يعيش البشر في جميع أنحاء العالم – بمختلف أعراقهم وألوانهم وألسنتهم – لحظاتٍ صعبة بكل معنى الكلمة .. هي لحظاتٌ يتوقف عندها التاريخ ليمتحن المعاني الإنسانية ويدوِّنها ويوثقها.
الأطباء ومساعدوهم وكل العاملين في الحقل الصحي – الذين يتصدَوْن لعلاج المصابين بفيروس كورونا القاتل أو حماية الآخرين منه – هم من أكثر الذين تعرضوا لامتحانٍ في إنسانيتهم وفازوا باستحقاقٍ تتقاصر دونه الجوائز كلها.
هؤلاء الذين يخرجون من بيوتهم، مع طالع كل شمسٍ، إلى مشافيهم ومراكز العزل واضعين أنفسهم في مواجهة الوباء القاتل ليدرؤوه عمّن سواهم .. ما أكثر ما يمكن أن يعلّمنا هؤلاء الرائعون من معاني البطولة والفداء والإيثار، وما أحقهم بملء القلوب عرفاناً وامتناناً وانحناءات الرؤوس إجلالاً وتقديراً.
هؤلاء لا يعالجون مرضى كورونا فقط، وإنما يقدمون لقاحاً ضد ما يصيب الإنسان من “الأنا السفلى” وجُبْنِها ونرجسيتها، وما يدفعه لأكل لحم أخيه حياً أو ميتاً.
كثيرون منهم أصابتهم العدوى كي يتعافى غيرهم .. أمّا الذين ماتوا منهم كي يحيا غيرهم، وتحولت معاطفهم البيضاء إلى أكفان، فإن سماع أخبار نعيهم يجعل القشعريرة تنوب عن البكاء وعن أية كلمات .. ويُحضِر للذهن صرخة الفيتوري المدوية:
الغافلُ من ظنّ الأشياءَ هي الأشياءْ
الموتى ليسوا هُمْ
هاتيكَ الموتى
والراحةُ ليستْ
هاتيكَ الراحة
يا محبوبي لا تبكيني
يكفيكَ ويكفيني
المحلية - أخبار النجوم
المحلية - سياسية
المحلية - سياسية
المحلية - سياسية
المحلية - سياسية
التعليقات