مطلوب حكومة سودانية عاجلة وفورية بديلة لحكومة المتسكعين والعملاء، تبدأ برنامج عملها بقطع العلاقات التي لا تفيد السودان وخاصة مع اسرائيل فوراً ومع عملاء اسرائيل الا اذا كفوا ايديهم عنا. ثم تقرر ان نعيش وناكل ذرة مدة عام ولا نبيع قرارنا الوطني. نعيش علي أرضنا أحرار وبامكانياتنا الذاتية ونوقف السيارات الخاصة مدة عام، ونوجه ما عندنا من انتاج وقود وطني للقطارات والطائرات والناقلات الكبيرة والبصات السفرية الكبيرة والطلمبات الزراعية، ونوقف استيراد للوقود. دعونا نسجل موقف وطني يحفظه التاريخ ويضاف الي سجلنا الوطني المشرف في مواجهة التحديات.
يجب طرد كل طاقم حكومة العملاء، الذين مكنوا للعمالة والانكسار أمام اجندة الاجنبي. ليس عندنا في السودان مشكلة مع أهل الديانات المختلفة المسيحية واليهودية وحتي اللادينيبن من السودانيبن وغيرهم.
المطلوب الان وبشكل عاجل عمل فرز وطني. بين من هم مع التطبيع ومن هم ضد التطبيع. بين الذين هم مع ما يحدث من وقوع في براثن العمالة وارتهان القرار والسيادة الوطنية، والذين مع الوطن كامل السيادة وحر القرار علي ارضه وموارده وفوق سمائه.
ثبت بالأدلة القاطعة أن حمدوك والشلة هم مخالب قط للعمالة، هذا فوق عجزهم بعد أن ظهرت خدعة المؤهلات التي تم تنصيبهم علي اساسها علي رقاب الشعب، وأثبتت التجربة أن حمدوك غير مؤهل إطلاقاً للقيام بالمهمة؛ سواء إدارة الدولة وادارة إقتصادها وتنفيذ الأجندة الواردة بالوثيقة الدستورية. بل إن القرائن تؤكد كل يوم أن حمدوك ومن معه جاؤوا في إطار خطة لتغريب الوطن وفك ارتباطه بتاريخه وقيمه الموروثة حتي يتم إحتلاله والتحكم بثرواته وتغريب اجياله القادمة.
واني في حيري من أحزاب تدعي الوطنية وتتبني التطبيع مع عدو الانسانية وما تواضعت عليه كل البشرية من قيم تم تضمينها مواثيق منظمة الامم المتحدة واصبحت دستورا للعالم. او تلك التي تقبل بالانكسار تحت سطوة قوي أجنبية مهما كانت الأسباب. لن يستطيع أحد الركوب عليك الا اذا حنيت له ظهرك.
وخيرا فعلت إسرائيل أن كان أول تبرع لها وبلا شك هو الاكبر، فقط خمسة مليون دولار ثمن طحين وليس قمح أو كاش لحكومة العملاء. ليعلم الشعب قيمة هؤلاء العملاء عند الصهاينة.
علي أي حال كل من يظن أننا في الوطن نتعافي ونسير نحو إصلاح حالنا وحال شعبنا، إنما يحاول خداع نفسه وخداع الشعب بالعشم في احسن الاحوال. الواقع نحن نسقط في الفشل ونسير نحو خسران أنفسنا بعد أن خسرنا موقفنا الإنساني والوطني، عندما قرر لنا العملاء أن نكون تابعين أزلاء لتوابع اسرائيل.
ويكفي هذا الموقف العائب سوء أنه أتخذ في لحظة اضطرار وضعف وفشل في قيادة الحكومة، هذا اذا قدمنا حسن الظن، غير أن الواضح أن الامر كان مدبراً في اطار خطة تم فيها تهيئة الوطن لقرارات التبعية والانكسار التي انكشفت الكثير من مظاهرها في سلوك بعض الوزراء وتصريحاتهم المستفزة للشعب.
إن ما تم في إطار هذه الصفقة المذلة هو موقف غير شريف وغير مؤهل للصمود والاستمرار أبداً، وسيؤدي لسقوط حكومة حمدوك وذهابها غير مأسوف عليها بارادة كل الشعب. من المروءة والواجب الاخلاقي والوطنية إذا أُخترت لاداء مهمة محددة لوطنك وفشلت في أدائها أن تستقيل وتذهب وتترك الوطن لاهله ليقرروا من يقودهم وكيف يقودهم.
كنت ومازلت أنادي بضرورة عمل فرز وطني واضح بين القوي السياسية أصيلة النشأة ووطنية المشاريع السياسية والفكرية وتلك العابرة للحدود والحاملة للواءات الاممية، لاعتقاد جازم أن السودان لن يستقر ويتقدم ويتطور ويستفيد من موارده المهولة؛ إلا بقراره الوطني الكامل والحر، وليس بقرار اجنبي، مهما كانت دواعي الفشل الداخلية ومهما كانت الاغراءات التي تقدمها القوي الأجنبية.
التحالف الثوري (قحت) فشل في القيام بالواجبات التي تم تكوينه من أجلها. يكفي تحالف قحت أنه انجز العبور من حكم الكيزان الي مرحلة الحكم المشترك وتوقفت قدرته علي الاداء الي تلك المرحلة. وثبت عدم قدرته علي المساعدة في حماية الدولة ودعم الحكومة بالشكل المنتظر، حتي انتهي بنا الي السقوط في مستنقع العمالة.
طبعا هذا لا يعني قفل الوطن علي أهله، أبداً، وإنما التعامل مع كل العالم وكل القضايا الداخلية والخارجية بارادتنا الحرة وبناء علي مصالحنا، وليس خضوعاً وانكساراً في اطار أجندة الآخرين بسبب فشل حكومة وحكام وتحالفات سياسية كلها يمكن اعادة النظر فيها وتوفيقها وفق المصالح الوطنية العليا.
إن أي إستقرار وأي نجاح لا تسنده إرادة وطنية حرة وعزيزة لن يصمد. وأي دخول للأجنبي وفق المواقف والشروط الانكسارية المعلنة الان، وفي ظل الضعف الذي يشهده جسد الدولة، سيقود حتماً الي تفجير الوطن ودق مسمار في جسده يصعب نزعه.
المقالات
عبدالله الصادق الماحي يكتب :مطلوب فرز وطني عاجل انتهى دور قوي الحرية والتغيير
![](https://tara-news.com/wp-content/uploads/2020/03/عبدالله-الماحي.jpg-2.jpg)
التعليقات