صباح الخير علي الوطن

مهذب ومحترم.. ودناس جيبك مليان دولارات.. نفسك عزيزة ومليان يقين.. شجاع وقلبك علي السودان.. حساباتك حاضرة وما بتكتب شيك ما عندك ليه رصيد.. وإذا وعدت أوفيت.
لذلك كله وغير ذلك تآمروا عليك محاولين اخراجك من أي دور في الوطن الذي أحببت ومع الشعب الذي أحبك.. أخرجوك لأنك الوحيد بينهم الوطني الصادق، وهم كلهم كذابون. أخرجوك لأنك الوحيد بينهم الناجح وهم كلهم فاشلون. اخرجوك ليكون مجلس الوزراء صالة للرقص وبورصة للقمار السياسي ومزاد لاقتسام كمبيالات المشاريع الفشنك..
لا عليك يا حبيب ستبلغك دعوات كل الذين رفعت رواتبهم من موظفي الدولة وفي القوي النظامية وفتحت بيوتهم بعد أن سداها الكيزان لثلاثين عام ويريد الشيوعيون ان يبقوها مسدودة وتظل كل اموال الدولة داخل العاصمة في حدود حي الخرطوم ٢ حيث يقيم المائتي شيوعي سوداني.
سيذكرك عمال السودان والمعلمون والمعلمات وافرد وضباط الجيش والشرطة والقوي النظامية الاخري واسرهم وأبناؤهم. سيذكرك السفراء وأساتذة الجامعات والعلماء والباحثون والمستشارون وغيرهم من الذين طالما أكرمتهم ورفعت عن كواهلهم عبئ الحاجة، وأهلتهم كقادة للمجتمع ليلعبوا دورهم المنتظر في بناء أجيال السودان وفي ترقية المجتمع وفي إعادة مراكز البحوث وفي تقديم البدائل لدولة السودان الموعودة؛ والتي ستعود اليها ان شاء الله تعالي عاجلا بفضل دعوات المساكين. وحتماً ستعود مجددا محمولاً علي أكتاف وارادة الأوفياء من أهل السودان لتواصل مشروعك الوطني وتقودهم الي ذري الأمجاد.
ستذكرك بالخير الطبقة الوسطي التي مكنتها وأهلتها وجعلتها قادرة علي إعادة بناء نفسها لتستأنف دورها المجتمعي المألوف في مجالات الثقافية والفنون وكافة ضروب الإبداع.
حمدوك خائن وناكر للجميل، وكل الذين يسيّرونه بلا اخلاق، فقد نسيوا كلهم انك عند دخولك لوزارة المالية كانت السيولة معدومة والثقة في البنوك صفر، وكان المواطن لا يستطيع سحب نقوده من حسابه في البنك، ولكنك خلال شهر واحد من استلامك لمهامك الدستورية وفرت السيولة واعدت الثقة للبنوك فعادت مجددا للقيام لدورها وكافة خدماتها للجمهور.
كان ينتظرك ٨٠٪ من أهلك الغبش، أهل السودان، من الذين اشرت لهم في برنامجك الاقتصادي(حرية سلام وعدالة)، بالريف الواسع الممتد بالقري والوديان والهجر، بكردفان ودارفور وشرق السودان، حيث تموت الامهات بسبب انعدام القابلات المدربات او بمرض السل الرئوي الذي قلت اعداد المصابين به في كل العالم، وانعدام الرعاية الصحية الاولية.
سيذكرك الذين مازالوا يقبعون في معسكرات الذل والنزوح وفي أطراف المدن وخاصة العاصمة والذين طالما تفاءلوا عندما وعدتهم في برنامجك الاقتصادي المعلن، والذين كانوا يتابعون جهودك في اقناع شركاء السودان بكفاءة برنامجك، فدعموه ورصدوا له مليارات الدولارات. هم كانوا ينتظرون دعمك المباشر الصادق والموعود ليتمكنوا من أدوات الإنتاج فيكتفوا ذاتيا ويرفعوا من دخولهم وينقلوا حياة أسرهم من حالة الفاقة والكفاف الي الكفاية ثم يساهموا معك في دعم ميزانية الدولة.
أهل السودان أحبوك ولكن لماذا يا تري؟ لقد أحبوك لأنك خلوق وصادق وقد استوثقوا إنك إذا وعدت أوفيت. وقد جربوك عندما أعلنت زيادة المرتبات عندما كان الشيوعيون يكذبونك ويتهامسون من أين لك توفير كل هذه الميزانية الكبيرة لتدفع كل هذه الرواتب العالية.
كان الشيوعيون ينتظرونك أن تعجز وتنكص عن وعدك، فيجدوها سبة كافية ليضحكوا عليك ويفصلوك تعسفياً بحجة الفشل. لكنك فاجأتهم وقطعت ألسنتهم عندما قبض كل موظف بالدولة راتبه مضاعفاً في أول الشهر، حتي قبل المواعيد المعروفة، بين مصدق ومكذب وانطلقت السنتهم تهيم فيك ثناءً وشكراً ودعاءً عند الله لن يخيب وهو رصيد لك عند الله باقي.
انك يا دكتور بما قدمت من نموذج رفعت سقوف الكفاءة الاخلاقية والمهنية والسياسية علي كل من يأتي من بعدك. ووضعت الجميع في الحكومة الانتقالية بمن فيهم حمدوك نفسه امام تحدي كبير جداً.
ومكنت كل موظفي وعمال الدولة من حق مستحق في الراتب لا يجرؤ ابن او بنت مقنعة علي عدم الايفاء به مهما بلغت به او بها الجرأة، واصبح ذلك حقاً مكتسبا دونه خرط القتاد وسخط الشارع وسقوط كل الاقنعة الكاذبة والحكومات المترنحة. والاهم انك قد رفعت وعي البسطاء من الغبش (أبان مسوحاً مي) ان لهم في مال دولتهم كثر او قل حق مستحق.
لأنك تدير الاقتصاد بفلسفة ورؤية والتزام اخلاقي مع هؤلاء الغبش والمهمشين، فقد كنت وفياً وصادقاً معهم ومؤمناً بأهمية تحريك طاقاتهم واشراكهم كلهم في الانتاج والتقدم معهم كتف بكتف نحو الامجاد.
لأول مرة في تاريخ السودان يشهد المواطن وزير مالية يحرص علي العدل بين كافة المواطنين، ويعمل علي توزيع موارد الدولة علي الجميع وبالتساوي، حتي شعر المواطن في اي بقعة في ارض السودان ان هذا الوطن وطنه علي قدر المساواة مع النخب، وان من حقه ان يتقاسم معهم الخير بعد ان ظل عبر السنين يدفع وحده ثمن فشلهم في مراكز القرار.
لأول مرة في تاريخ السودان يا دكتور ومنذ الاستقلال يعلم ويفهم المواطن ان له حق في المال الذي يدخل الي خزينة دولته سواء كان ديناً او منحة او وارداً وطنياً. فقد ظل المواطن قبلك يسمع بدخول مليارات الدولارات، ولا يراها منها في جيبه او يلاحظ اي اثر لها حياته ومعاشه وصحته  وتعليم ابنائه. كان المواطن ابان الإنقاذ يسمع بعشرات المليارات من المنح القطرية والأخرى الخليجية ومليارات دولارات البترول والذهب تدخل الي السودان وتنتهي في خزائن الكيزان.
وكذا كان الشعب يسمع بعشرات المليارات من الدولارات التي قبضها جعفر نميري من الامبريالية الغربية والتي تبددت فيما بين جيوب الفاسدين وفي مشاريع فاشلة في مساحة لم تتجاوز مثلث حمدي ولم يري لها اثراً في حياته الا ديوناً علي عاتقه تنتظر الايفاء من عرقه ودمه هو والاجيال القادمة.

التعليقات