الحزب الشيوعي.. برغم اختلافنا معه ومع مناهجه في العمل وبرغم ظلمه لنا وقلته لامامنا وللانصار في ابا وودنوباوي انتصاراً لمواقف سياسية وفكرية وتنفيذا لاجندة دولية، تماما كما فعلت الجبهة حاضنة الإخوان وأعوانهم من القوي الانتهازية الأخرى، وبرغم ما له وما عليه. الا ان الحزب الشيوعي كيان سياسي يمثل حزب بالفعل الان، له ثوابت فكرية معروفة مازال ثابت عليها برغم ما بها وما عليها وهي تحدد مرجعيته للتعامل مع الاحداث ويمكن محاكمته علي اساسها. وله مؤسسات قائمة تعمل وتقرر برغم عيوب تكوينها وسيطرة العواجيز عليها. الحزب الشيوعي حزب نشط وفاعل ويمتلك تاكتيكات فاعلة ومؤثرة خاصة وسط الأحزاب الصغيرة والمجموعات الجديدة..
أري أن هناك حاجة وطنية ملحة لعمل تفاهمات بين الحزب الشيوعي وحزب الأمة القومي. فكلا الحزبين ناضجين قد صقلتهما تجارب العمل في مختلف العهود وصلتهما معارضات الانظمة الدكتاتورية ودفعا اكبر الاثمان من بين كافة القوي الاخري.
والوطن فوق الأحزاب وفوق الظروف الطارئة وفوق التشفي والصراعات الايدلوجية الخرساء التي لا تبني بل تدمر. اري أن هناك ضرورة للتوافق علي مشتركات من أجل تهدئة الأجواء العامة في السودان واستقرار النظام الديمقراطي الهش وسلامة الوطن.
لابد من توفير بيئة وطنية مواتية وتهدئة العواطف الظالمة وتحويل الطاقات المندفعة نحو البناء في مختلف مجالاته سياسة واقتصاد وادب وفن وثقافة. لابد من جهد متبادل ومشترك وخالص من أجل الوطن من شأنه أن يؤدي لارتقاء العمل السياسي وينعكس خيراً علي الوطن والمواطن المطحون.
السودان ما زال يسبح في هشاشة وسيولة وينتظر الكثير من الجهود ليستقر علي مقومات وثوابت لازمة للاستقرار، ومن ثم النهوض.
وهذه تتطلب اتفاقات فيما بين القوي الاساسية المؤثرة في المشهد، وتمهد الطريق لاتفاق الجميع، حتي يستفاد من الوقت المهدر في الصراع ويتم توجيه الطاقات للبناء والتعمير.
تأثير الأحزاب عظيم جداً علي الشعب حتي فيما بين غير المنتمين للأحزاب ولذلك انعكاسات علي الإحساس الجمعي إحباطاً او تفاؤلاً، حماساً او قنوطاً، اندفاعاً او تسيباً، ومن شأن أي اتفاقات فيما بين القوي السياسية أن ينعكس ايجابياً علي أحوال الناس ويؤدي الي إشاعة روح الثقة وارتفاع مؤشرات الأمل في المستقبل ويدفع بالتالي الي الاجتهاد وزيادة الإنتاج في كافة المجالات.
كما أن أي إحباط ويأس من تقلص فرص تعافي الوطن سيقود الي التقاعس وعدم الدخول في مشاريع انتاجية جديدة خشية الخسارة، ويقود ذلك كله الي الإقلاع عن العمل وهروب رؤوس الأموال الي خارج الحدود نحو الدول الأكثر استقراراً والاهم من كل ذلك فهو يغري المغامرين والانقلابيبن علي الاندفاع في نسج المؤامرات والتخطيط لقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع.
عبدالله الصادق الماحي
المقالات
عبدالله الصادق الماحي يكتب :الدعوة لميثاق شرف تاريخي بين الشيوعي والأمة مجبرٌ أخاك لا بطل

التعليقات