ضل الدليب

كنا قد تناولنا في مقال سابق تطورات الأوضاع العسكرية والسياسية الليبيه علي ضوء الانتصارات التي حققتها قوات فائز السراج رئيس وزراء حكومة الوفاق الليبي المعترف بها دوليا وذلك بفضل التدخل المباشر للقوات التركية في المشهد بتقديمها الإسناد المباشر لقوات الوفاق الليبي التقني و اللوجستي. .ولعل الانتصارات الكاسحه لهذه القوات في الغرب الليبي بالاستيلاء علي ترهونه وبلد الوليد وتسارع الأحداث من التجهيزات الضخمه لنقل المعركة للشرق الليبي في كل من سرت والجفرة والتي حاول الرئيس المصري استباق هذه الخطوة باستدعائه كل من المشير حفتر قائد الجيش الوطني الليبي وعقيله صالح وإعلانه لمبادرة من طرف واحد تشمل وقف شامل لإطلاق النار يضمن عدم التقدم لهذه المدن وطرح خيار التخلي عن الجنرال حفتر واستبداله برئيس البرلمان الليبي في طبرق عقيله صالح ..ولكن سرعة إيقاع التجهيزات العسكرية التي تجري علي تخوم سرت أدت إلي استشعار الرئيس المصري لقرب الخطر من حدوده خصوصا مع توافر البعد الأيديولوجي الذي تمثله قوات الوفاق وخطورة ذلك إذا مابسطت سيطرتها علي كافة الأراضي الليبيه..
ولعل تسارع الأحداث جاء من خلال استعراض القوة الذي أجراه الجيش المصري ومن خلال خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي هدد فيه بصورة واضحه أن امن مصر القومي يبدأ من سرت والجفرة وهي خط أحمر يتطلب الهجوم عليها تدخل الجيش المصري ..
مما اعتبره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق إعلانا الحرب مع عدم وضوح في الموقف التركي الذي بدأ مهادنا قبل تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي قال إن تركيا تتفهم القلق المصري..
اما الجانب المصري فقد بدأ واضحا اليوم اننا أمام حرب إقليميه واسعه وذلك من خلال دعوة مصر لعقد اجتماع طارئ الجامعه العربيه التي بدأت باكرا الاصطفاف الي جانب مصر من خلال الإعلان الواضح من كل من السعودية والإمارات والأردن التي أعلنت أن اي تهديد لامن مصر تهديدا لها ..
ولعل هنالك بيانات ومؤشرات واضحه أن ثمة استنفار داخلي في مصر من خلال البيانات التي صدرت عن مفتي مصر وشيخ الأزهر مساء اليوم بوجوب الوقوف الي جانب الجيش المصري دفاعا عن امن مصر القومي…
كل هذه المستجدات تجعل المنطقه بأثرها تقف علي فوهة بركان قابل للانفجار في أية لحظه ..
وتبقي الاسئله هل هنالك حرب بالوكالة واستدراج تم لتركيا إردوغان للدخول في حرب استنزاف لكبح جماح التطور الملحوظ في النفوذ العسكري والاقتصادي التركي الذي أصبح خلال الفترة الأخيرة يتعامل مع الجار الأوربي معاملة الند بالند ..وكذا الوقوف في وجه اليانكي الأمريكي كتفا بكتف من خلال عدة مواقف في سوريا والعراق وليبياوقطر وقضايا الهجرة والتهديد المتكرر بفتح الحدود للاجئين لاجتياح اوروبا سيما قضايا ..ولعل مسرح تصفية الحسابات قد تم إعداده بصورة دمويه وفي بال الإمارات الخسارة العسكرية التي منيت بها بحكم انها الداعم الرئيسي لحفتر اما السعوديه ففي البال قضية مقتل خاشجي وموقف تركيا المهدد لمحمد بن سلمان…
اما السوال الذي يطرح نفسه هل مصر السيسي بقرعها لطبول الحرب هذه هل مدركة تماما لحسابات تعادل القوي بينها وبين تركيا وفي البال القدرات العسكرية الهائلة لأكبر جيش أوروبي. ام هي خطوة تكتيكية خبيثة تقوم بها مصر لاستجلاب أكبر قدر من الدعم العسكري اللوجستي من دول الخليج باستغلال الاسلاموفوبيا التي تعاني منها دول هذا المحور والتي تعتبر تركيا مخلب القط فيها..وتلعب فيها المخابرات المصرية أكبر خدعه لاستغلال هذا الدعم لشن حرب ليس علي تركيا وإنما علي إثيوبيا التي اقتربت ساعة الصفر فيها مع استنفاد كل فرص الحل السلمي لها وفقا لخطابات الخارجيه المصرية لمجلس الأمن الدولي ..وقرب ابتداء مل سد النهضة بصورة آحادية بحسب تصريحات وزير خارجية إثيوبيا مساء اليوم والتي اعتبر فيها أن إثيوبيا تستند علي اتفاقيه وقعت في العام ٢٠١٥ تسمح لها بالبدء في ملءالسد دون الرجوع الي بقية أطراف وادي النيل..
الايام القادمة حبلي وعلي السودانيين الاستعداد للحرب اما علي الحدود الشمالية الغربية أو الحدود الشرقية لامحالة…

التعليقات