حضرت الي مكان المأتم وسرادق العزاء منصوبة لاعزي في ذلك الفقيد وعند مدخل السرادق لاحظت ان صلاح قوش كان يجلس والي جانبه الحاج عطا المنان وكان وقتها مديرا للجهاز وبعد ان رفعت يدي بالفاتحة لاهل الميت حاولت ان اتجنب المرور بهما ولكن الحاج عطا المنان انتصب واقفا ليصافحني فلم يكن امامي سوي ان ارد التحية باحسن منها وممدت طرف اصابعي الي قوش وقد اشحت وجهي عنه كان ذلك في تلك الايام التي استخدم عمر البشير صلاح قوش فيمن كان يسميهم بالقطط السمان.
واثناء جلوسي امام سرادق العزاء تحرك قوش من مكانه واتجه نحوي ثم قال لي انا مش اخوك مش صاحبك مش ود عمك ليه بتسلم علي كده… واللا البعمل فيهو ده ما بيعجبك صحت فيه.. طبعا مابيعجبني وما ممكن ابدا يعجبني… رد علي قائلا.. انت ذاتك بجيبك… فقلت له والله مابتقدر فاصبح يردد والله بقدر والله بقدر فقلت له انت عندك حاجة اكتر من الموت والله الموت انا ما خايف منو انا مابخاف غير الله.. فقال لي انت الله زاتو….. ولم يكملها ثم مضي لسبيله ؤحيط به حراس غلاظ وتنتظره عربات فارهات… اتصلت بابني اخبره بانه سوف يتم اعتقالي ولكن ذلك لم يحدث.
تعامل قوش بقسوة بالغة بمن اطلق عليهم القطط السمان وهم رجال اعمال ليس لديهم علاقة بالانقاذ ولكن توسعت ثروتهم ابان عهد الانقاذ وقليل منهم من كوادر الحركة الاسلامية مثل عكاشة الذي مارسوا عليه ضغوط فوق احتمال البشر افقدته صوابه ومات منتحرا تحت التعذيب النفسي العنيف والكثير من اولئك التجار خرجوا من السجن وزنازين الامن بتشوهات نفسية حادة وبعضهم اصيب بمرض نفسي اقعده تماما اما اسرهم وذويهم فحدث عنهم ولاحرج ولقد شقيت ايما شقاء في تلكم الايام والكثير من الاسر تنتظرني ان افعل لهم شيئا ولكنني، حين اجده كان يرد علي باطلاق صوت مكتوم دون ان يفتح فمه وكانه وحش كاسر ومابين تأوهات الابناء والزوجات وانين الامهات تجدني ممزقا داخليا فالامر يتعدي اولئك الاشخاص ليشمل كل من حولهم خاصة الاطفال وقد اقتحموا منزل ذلك القط السمين في الساعات الاخيرة من الليل يضربون الابواب بعنف حتي فتحت لهم ثم يمموا صوب غرفته الخاصة يحدثون جلبة وضوضاء واستيقظت الطفلة الصغيرة مفزوعة شاخصة العينين واقتيد والدها من غرفة نومه تحت تهديد السلاح من بعد تفتيش الغرفة واصبحت الطفلة وامها وحيدتين مروعتين وظلت الطفلة تفزع وتصرخ كلما دخل عليهم شخص.
اما ذلك النائب البرلماني الذي لم يستطيعوا رفع الحصانة عنه لاعتقاله فقد جعلوا من بيته سكنة من سكناتهم تري عرباتهم تتوزع في المكان وجنودهم يفترشون الارض امام باب منزله يراقبونه ويحصون انفاسه واذا خرج من بيته لاداء غرض ما تبعوه بعرباتهم واسلحتهم حتي انه تمني ان لويقبض عليه ويودع السجن وهذا ماحدث بالفعل اخيرا.
تمت التسوية بمن كان يطلق عليهم القطط السمان واخذت اموالهم بغير وجه حق ولم يقدموا للعدالة الا البعض منهم وقد اخذت منهم اموال تلك التسويات وهي بالالاف الدولارات ولست ادري الي اين ذهبت وخرج بعضهم ووجد انه تم العبث بممتلكاته واستغل شركائه غيابه ففعلوا به الافاعيل والكثير منهم اصيبوا بامراض وعلل ولم يكن يخطر ببالهم ان يحدث لهم ماحدث فهم من تعودوا حياة الدعة والعيشة الرغدة ولكنهم اودعوا حراسات مغلقة وسجن عتيق ومن حياة القصور والعربات الفارهة جاء بهم صلاح قوش الي ذات الامكنة التي مكث فيها سبعة اشهر كاملة الا وان لله في خلقه شؤون.
المقالات
عمار آدم يكتب : حين هددني قوش

التعليقات