قناعاتي الراسخة أن مابين مصر والسودان،السودان ومصر،وشيجة رحم حنين موصول بالتأريخية التي وضعت كلا الشعبين في دائرة (شعب واحد،فكرة واحدة لمنطلقات وحدة روحية وإنسانية وبأهداف متوحدة نحو غايات عريضة،ترسم ملامح أننا صوت واحد،ودماء عزيزة مشتركة،ولسان يغني لجمال الدنيا هنا وهناك)..
كانت تلك قناعاتي على مدى سنواتي المعرفية والقرائية،ولعل الإشارات الخضراء في مصر والسودان تنطلق من رؤية تقول لكل مصري أو سوداني،ولكل سودانية أو مصرية:إن الدنيا كلها تبحث عن مشاركات فيما بينها،تبحث عن ذلك لترسم معالم وحدة بكل أشكالها،تبحث عن ذلك لتصنع مستقبلها،لكن نحن هنا في وادي النيل لانبحث عن ذلك،لانبحث عن مشتركات،أو نحاول صياغة وحدة كاملة،نحن في كلمة الوحدة نصا وروحا وموضوعية وملامح،وأهداف،جعلنا التأريخ كذلك،ومضينا كشعبين على ذلك،نضع الوحدة ككيان لمشتركات الأهداف الجيوسياسية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية،كشعبين نرسم ذلك لقناعة مشتركة في الوجدان والعقل بأن وحدتنا راجحة ومستنيرة وقائدة للحركة العربية كلها،وحدة إعلانها الرسمي في الوجدان الشعبي هنا وهناك،وهذا يكفي،فالمحرك الحقيقي وجدان يقرأ ويغني لصالح التأريخ والمستقبل،ولعل ما يكون في الوجدان بصدقه وتماثل فعله النبيل هنا وهناك يتجلى كغيمة تهطل هنا،ثم هناك،فالقيمة فيها أنها من رحيق معاني متعددة الملامح والتفاصيل وكأنها تقول للدنيا (مابين مصر والسودان،ومدى العمق بين السودان ومصر،ليس مكتوبا في وثيقة علاقات الدولتين،إنما مكتوب بصوت الشعبين،على مدى سنوات وأيام،إنتصاراتها كبيرة،وتجلياتها عميقة ومؤشراتها كل الأصوات الصحيحة التي تكتب على بريق من الجمال الكامل أخوة عريقة،ويضيء بضياء أن كل الإحتمالات الأجمل مستقبلا وحاضرا في كل حركتنا،محافظتنا كشعبين وكدولتين على ذلك،نضال حقيقي من أجل ذلك،عملا وعلما ورؤية كاملة..
تحدث معي السفير حسام عيسى سفير مصر في وطنه السودان،وقلت له (إننا نقول إن سفير مصر في وطنه السودان،وسفير السودان في القاهرة إنما في وطنه أيضا،وعلى ذلك قياسات العلاقات الشعبية والروحية والجمالية..
ولعل المجهودات الشعبية في كل العالم لمحاربة فيروس كورونا،تشكل علامة مشتركة بين جميع شعوب العالم،ومن هنا كانت توجيهات القيادة السياسية في مصر بصوت الرئيس عبد الفتاح السيسي بإرسال الدعم متعدد الإتجاهات للأشقاء في السودان ليشكل جزء من حركة الدولة والمجتمع في كل السودان لمحاربة فيروس كورونا،ولعل الرئيس المصري،وضع الدائرة كلها في أننا كشعبين شقيقين وكملامح مشتركة واجب علينا فعل ذلك،وكأنه يقول:هذا جزء من الفعل المفترض بيننا،فذلك الدعم يشكل الصورة الحقيقية بيننا،فنحن في وادي النيل نعتصم تأريخيا بأننا أمة مشتركة تتحرك على النيل لأحلام جذورها مشتعلة نشيدا وغناءا ومواقف وإجابات وافية.
ذلك الدعم يقرأ من شعب السودان بأنه جمال أداء الواجب،ويقرأ في مصر بجمال الفعل بيننا كأخوة،وتلك مؤشرات رؤية القيادة السياسية في مصر الشقيقة،ولعل المؤشرات الحاكمة لمتحركات الافعال بيننا كشعبين وكدولتين لا ترتبط إلا بمرتكزات التأريخ كله،وبقيمة النيل الذي بيننا،ولعل صوتي الذي تحرك بيني وبين سفير جمهورية مصر العربية بالخرطوم،كان يعمل في ذلك الإتجاه المشترك بين كل القراءات والزوايا الجانبية التي يقوم عليها فعل القيادة السياسية هناك،قراءات تفصح عن إحتمالات تقود كل مسارات العمل المشترك في كل الأصعدة تنمية هنا وهناك،دفع بالعملية التنموية في المجالات الإقتصادية لدولتنا هنا ولشعبنا أيضاً،وذلك الدعم السريع والذي يغطي على إحتياجات لازمة لمحاربة فيروس كورونا في السودان إشارة أولية بأننا معا حتى المنتهى..
كل ما سمعته من السفير حسام عيسى حول إصالة شعبي وادي النيل في العمق التأريخي المشترك،يجعلني أقول بأن المشتركات المتحركة بين الشعبين الشقيقين تشكل أساسيات العلاقات كلها..
والرؤى كلها إنما تغني لوادي النيل بكل حركة التأريخ وبكل أصوات المستقبل المشترك،وعلى كل الرئة الواحدة التي يتنفس بها شعبي وادي النيل وعن المفترض فعلا وصوتا للوحدة معاني ومصطلحات وإشارات ومؤشرات..

التعليقات