ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ :ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﺨﻀﺮ
ﺃﻛﺪﺕ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﺤﻤﻠﺔ ﻣﻤﻨﻬﺠﺔ ﻹﺳﺘﻬﺪﺍﻓﻬﺎ ﻭﻗﻄﻌﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺴﺠﻞ ﻭﻣﻮﺛﻖ، ﻓﻤﻨﺬ ﻇﻬﻮﺭ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﻛﻞ ﺃﺭﻛﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ .
ﻭﻗﺎﻟﺖ 28 ﻣﻦ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺍﺻﺪﺭﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﻣﻨﺼﺘﻬﺎ ﺍﻻﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﻤﺪﺕ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺿﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﻨﺼﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ‏( ﺩﻳﻞ ﻋﻤﻼﺀ … ﺩﻳﻞ ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ ‏) ، ‏( ﺷﺬﺍﺫ ﺍﻵﻓﺎﻕ ‏) ، ‏( ﻣﺨﺮﺑﻴﻦ ‏) ، ‏( ﻛﻔﺎﺭ ‏) ، ‏( ﻣﺄﺟﻮﺭﻳﻦ ‏) ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺮﺝ ﺑﺈﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﻭﺩﻫﺎﻗﻨﺘﻪ ﻭﺃﺑﻮﺍﻗﻪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﺠﻢ ﺍﻟﺒﺬﺉ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻭﻣﺮﺗﺰﻗﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺚ ﻋﺒﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺇﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﺗﻢ ﺇﻧﺘﺰﺍﻋﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .
ﻭﺃﺭﺩﻓﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺇﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻣﻜﻨﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﺑﺈﻧﺒﻬﺎﺭ ﻭﺇﻋﺠﺎﺏ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ، ﺣﻴﺚ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻛﻞ ﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻣﻠﻤﻮﺳﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ .
ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺏ ﻭﺇﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ؛ ‏( ﺳﻠﻤﻴّﺔ ﺳﻠﻤﻴّﺔ ، ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻣﻴﺔ ‏) ‏( ﻳﺎ ﻋُﻨﺼﺮﻱ ﻭﻣﻐﺮﻭﺭ ، ﻛﻞَّ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ‏) ، ‏( ﻳﺎ ﻋُﻨﺼﺮﻱ ﻭﺳﻔّﺎﺡ ، ﺳﻠﻤﻴّﺔ ﻣﺎﻓﻲ ﺳﻼﺡ ‏) ﺣﻴﺚ ﻋﺒﺮﺕ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻭﻗﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺘﺼﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ‏( ﻋﻨﺪﻙ ﺧﺖ، ﻣﺎﻋﻨﺪﻙ ﺷﻴﻞ ‏) . ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺂﺛﺮ .
ﻭﺯﺍﺩﺕ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻟﺘﻌﻮﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻭﻟﺘﺰﻳﻴﻒ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﺒﺮ ﻧﺸﺮ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻭﺍﻹﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﻋﻜﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ‏( ﺧﻔﺎﻓﻴﺶ ﺍﻟﻈﻼﻡ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺜﺘﻪ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺑﺈﻳﻌﺎﺯ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﻳﺂ ﻣﻦ ﻣﺂﺛﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ‏( ﺇﻋﺘﺼﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‏) ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﺴﺞ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻮﺿﺎﻋﺔ ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﻐﺮﻳﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﻭﺃﻛﺪﺕ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻧﻬﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺠﺬﺭﻱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻴﺎﺭﺍً ﻃﻠﻌﻴﺎً ﻣﺮﺗﺒﻄﺎً ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ، ﺇﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭ ﺇﻧﺘﻬﺎﺀ ﺑﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺪﺩﺕ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺑﺼﻮﻧﻬﺎ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻋﻨﻬﺎ .
ﻭﺍﻛﺪﺕ ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺣﺮﺻﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻭﺳﻌﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﻟﺴﺪ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ، ﻭ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺴﺪﺗﻬﺎ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﻕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻣﻤﺎ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﺤﻞ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺻﻤﺎﻡ ﺃﻣﺎﻥ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ . ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻫﺪﻓﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻘﻬﺎ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﻭﺣﺬﺭﺕ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺟﻬﺎﺽ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﺒﺮ ﺗﻔﻜﻴﻜﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺑﻀﺮﺏ ﺳﻤﻌﺔ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ .
ﻭﺟﺪﺩﺕ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺪﺙ، ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺍﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﻣﻦ ﺇﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﻭﺗﺮﺻﺪ ﻭﺟﺮﺍﺋﻢ ﺑﺮﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﺜﻠﺖ ﻟﺬﻟﻚ ، ﺑﻤﺠﺎﺯﺭ ‏( ﻓﺾ ﺍﻹﻋﺘﺼﺎﻣﺎﺕ ‏) ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺷﻬﻴﺪ ﻭﻣﻔﻘﻮﺩ ﻭﺟﺮﻳﺢ . ﻭ ﺍﺳﺘﺪﺭﻛﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻣﺘﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﺄﺩﻭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻼﻋﻨﻒ .
ﻭﻟﻔﺘﺖ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﺈﻣﺘﺪﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﺑﻮﻉ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻴﺎﺭﺍ ﻋﺮﻳﻀﺎ، ﻳﻀﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﺏ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ، ﻓﻼ ﻳﺨﻠﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻗﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﻔﻼﺗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﺪﻯ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﻭﺍﻋﻠﻨﺖ ﻋﻦ ﺍﺩﺍﻧﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻔﻠﺘﺎﺕ .
ﻭﻧﻮﻫﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ، ﺃﻱ ﺳﻠﻮﻙ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻫﻮ ﻣﺤﻞ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﻘﺪﺕ ﺑﻂﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻐﺘﻬﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﻭ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺃﻣﺜﺎﻝ ‏( ﻋﻠﻰ ﻛﻮﺷﻴﺐ ‏) ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ‏( ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻣﺒﻴﻠﻮ ‏) ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﻘﻮﺩ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﻳﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻋﺪﻡ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻼﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻣﺜﺎﻝ ‏( ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺠﺰﻭﻟﻲ ‏) ﻭ ‏( ﺃﻧﺲ ﻋﻤﺮ ‏) ﻭ ‏( ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻏﻨﺪﻭﺭ ‏) ﻭﺃﺫﻳﺎﻟﻬﻢ ﻭ ﻣﻦ ﻟﻒ ﻟﻔﻴﻔﻬﻢ .
ﻭﻧﻮﻫﺖ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎﺥ ﻣﺸﺤﻮﻥ ﻭﻳﻨﺬﺭ ﺑﺨﻄﺮ ﻭﺷﻴﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﻘﻞ ﺃﻟﻐﺎﻡ ﻗﺪ ﻳﻨﻔﺠﺮ ﺃﺣﺪﻫﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﻰ ﺃﻭ ﺃﻳﻦ ﺳﻴﻨﻔﺠﺮ .
ﻭﻃﺎﻟﺒﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻹﺗﺨﺎﺫ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺟﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﻫﺎﻭﻳﺔ ﺳﺤﻴﻘﺔ .
ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺗﻮﻇﻴﻔﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺷﻜﻼً ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻟﻘﻤﻌﻬﺎ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺘﻬﺎ
ﻭﻗﻠﻞ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ . ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻻﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻭ ﻟﻦ ﺗﺠﺪﻱ ﻧﻔﻌﺎً، ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﻮﻋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻣﺎﺿﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻟﻦ ﺗﺜﻨﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﻫﺪﺍﻓﻨﺎ ﻭﻏﺎﻳﺎﺗﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭﻟﻦ ﻧﻬﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﺒﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺷﻲﺀ .

التعليقات