عروس البحر يا حورية
يا بورتسودان يا حنية
من قلبي تاية في حبك
أهدي سلامي وألف تحية…
اليوم هو يوم اجازتي اشعر بالتعب والإرهاق وشيء من الممل… لا نستطيع السفر بسبب قيود فيروس كورونا والعزل الذاتي و هلم جرا …قررت أن ازيل عن كاهلي اثقال الرهق الأسبوعي وأن امارس هوايتي القديمة… وهي ركن سيارتي بالقرب من البرلمان وعبور جسر ويستمنستر ومشاهدة نهر التايمز وامواجه الخجولة تلثم ضفافة برقة معهودة أو ببرود انجليزي هذا لا يهم المهم المشهد الآني الذي أخذني لشواطئ بعيدة… بالرغم من أنه لا بحر في لندن إلا أن التايمز يبعث فيني ذكريات شتى فأنا بنت البحر والشعاب المرجانية…
ينتابني شعور بالمد الروحي و الجزر النفسي كلما استحضرت في ذاكرتي الشواطئ الشاسعة في مدينة بورتسودان عروس البحر كما يحلو لسكانها أن يطلقون عليها وثغر السودان الباسم كما كنا نكتب عنها في (حصة التعبير) ما يؤلمني هو عدم استثمار مدينة مثل بورتسودان لجذب السياح خارجيا أو داخليا الا يكفي جمالها الطبيعي و طقسها المعتدل شتاءا وأنها تعد من أفضل بيئات الغطس عالميا!! ما هي مقومات المدن السياحية في العالم سوى جمال الطبيعة والقليل من الجهد الحكومي؟؟ أشعر بحزن إزاء تلك الخيبات الحكومية التي تنتابني كلما سألني زميل عن السياحة في السودان… نتطلع الان بعد أن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وصرنا على بعد خطوة من التطبيع ملزمين ام مختارين فرحين ام حزينين نتطلع لربط السودان بالعالم و كسر حاجز العزلة بمعاول العمل الجاد … فهل اعدت دولتنا التي أعلنت رسميا زيادة سعر الوقود الذي بدورة سيلهب الأسعار وجعلها أكثر اشتعالا من اي وقت مضى… هل اعدت أي برنامج لانتعاش الاقتصاد في زمن الانفتاح ؟؟ هل ستدرك أن المجال السياحي رافد مهم في دولاب الاقتصاد؟ تعنيني السياحة بقدر الثقافة لأني أرى السودان في عيون الاخرين الذين يتطلعون برغبة ملحة لزيارة السودان وهذا في حد ذاته دولاب يدفع بالاقتصاد نحو افاق أرحب… أتمنى في قادم الأيام أن لا تضيق الأرض بنا ويهرب البحر منا إلى اورشليم وسيجن النيل في سد النهضة و تباع الميناء بالتقسيط و لا يترك لأهلها سوى أماكن ضيقة تلتصق فيها اجسادهم حد الاختناق…
المقالات
التعليقات