تقرير/ رباب حسن
- زيادات مضطردة في تكلفة إنتاج الصحف
- توزيع الإعلانات الحكومية واجب في ثورة العدالة
- الورق يأخذ 60% من تكلفة صناعة الصحف
شهدت الساحة الصحافية في الايام الماضية إعلانات بأسعار جديدة للصحف أحدثت ارتباكا واخلالا بالاتفاق بين الناشرين وتباينا في أسعار الصحف مع الاتفاق علي ضرورة الزيادة سعر النسخة
قيمة صحيفة (السوداني الدولية) :
اﻻوضاع اﻻقتصادية التي تمر بها البلاد أثرت على ارتفاع تكلفة اتتاج الصحيفة وهذا يتطلب وضع معادلة حسابية مناصفة مابين القارئ وبين المحافظة على سوق الصحف وافردت الصحيفة ال(سوداني الدولية )مساحة خبرية على صفحتها اﻻولي ﻻهتمامها بالقارئ جاء فيها :(يعلم القارئ الكريم الأزمة الاقتصادية بالغة التعقيد التي تمر بها بلادنا والتي انعكست آثارها السالبة على ارتفاع الأسعار والذي شمل مختلف جوانب الحياة ولم يسلم قطاع صناعة الصحف من هذه الضائقة وهو قطاع يعتمد علي مدخلات انتاج مستوردة ومحلية من ورق وطباعة وعوامل لوجستية كالنقل والتوزيع والكهرباء واﻻجور وبالرغم من الصعوبات فقد توصلت السوداني الدولية إلى معادلة وسط توازن بين اﻻسعار القديمة والجديدة بحيث اصبح سعر النسخة “25 جنيها ” وكلنا امل في أن تتحسن اﻻوضاع في بلادنا وتنعم باﻻمن واﻻستقرار والرفاء اﻻقتصادي).
التيار والجريدة :
وعلى ذات النهج سارت صحيفتا التيار والجريدة ونشرتا بيانا مشتركا اوردتا فيه اتفاقهما على زيادة سعر النسخة ابتداء من يوم الاثنين إلى 25 جنيها فقط وفي ذلك تحميل على تكلفة اﻻنتاج مثلهما مثل صحيفة السوداني الدولية .
الإعلانات :
من الاوفق ان يتحمل المعلن بعضاً من تكلفة الإنتاج برفع سعر الاعلان
وطالب البعض من السيد وزير الثقافة والاعلام في اجتماعه مع الناشرين تنفيذ بعض او كل المطالب التي تؤدي الي تخفيض تكلفة صناعةالصحافة في السودان والذي من جانبه تعهد برفع توصية لوزير المالية لرفع الضرائب عن الورق مع وضع عدالة في توزيع اﻻعلانات الجمركية بين الصحف .
الرضا الوظيفي :
أشار بعض المراقبين إلى ضرورة تحسين بيئة العمل مع زيادة مرتبات الصحافيين لمقابلة الحوائج الأصلية كما هناك كثيرون يحتاجون إلى تكملة اﻻقساط المفروضة عليهم من قبل وزراة اﻻسكان مقابل سكن الصحافيين وزاد اﻻمر سوءا ارتفاع تعرفة المواصﻻت مع غلاء المعيشة المتزايد فيما أكد زات المراقبون وهم من الكبارالصحفيين الي عدم الاهتمام الناشرين والمالكين بهم وعدم ادراج تحسين اوضاعهم وتحسين مرتباتهم المالية ضمن أو مناقشتها ضمن الاجتماعتهم.
اتفاق الناشرين على الزيادة :
اتفق الناشرون على زيادة أسعار الصحف إلى 45 جنيها للنسخة ولكن لم تلتزم كل الصحف بهذا السعر وتمرد البعض على ذلك بفرض سعر 25جنيها للنسخة بينما أعلنت صحيفة الصيحة عن 15 جنيها سعرا للنسخة ولكن صحيفة الوفاق كعادتها هي الأقل سعرا (عشر جنيهات للنسخة) .
مفارقات في البيع :
هذا التباين في أسعار الصحف تبعه تباين في سعر البيع للقارئ حيث تباع الصحف في المكتبات ب50جنيها ويعرضها الباعه المتجولين (السريحة )ب 52 هذا في وسط اسواق الخرطوم فيما اختلف سعر العرض في اﻻكشاك بمدن العاصمه ام درمان وبحري وعزا البعض تباين اﻻسعار إلى تباين تقييم الناشرين لتكلفة اﻻنتاج غير ان الوﻻيات لم تخل من هذه المتباينات لأسباب كثيرة اهمها تداعيات جائحة الكورونا .
لقاء الناشرين على شاشة سودانية 24 :
في ندوة عن مستقبل الصحافة السودانية على فضائية سودانية 24 اوضح اﻻستاذ محجوب عروة ناشر ورئيس تحرير صحيفة السوداني الدولية انه لم تقدم له دعوة الى اجتماع الناشرين مع وزير اﻻعلام اﻻستاذ فيصل محمد صالح رغم أنه يعمل صحافيا ﻻكثر مه خمسين عاما !! وأشار في حديثه إلى نقطة تاريخية عندما كانت الصحافة تفرش وتباع بقرش (البرش بي قرش) وذلك في الستينيات من القرن الماضي ثم اصبحت تباع بخمسة قروش ثم عشرة قروش وهذا يعني زيادات في سعر التكلفة فكلما زادت تكلفة اﻻنتاج زاد سعر النسخة وابان انه كان ومازال ينادي بان ﻻ يتحمل المواطن تلك الزيادة مؤكدا ان المواطن ظل يدعم الصحافه منذ عام 1903 وأشار إلى ان كل مؤسسات العالم تتجه لزيادة اﻻسعار بسبب الزيادة في التكاليف وتصخم اﻻسعار اﻻ ان الصحيفة الناجحة هي التي تضع بدائل أخرى بزيادة سعر اﻻعلان وغيره .. واشار الي ان الاتجاة في العالم الغني يدعم الصحافة وذلك عبر الشركات والمؤسسات والبنوك اﻻ هنا في السودان العكس تماماً الفقير يدعم الغني بشرائه للصحف وهذا خطأ أن يظل المواطن بدعم الصحف لاكثر من 100عام ويرى اﻻستاذ عروة ان هذه الزيادات غير مبررة تماما وان هنالك بدائل وان زيادة أسعار الصحف تعد نوعا من الكسل الكسب السهل ووجه عبر البرنامج نصحه للمؤسسات الصحافية لضرورة اجراء دراسات جدوى (اقتصادية واعلامية ومالية ) والاهتمام بالبحث عن البدائل .. واضاف عروة ان تكلفة طباعة الصحيفة تختلف من صحيفة لآخري وحسب عروة تكلفة الورق فقط 60% من جملة تكلفة إنتاج الصحيفة وابان ان الزيادة مربوطة بسعر الدوﻻر والجمارك والطباعة والمرتبات وغير ذلك لذا فهي تختلف من جريدة ﻻخرى حسب حجم المؤسسة ويرى عروة ان اﻻرتفاع ليس بالصورة الحقيقية التي وصلت إلى 45 جنيها لذا ﻻبد من وجود بدائل لزيادة الدخل وتقليل النفقات ولفت الي ان اﻻنقاذ دمرت الصحافة السودانية حيث ان (من والاها استمر ومن خالفها وقف )!! موضحا المساعدات الحكومية السابقة للصحف الموالية وتقسبم اﻻعلانات بالاضافة للمساعدات الجمركية مبينا انها توقفت بعد السقوط لسبب عدم الاحترافية .. والفساد يعني عدم اﻻحترافية .
البدائل عند محجوب عروة :
تحدث السيد عروة عن ضرورة تكوين مؤسسات حقيقية كبيرة من رجال الاعمال المجتمع السوداني وأوضح ان عدم اﻻستقرار السياسي ومصادرة الجرائد وفرض الرقابة يرجع الي ان الصحف هي عدوة اﻻنقاذ اﻻول لذا كانت تحجم
وتحدث عن مقابلته لوزير اﻻعلام الاستاذ فيصل ووكيله الرشيد سعيد شاكرا لهما الاهتمام المقدر وأشار إلى الخيار المر بين دعم الدواء وبين دعم الورق الذي يستورد بالدوﻻر مشيرا الي ان كلاهما يحتاج لدعم من الدولة لكن الدواء ينقذ حياة المواطن الذي يشتري الدواء و ليس له بديل والناشر له بدائل .
واجاب اﻻستاذ محجوب عروة علي السؤال الأهم خلال اللقاء التلفزيوني علي شاشة سودانية 24 واكد عبره استمرار الصحافة الورقية ولا يمكن ان تحل محلها اﻻلكترونية مشيراً في حديثه إلى الصحيفة اﻻمريكية( تايم) التي رسخت قواعدها الثابتة بالرغم من الظروف اﻻقتصادية التي اثرت على سعر بيع النسخة .
التعليقات