عوافي

(القر الينفخك) عبارة تقال لمن يهمل في قراءته واستذكاره لدروسه من الكبار استنكارا للإهمال في المذاكرة .. ومع تباشير العودة للحياة الدراسية بعد انبثاق بصيص أمل لانقشاع ظلام فيروس كورونا الذي نشر سمومه على كل البقاع فتجمدت كل الأنشطة في شتى المحافل الخدمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية .. ورغم ذلك الشعاع إلا أن كورونا قد فرضت أساليب ومحاذير وقائية جديدة تقيد سير المحافل وعودة الحياة إلى وضعها الطبيعي .. واعلن في بلادنا قبيل عيد الأضحية بايام عن قلة تفشي الفايروس وساعد ذلك في رفع مستوى الوعي المجتمعي .. وإيذانا بعودة الحياة كان لابد من الوقفة على عودة المدارس والجامعات التي خطط لها أن تبدأ بنهاية هذا الشهر والشهر القادم .. فشرعت معظم المدارس في الإعداد لانطلاقة العام الدراسي فكان للمدارس الخاصة نصيب من هذا الإعداد حيث فتحت أبوابها للتسجيل لمن يرغب الالتحاق بها .. ولكن على غير العادة تضاعفت الرسوم الدراسية إلى ما يرهق عاتق أولياء الامور الشيء الذي أدى إلى رهق كبير ليصيب نفخ القر مبكرا أولياء الأمور في عز الصيف !!! الأمر الذي جعل الآباء ما بين المطرقة والسندان مع (والقر البينفخ) .. وبين هذا وذاك تبقى معضلة الاستمرار في ذات المدارس أو نقلهم إلى الحكومية أو إلى مدارس أقل رسوما وما بين الأزمات التي تلحق بالطلاب من تغير بيئة المدرسة والمعلمين والزملاء او ان يستسلم ولي الأمر لجشع بعض أصحاب المدارس الخاصة .. والغريب في الأمر لا يوجد سقف محدد للرسوم الدراسية !! وأصحبت كل مؤسسة تعليمية تضع ما تراه مناسبا وفقا لرؤاها الخاصة لتكاليف البيئة المدرسية من مباني وأنشطة وترحيل ومعلمين أكفاء .. وزاد الأمر سوءا تقييم أولياء الأمور للمدارس التي حققت نجاحا لمنتسبها أكاديميا وثقافيا .. وهذا ما ألزم اولياء الأمور للتسجيل رغم العنت .. وبرغم تصريحات وزارة التعليم بتحديد الرسوم الدراسية للمدارس الخاصة وإعفاء الطلاب بالمدارس الحكومية وتطوير البيئة بها إلا أننا فجعنا بالواقع عينه ولا تغيير فيه .. وإذا ما قارنا بين الرسوم المفروضة علي الطالب/ةوما يتقاضاه المعلم /ة كأجر شهري لا يتجاوز عشر ما يدفعه الطالب الواحد .. الامر الذي يجعل المعلم يلجأ إلى الحصص الإضافية خارج جدول الحصص المدرسية .. أو أن ينهمك في أعمال أخرى .. ونخشى أن يؤدي ذلك إلى تدمير التعليم الخاص وجعله تجارة خالصة .. وسحب الثقة من المدارس الخاصة التي كانت ملاذا لمن اكتووا بنار فشل المدارس الحكومية التي مرت بالأزمة نفسها في العهد البائد .. وحري بنا أن نبارك زيادة رواتب المعلمين وأجورهم بالحكومية ونأمل أن تحذو إدارات المدارس الخاصة حذوها

#كسرة
اخبرتني صديقة معلمة بمدرسة خاصة أنها تدرس طالبا بالصف الثامن في منزله إبان فترة الجائحة استعدادا لجلوس امتحان الشهادة وتحديدا قبل الجلسة في آخر ثلاث محاضرات مكثفة .. وتفاجأت باصطحابه زميلا له .. وعند سؤالها له لماذا تحضر معنا أجابها :(يا استاذه انا ذاتي ممتحن لكن خليني ضيف شرف ركزي مع صاحبي )!!

التعليقات