عندما تذكر العلاقات التاريخية بين السودان والمملكة العربية السعودية فأنت تقرأ تأريخا مجيدا من التوافق العربي والإسلامي،وأيادي تعطي بلا ضعف أو نقص على مدى سنين طويلة،فيها أجيال وأجيال،لن يستطيع أحدنا قراءة ذلك الدعم السعودي بقيمة قياسية،أو يكتب كان كذا،هي لا تقود منحى تقديرات حسابية مع السودان،هي تعرف أن يدها عندما تذهب للسودان،تضع فقط وكأنها نهيرات دافقة، وغيمات ماطرة ،هي الدافعة، والمانحة،وكثيرا من أفعالها وأقوالها مع السودان،هيا لتنهض ،ننهض بك،ندفع عنك كل حاجة،نمضي معك للعلا،ولذلك السودان كدولة لا يعرف القلق من نقص هنا أو ضعف هنالك،لأن القناعة الراسخة عنده أن الأيادي السعودية ستأتي وتأتي،هي السعودية كدولة راشدة،تضع السودان كقيمة عربية واجب دعمها،وقيمة متسامحة من الإسلام كشعب يجب الوقوف معه،والسعودية في نظرتها للسودان نظرة كلية،هي ترسخ لسنوات علاقة وتلاحم مباديء،وتلاقح معالم طيبة،بينهما كل سلام ومسارات علاقات باذخة الجمال،ومضيئة بعزم من قيادة المملكة على مدى تأريخها،لذلك يبدو من المستحيلات قياس الدعم السعودي،ومن المستحيلات معرفة كم و يكون ومتى يكون،فالرؤية السعودية تقرأ السودان ليس دولة صديقة بمفاهيم راسخة،بل دولة بينها وبين السعودية وشيجة رحم موصول على مدى الأيام،لن تنقطع وما عرفت ضعف أو انقطاع،الفكرة عند السعودية أنها تمارس ملامح الجمال للسودان،وترى أن الوطن المطلوب تنمية ونهضة ليتحقق جزء من خطة تأريخية بأن السودان في دائرة حركة السعودية قيادة ورؤية وشعب،ومن هنا تكون النظرة لهذه العلاقة في كونها راسمة لرؤى صادقة ومصداقية في العلاقات ورسوخ لفكرتها وكتابة لأطرها الداعمة في كل اتجاهات الحياة..
تلك هي ملامح قراءة كيف هي العلاقات التأريخية بين السودان والمملكة العربية السعودية بكل تفاصيلها الدقيقة،وذلك هو صوتها وصورتها الكاملة.
ونقرأ أن الشعب السوداني يعرف ذلك المدى،وفي وجدانه غلالة من خيوط عرفان ظليلة للمملكة العربية السعودية ومجهوداتها الحقيقية الداعمة لبلاده،تلك الخيوط تهمس لنفسها بأن المواقف كلها كانت مجيدة،وكلها كانت واثقة بخطى عارفة بأن الشعب السوداني والشعب السعودي يلتقيان في معاني متعددة الملامح الإنسانية،وبينهما عري الجمال في العلاقات،بينهما تأريخا عنوانه معا كشعبين ،ومعا كقيادتين،ومعا كمستقبل ناجح نصا وروحا ونهضة وتنمية .
المرحلة المستقبلية أيضا في ثناياها تلك الروح الأخوية الراشدة،فيها معالم صناعة المستقبل للسودان،فيها رؤية تشاركية بضرورة وضع الصورة المطلوبة للسودان ليدخل بالمواقفم السعودية الدائرة الجديدة لمعالم تنمية،مطلوب فيها كما يؤكد التأريخ السعودية بزمانها ورؤيتها ودعمها ومواقفها التي تقود السودان لذرا من المجد،ولتضع السودان في مؤشرات تنمية مستقبلية يحتاجها فعلا كوطن وشعب.
وتماثل علاقات الأخوة هي المنتظرة لتواصل عملها بين الدولتين،لترسخ أن الحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها كلا الشعبين،أن الوحدة الوجدانية بيننا هي المحركة لكل فعل هنا وهناك،تلك الوحدة التي كان أساسها صوت في المملكة العربية السعودية منذ أزمان يقول لها (السودان دولة وشعب،رابط دم،وخيط أخوة صادقة،ورحيق المودة الصادقة)..

التعليقات