف ، أنا سكرتير رئيس مجلس السيادة أمير يوسف حاكم أتعهد بتسليم المذكرة إلى رئيس مجلس السيادي عبر الامين العام للنظر فيها وأن القضاء هو من يحدد في هذه الامور” وهتف السكرتير “الله اكبر .. الله أكبر ” وتابع “انقل لكم تحايا رئيس مجلس السيادة ونائب الرئيس وأعضاء مجلس السيادة وإعتذارهم عن حضورهم لإستلام هذه المذكرة ولكن تأكدوا بأنها ستصل لانها أمانة .. الله أكبر .. الله أكبر ” وزاد ” هذه المبادرة ، وهذا الحضور إن دل إنما يدل على وقفكم وتكريمكم وإجماعكم على مؤسسات كثيرة جدا قام بها الرجل الكريم فضل محمد خير وخير شهود هذه المبادرة التي امامنا الان ولكن كما قلت لكم فإن القضاء سيفصل في هذه المذكرة وفي هذا الامر وإن شاءالله نرفع هذه المذكرة للجهات المختصة وستجد كل العناية والتقدير وإن شاءالله سيكون النصر حليفكم بإذن الله ” وتابع “تفضلكم بالثناء على الاخ فضل فإنه يؤكد إنه من شيم الفضل والاخلاق .

نوري تتبرأ :
ولان الوقفة الإحتجاجية التي قام بها انصار فضل محمد خير نسبت للجان مقاومة نوري مسقط رجل الاعمال ، كان لزاما للجان مقاومة نوري أن توضح حقيقة الامر إذ نفت جملا وتفصيلا صلتها بالوقفة الإحتجاجية حيث قالت في بيان أطلعت عليه(الجريدة) إنها لا تتدخل في سير العدالة، مشيرة إلى أن من نفذوا الوقفة لمناصرة فضل محمد خير أمس أمام القصر لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا يمثلون أبناء نوري ولا لجان مقاومتها ، واستنكرت اللجان في بيانها ، الوقفة المناصرة لفضل محمد خير ، وأكدت أنها لن تسمح لعناصر النظام البائد، بان يضللوا الرأي العام، منوهاً إلى أنها ستفضح تسترهم وتخفيهم تحت أي مسميات زائفة يتخذونها.

وجهة نظر :
الشاهد إنه وبالرغم من حديث سكرتير رئيس مجلس السيادة الذي أكد فيه اعتذار مجلس السيادة عن حضورهم لإستلام هذه المذكرة ، إلا إنه سرعان ماتبرأ مجلس السيادة من حديث سكرتير عام المجلس حيث قال في بيان له: “إن السكرتير قام بمخاطبة الوقفة دون تكليف بذلك، وبالتالي فإن ما قاله في كلمته يمثل وجهة نظره ولا يمثل بحال رأي مجلس السيادة” وأضاف البيان: “لقد ظل مجلس السيادة الانتقالي ومنذ تكوينه معتدلاً في نهجه لتجاوز كافة القضايا والتحديات التي تُواجه البلاد، ويتيح لكل مؤسسات الدولة ومنها العدلية والقضائية لأداء واجباتها بشفافية وحيادية تامة” ، وأكد المجلس على دأبه والتجاوب الإيجابي مع كل الوقفات والمسيرات الاحتجاجية والاستماع لرسائلها واستلام مذكراتها والتعامل معها وفق ما تقتضيه الصلاحيات والواجبات.

ماذا قالت لجنة التمكين؟ :
بدورها إنتقدت لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال، بشدة مخاطبة سكرتير مجلس السيادة الانتقالي، اللواء أمير يوسف للوقفة الاحتجاجية حيث اعتبرت حديثه تلميحا وإشارات ذات أبعاد قانونية خارجه عن اختصاصته ، وقالت اللجنة في تصريح صحفي “طالعنا صباح اليوم فيديو متداول على الوسائط الإعلامية يظهر فيه ضابط من القوات المسلحة برتبة لواء ركن بصفته سكرتير لمجلس السيادة الانتقالي مخاطباً وقفة احتجاجية أمام البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري” ، وأضاف “سلمت عبر الوقفة مذكرة منددة بقرار استرداد ممتلكات وأموال المدعو فضل محمد خير الذي يعرفه الشعب السوداني (جيداً). مطمئناً لهم في ذات الوقت بأن رجل الإحسان الأخ الأكرم فضل محمد خير سيكون حليفه النصر بوقفتهم خلفه مكبراً ومهللاً” ،وأكد التصريح أن قرارات اللجنة تأتي بعد إجراءات وعملية طويلة ومؤسسية لا يمكن نسفها بوقفة أمام الحشود في حماسة لا تمت لإجراءات التقاضي ومراحل تحقيق العدالة ، وأضاف “حاول سكرتير مجلس السيادة إظهار سلطات وصلاحيات لا يتمتع بها، إذ تنحصر مهامه في الأعمال المكتبية، وليس من بينها الخروج لمخاطبة الحشود والتأكيد على تحقيق العدالة” ، وشدد التصريح على أن قرارات اللجنة ليست اعتباطية أو انتقامية، إنما ذات وجهة محددة يعلمها المواطن جيداً، وهي ماضية لتحقيق أهدافها، وستطال كل من نال امتيازات لانتسابه للنظام البائد وتمكن من موارد البلاد.

تعهدات وجدي :
وليس ببعيد عن لجنة إزالة التمكين فإن العضو البارز باللجنة وجدي صالح إستل سيفه وهاجم سكرتير رئيس مجلس السيادة حيث قال ” عندما كنا نقول أن هذه الثورة تواجه التحديات كنا نقصد بذلك مثل هذه التصرفات ، وتابع ، عندما كنا نقول أن هذه الدولة يجب هيكلتها بكآفة مؤسساتها كنا نقول ونقصد أمثال هؤلاء الذين يرتدون البزة العسكرية، ويتقلدون مناصب سيادية داخل هذه الدولة ولايؤمنون بهذه الثورة العظيمة” وتساءل ، كيف لأمثال هؤلاء أن يقوموا بالدفاع عن الثورة وتحقيق شعاراتها، مضيفاً “بل أكثر من ذلك تحدث بإسم الحكومة الانتقالية وهو لايمثلها وليس جزءا منها، وهو لايملك هذا الحق ليعد بإسم الحكومة إن القرارات التي تصدرها لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو سيتم الغاؤها وهي من سلطات القضاء”. وقال “صالح” إذا كان سكرتير مجلس السيادة لايؤمن بتفكيك نظام الثلاثين من يونيو، اعتقد غير جدير بهذا المكان” ، وأشاد “وجدي صالح” بمجلس السيادة الانتقالي، باصدار البيان الذي أكد فيه أن هذا اللواء كان مكلفا من قبل الأمانة العامة لمجلس السيادة باستلام المذكرة للمتجمعين أمام القصر ولم يكلف بمخاطبة هذا الجمع، او الوقفة التي سميت بالاحتجاجية، وبالتالي لايمثل وجهة نظر مجلس السيادة باي حال من الأحوال، ولكنه يمثل إذن وجهة نظره” ، وشدد “وجدي” قائلا إذا كان هذا رأي سكرتير مجلس السيادة الشخصي فهو لايستحق هذا المكان، وذهب لابعد من ذلك قائلا : ” بل أنا اقول لايستحق هذه البدلة التي تمثل الشعب السوداني وقومية القوات المسلحة السودانية”. واستطرد عضو لجنة ازالة التمكين ، لن يهدا لنا بال الا بتفكيك نظام ال30 من يونيو وواجهاته الاقتصادية والتنظيمية، مؤكدا حتمية انتصار الثورة وقال إن مشروع التغيير محمي بدماء الشهداء، وان الثوار متمسكون بقضاياهم ولا يحبطون ويستطيعون صناعة المستحيل ،وان اللجنة ستواصل مهامها مهما تعرضت لحملات اعلامية فإن الشعب الذي صنع الثورة هو المنادى بتفكيك النظام البائد ، واوضح ان فضل محمد خير ، استغل مؤسسات الدولة المصرفية وتملكها وقام بتوظيف بنك الخرطوم لخدمته ،واستعرض بعض ما تحصل عليه فضل محمد خير من بنك الخرطوم لوحده خلال عام 2018 فقط (مليار) و(938) مليون و(390) الف و(493) جنيه، و (12) مليون 998الف و 600 يوان صينى، واكثر من(3) مليون 718 الف و418 يورو و561 الف و600 درهم امارتي ، مجددا حرص اللجنة على حماية مال الشعب السوداني والمستثمرين واموال المودعين وحماية الجهاز المصرفى من الذين استولوا على اموال الشعب حتي ينال الجهاز المصرفي ثقة العالم والمستثمرين والمتعاملين بالخارج .

خطاب غير سليم :
القيادي بقوى الحرية والتغيير الطيب العباسي يقرأ مخاطبة سكرتير مجلس السيادة لأنصار فضل محمد خير من عدة زوايا ، إذ اعتبر في إفادته (للجريدة) أن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها مناصري فصل خروج عن مؤسسات الفترة الانتقالية والتي شاركت فيها ذات المؤسسة العسكرية ، مؤكدا أن الوقفة غير سليمة لجهة أنه توجد لجنة إستناف في لجنة إزالة التمكين يمكن من خلالها أن يقدموا محامي فضل محمد خير عريضة لها ويراجعو قرارات اللجنة وليس بالاحتجاجات ، لافتا إلى أن الخطاب فيه مخالفة وتحريض يمكن من خلاله أن تحدث فوضى ، واتفق العباسي مع سابقيه إذ قال أن السكرتير غير مسموح له أن يخطاب مثل هذه الوقفات ، واضاف ، كذلك المخاطبة توضح أن المكون العسكري غير راغب في تفكيك مؤسسات النظام السابق ، بجانب إنه يناهض رئيس لجنة إزالة التمكين والذي يعد أحد اعضاء مجلس السيادة” .

لسان حال البرهان:
عضو مبادرة القضارف للخلاص جعفر خضر ذهب في حديثه (للجريدة ) إلى أن ما قاله اللواء أمير سكرتير مجلس السيادة يمثل في حقيقة الامر رأي البرهان ونائبه حميدتي وبقية المكون العسكري وربما بعض المدنيين لجهة أن عساكر المجلس السيادي ضد لجنة إزالة التمكين وإنهم ليس يحمون فضل محمد خير فحسب وإنما حماية لأنفسهم فالبرهان ورفاقه بحسب خضر يسيطرون على ٨٢٪ من شركات الدولة ، مؤكدا أنها تحتاج لإزالة تمكين ، واردف ، حميدتي يملك أموال مهولة نتاج للعمل في الذهب والارتزاق ولا مفر من إزالة تمكينه ، وزاد ، كذلك اعضاء مجلس السيادة سفكوا دماء الشهداء العزل وليس هناك جريمة أكبر من هذه ، معتبرا إن اللواء أمير تحدث بلسان حال عساكر السيادي ، وأن معركتهم السلمية الكبرى ضدهم وأنها قادمة لا محالة وذلك قصاصا للشهداء وإزالة للتمكين وانتصارا للثورة.

فلاش باك:
وكانت الوقفة الاحتجاجية التي قام بها أنصار فضل محمد خير مناهضة لقرارات لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال، والتي ألغت التسوية التي تمت بين جهاز الأمن والمخابرات الوطني وقتها ورجل الأعمال فضل محمد خير، بجانب انها أستردت كافة ممتلكاته وأمواله وأصوله وعقاراته ومنقولاته لصالح حكومة السودان ووزارة لمالية ، وقال عضو اللجنة وجدي صالح في مؤتمر صحفي وقتها “تم إلغاء التسوية الموقعة بتاريخ 25 أكتوبر 2018 بين جهاز الأمن ورجل الأعمال فضل محمد خير والخاصة بالمرابحات الصورية والتحاويل الخارجية خلال وجوده ببنك الخرطوم بجانب التهرب الضريبي ” وأوضح أن التسوية المبرمة بين جهاز الأمن وفضل مح

التعليقات