عمر االدقير “يغرد” :
الأُمُّ هي مركز عالَم الإنسان، بل هي العالَم الإنساني كله .. هي ظلٌّ أخضرٌ على رؤوس سلالتها، وهي نهرٌ وعذوبة.
هي التجلِّي الأعظم للحبِّ والصّبر، وهي المعنى الأقصى للتضحية والإيثار .. فما من إنسانٍ لم يتغذى من خلايا جسد أمه، جنيناً في بطنها أو رضيعاً مضموماً إلى صدرها .. وما من أُمٍّ لم تقاسِ وَهْن الحمل وآلام المخاض وهي جذلى وسعيدة بمن تخرجه إلى الحياة، وتظل طول عمرها تسقيه من نبع حنانٍ لا ينضب، وتحفه برعايةٍ لا تنقطع، وتحيطه بالخوف عليه والفرح به والشوق الدائم إليه.
ولأنها كذلك، فإن أعظم الأُمّهات أُمّهات الشهداء وأنبل الأحزان أحزانهن .. والأكثر جدارةً بوفاء الضمير الوطني هن.
للأُمّهات الأيّام كلها، وليس يوماً واحداً، ولهنّ عصارات القلوب حُبّاً ووفاء .. الرحمة لمن غَيّبهنّ القَدَر المحتوم.
التعليقات