أرجو واتمني أن يكون أول قرارات المؤتمر توصية باقالة حمدوك واختيار رئيس وزراء جديد بديلا للدكتور عبدالله حمدوك يشبه الثورة ويناسب الدور المطلوب من رئيس وزراء حكومة الثورة في ظل اوضاع وطنية عالية السيولة وكثيفة النذر.
حرصت جداً أن أستمع الي حمدوك وهو يلقي ورقة أطلق عليها الرؤية الإقتصادية، من طق طق للسلام عليكم. حتي أقف علي مقدراته وانا لست اقتصاديا ولكني استطيع التمييز، وأرى أنها من الفرص النادرة جداً التي يظهر فيها حمدوك متحدثا عن الاقتصاد.
وبصراحة شديدة لم يقدم الرجل ما يؤكد براعته وكفاءته الاقتصادية وقوة ارادته علي تنفيذ حتي ما تتم اجازته من برامج إقتصادية. وظل حديثه عاماً ومجملاً وخالياً من اي عمق ومن أي مواقف اقتصادية محددة يمكن قياسها ومحاسبته علي اساسها. وتأكدت قناعتي أن د. حمدوك كذبة كبيرة وقعت فيها الثورة في لحظة مليئة بالعشم.
ردد حمدوك بورقته ذات الأصطوانة المشروخة التي أعلنها في بداية عهده ولم ينفذ منها شئ وهي أسطوانة الأحزمة، والتي يقسم فيها السودان تقسيماً جغرافياً لا يقوم علي أي أسس موضوعية، إقتصادية او حتي مناخية او ديموغرافية، ويبدو أنها هي مساكته الوحيدة التي لا يملك غيرها، وتجاوز اهم ركن في الاقتصاد الوطني الا وهو ضرورة وضع كل موارد الدولة تحت سلطة المالية وخاصة المعادن ولم يتحدث عنها ولو بالاشارة..
وظل طول المدة التي تحدث فيها يستدير جيئة وذهاباً ويتلاعب بتقاسيم وجهه وبنبرات صوته ويحاول إستغلال المناسبات الواردة في حديثه للفوز بتصفيق الحضور. صدقوني حمدوك دا ساقط إقتصاد. ووضح انه منزوع الإرادة ولا يقوي علي إتخاذ قرارات في مواجهة أهم التحديات الوطنية ومن أهمها المشكلة الإقتصادية والتي تتطلب موقفاً ثورياً حاسماً لا يتوفر عند حمدوك.
يمكن أن يكون حمدوك إداري روتيني من النوع الذي يتبني منهج المشي تحت الحيط حتي يسلم نعم، ومازال يعمل كأنه موظف عادي يؤدي وظيفة روتينية تقدم له الأوراق ويوقعها ويستقبل الوفود ويستمع ثم يودع دون ان يهتم بما يقال له.
كل الذي قدمه من تفاصيل في ورقته لا يتجاوز منهج وسلوك للإدارة فقط لا علاقة له اطلاقاً بالاقتصاد. وظل حريصا أن يؤكد حياديته ويقدم نفسه كمدير محايد لأي مشروع يتوافق عليه الناس دون أن تكون له أي رؤية ودون أن يمتلك الجرأة المطلوبة في تقديم مشروع اقتصادي محدد ومفصل حتي يناقشه المؤتمر.
وحرص جداً علي تقديم نفسه بالقول فقط، كشخص وفاقي وغير متطرف أو منحاز لأي جهة سياسية وأي منهج اقتصادي. وأرى أن هذه الصفة تعتبر من أخطر الصفات في أي قائد لأي شأن من شئون الناس خاصة في حالة السودان فضلا أن يكون رئيساً للوزراء. لقد تاكدت تماماً أن الرجل لا يملك أي رؤية أو برنامج اقتصادى يمكن أن يحاكم علي أساسه وهذا أيضاً أمر خطير جداً جداً.
وتأكد لي أيضاً أنه بالفعل كذوب.. لأنه أنتقد الانحياز لأي هوية إقتصادية محددة ولكن الجميع يعلم أنه أقال أنجح وزرائه دكتور البدوي وزير المالية تحت ضغط الشيوعي بدعوي تحيزه للبنك الدولي. وقال إنه لا يقف مع أي تيار سياسي والواقع يكذب ما قال فالقاصي والداني يعلم أن حمدوك ظل منزوع الإرادة ومنحاز للحزب الشيوعي وخاصة جماعة المزرعة التابعين للشفيع خضر ويؤكد ذلك ان كل موظفي مكتب رئيس الوزراء هم كوادر شيوعيين أصيلين.
وظل حمدوك صارم الالتزام خلال العام الأول من حكومة الثورة تجاه كل ما يتوافق مع مواقف اليسار ونفذ كل مافيه مصالح اليسار ويؤكد ذلك أنه يكذب ولكنه يتجمل من أجل أن يواصل الجلوس السلبي في رئاسة الوزراء بميزة أنه الأقل ضرراً علي الجميع برغم غياب الرؤية الاقتصادية والسياسية وانعدام الإرادة الواضح والموثق في أدائه قبل عام والي الآن.
المقالات
التعليقات