عوافي
في يومي الخميس والجمعة اللذين سبقا غرة رمضان شهدت شوارع العاصمة القومية حركة سكانية ضخمة تجاوزت ساعة أو ساعتين لزمن الحظر المحدد والسبب هو الهلع الرمضاني، وفي هذا العام اختلط بالهلع الحظري ففي السنين الماضية يصيب الهلع الغالبية العظمى من السكان لملء بطونهم المشبعة اصلا بالافراط في تناول مالذ وطاب من الأطعمة في اشهر مطاعم العاصمة فيفيض مطعم عوضية سمك وتمتلئ مطاعم اولاد ام درمان ويعج حوش الاسماك وتزدحم ساحة أميرة ليلاً وغيرها من الاماكن المشهورة وفي هذا العام أتى الهلع مبكراً بشهر عند اعلان الحظر حتى السادسة وزاد عند فرض الحظر الاخير فهرع الناس لملء مخازنهم بالمواد التموينية والثلاجات بالمواد الغذائية هلعاً من الحظر المزدوج بالصيام غير ان الكثيرين تفاجأوا بالهلع الذي رسمته الظروف الاقتصادية والجفاف والندرة في الحصول على الوقود فهرع البعض للاصطفاف طلبا لوقود العربات والبعض الاخر لملء انابيب الغاز وجميعهم هرعوا لساحات تسجيل الاسماء خاصةً عند اعلان احدى الجهات المسؤولة بالاحياء عن توفير بعض السلع التموينية المهمة كالسكر والغاز باسعار اقل من السوق بشرط تدوين الاسماء على ورقة موضوعة في مكان محدد وقد صدقوا الاعلان واستلم نفر قليل منهم الشئ الذي خلق المصداقية في نفوس البقية تجاه المعلن ومابين ذاك وهذا تخلى الناس عن التقيد بالحظر
لم يفكر احد في الجلوس على طاولة الموائد (خم الرماد) بسبب فرض الحظر فحمل كل مستطيع محمله بما يشتهيه وتوجهوا لمنازلهم في صمت مسرعين ليستجلبوا ما تبقى من (مأكولات ووقود وغاز) قبل زمن الحظر ،مخترقين مفهوم الحظر الذي نفذوه علي مدى اﻻسبوع المنصرم .
وتنافس تجار المحلات الغذائية التى سمح لها بممارسة نشاطها يومياً حتى ساعة الحظر في الهلع زيادة في أسعار البيع واختلف سعر السلع من محل لآخر حتى ولو كانوا في شارع واحد . فكيلو الطماطم في السوبر ماركت بمئة جنيه بينما يباع في الهايبر ماركت بسبعين جنيها وفي طبلية الحلة بستين جنيها وهي نفس الطماطم من نفس المزرعة لكن الفرق ان الاول يبيع للمحظورين والتاني للصائمين والثالث لابناء الحي مع العلم انهم جميعا في حي واحد
يذكر ان احد اﻻشعبيين تعود اﻻهتمام الزائد بخم الرماد فيتجول بين اكبر خمسة مطاعم لتناول الفطور ثم وجبة نصف النهار ثم الغداء وثم العشاء ويختم بالشاي المقنن والزﻻبية واخيرا عند اﻻمساك الرقاق باللبن وﻻفراطه اصيب بارتجاع معوي افقده الوعي ونقل للمستشفى حيث اجريت له بعض اﻻسعافات لافراغ بطنه بجانب بعص المحاليل الوريدية لرفع مستوى هبوط ضغط الدم فتعب كثبرا وعندها قام الطبيب المعالج بالمزاح معه قائﻻ 🙁 كان تدق حلقك باصبعك تستفرغ وخﻻص) فرد عليه باستهجان : (لو كانت في فرقه كان دخلت اصبع كفته يادكتور)
تصوموا وتفطروا على خير
التعليقات