بقلم : يوسف الصادق هارون الشنبلي
يقال في اللغة العربية ( إن المعرف لا يعرف ) ولكني سوف أتجاوز هذه القاعدة وأقوم بتعريف المعرف ، وهنا أقصد بالمعرف (الحبيب اﻹمام السيد / الصادق المهدي ) فهو إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي ورئيس تحالف قوي ( نداء السودان ) ورئيس وزراء السودان الشرعي المنتخب في العام 1986
وهو الأن يشغل منصب رئيس المنتدي العالمي للوسطية اﻹسلامية.
وتم إختياره من معهد الدراسات الموضوعية بنيودلهي بالمهند من ضمن أفضل 100 مائة عالم ومفكر إسلامي في القرن الواحد والعشرين ، وهو عضو في نادي مدريد للرؤوساء الشرعيين والمنتخبين ديمقراطيا ،وعضو المجلس العالمي للمياه وإختارته الدول الثمان الكبار لكي يضع لها إستراتيجية وهو أيضا عضو المجموعة اﻹستشارية التابعة للأمم المتحدة
وهو الحائز علي جائزة ( قوسي ) الدولية للسلام من دولة ( الفلبين ).
كتب ميثاق ثورة إكتوبر المجيدة وكان رئيسا للجبهة الوطنية العريضة التي قادت اﻹنتفاضة ضد نظام عبود وصلي علي جنازة الشهيد / القرشي
وايضا قاد إنتفاضة رجب أبريل 1985 وكتب ميثاقها وفاز باﻹنتخابات رئيسا للبلاد في العام 1986
حكم السودان وتميز عن الأخريين بصفات كثيرة من أهمها :
لم يمتلئ جيبه من المال العام
ولم تتلوث يداه بدماء الأبرياء ،
لم يظلم أحد ، ولم يسجن أحد ولم يصادر حرية أحد ، ولم ينتهك حقوق اﻹنسان ولا حرياته اﻷساسية ولم يخرق دستورا ولم يفصل أحد من وظيفته
ضرب أروع اﻷمثال في العفة والنزاهة والتجرد واﻹستقامة حيث كان رئيسا للبلاد ولم يكلف الدولة منزلا ولم يأخذ مرتبا ولم يحوز حتي علي سيارة ( عربة )
لا يكل ولا يمل في خدمة معاني اﻹنسانية العليا ، وأهداف الوطن السامية ، وقيم الدين المثلي
تقلد بقلائد الدين ومالت إليه قلوب المؤمنين ، أعلانا همة وأوفانا ذمة وأكثرنا بلاءا وعطاءا ومجاهدات ،الحارس لمشارع الحق ، ورمز الخلاص الوطني ، وحكيم الأمة ،وخير من أنجبت حواء السودانية وهو العلم الهادي والنجم الساري ، نجم الهداية وحرف الرواية ، الظل الوارف ، التقي العارف
إنه الخطيب اللبق الحصيف المفوه الذي يوزن الكلام بميزان الذهب وهو السياسي المتمرس البارع المؤهل وهو قائد مسيرة أنصار الله وحادي ركبها الميمون ، سفينة النجاة وربان العزة والكرامة لشعب السودان – لا يخشي في قول كلمة الحق لومة ﻻئم ، لقد إختلطت معاني الدين الحقة بلحمه ودمه وعظمه حتي إستقرت في سويداء قلبه
تصدى اﻹمام الصادق المهدي ﻷعتي نظامين عقائديين تسلطا علي السودان في القرن الماضي وقاد المقاومة بنفسه ، تعرض للسجون واﻹعتقالات والمنفي والتشريد والتشهير واﻹساءة بصورة تتضاءل دونها بلاءات الأخريين ، فلم يساوم ولم يهادن ولم يتخلي عن مبادئه مهما كانت التحديات وعظمها ، لقد إستطاع الرجل أن يكسر حاجز الخوف ويرغم خصومه علي إحترامه وتبني أفكاره ، لقد كانت معارضته معارضة إيجابية تنتقد الأوضاع وتقدم الحلول وهي معارضة مبدئية تقوم علي أساس المبادئ والأخلاق لا علي أساس التخريب والتشهير ، فإذا ألتقي الخصم معه علي المبادئ ، نسي كل ما لحق به من أذي في سبيل مبادئه ، وما حقد يوما علي أحد ، بل كلما يخرج من سجن يطلب العفو من الناس ويعفو عمن أساء إليه ، إنها أخلاق النبوءة
وهو الذي حقق وحدة قوي المعارضة السودانية المدنية والمسلحة عبر ( إعلان باريس ) والذي كان إنجازا وطنيا خالصا ينبغي أن نفخر به ويكافئ عليه الحبيب الإمام ، حيث إستمال الحركات المسلحة نحو خيار النهج السلمي لحل مشاكل البلد بدلا من الحل العسكري إذا ما توافرت الظروف لذلك ، وأستطاع أن يقنع الحركات المسلحة بالتخلي عن المطالبة بحق تقرير المصير للأقاليم المتنازع فيها إلي التأميين بوحدة السودان ، وأيضا تم الإتفاق علي قضية الدين والدولة ( وأن تكون المواطنة أساسا للحقوق والواجبات ) وأن يتم حسم هذا الأمر بصورة نهائية في المؤتمر القومي الدستوري الجامع ، وخرج من رحم إعلان باريس هذا تحالف قوي ( نداء السودان ) وهو تحالف وطني عريض ومعارض ويجمع في تكوينه حركات مسلحة ، وأحزاب سياسية ، ومنظمات مجتمع مدني ، وشخصيات قومية ، والمساعي جارية لتوسيعه بصورة أكبر لتشمل كافة أطياف المعارضة السودانية ، وتم إنتخاب الحبيب / الإمام الصادق المهدي- رئيسا لتحالف قوي ( نداء السودان ) تقديرا ووفاءا وعرفانا وتكريما له لما قام به من مجهودات في سبيل توحيد قوي المعارضة السودانية ، ولذلك يعتبر تنصيب الحبيب الإمام وتتويجه زعيما وقائدا ورمزا للمعارضة السودانية إنتصارا لحزب الأمة القومي وكيان الأنصار ، حيث نالت قيادتنا ثقة وتأييد وقبول الجميع لها لأنها داعية السلم والسلام ، ونبذ العنف والإقتتال ، ووقف الحرب وإحلال السلام ، وظلت تدعو للسلام العادل والشامل ، والتحول الديمقراطي الكامل ، وإقامة النظام الجديد للسودان العريض ( النظام القائم علي مبادي المساءلة والمشاركة والشفافية وسيادة حكم القانون ) ( النظام الذي يكفل حقوق الإنسان وكرامته وتصان فيه الحريات الأساسية ويحقق التنمية المستدامة والمساواة والعدالة والعيش الكريم للمواطنيين )
وأيضا قامت القيادة بتنوير وتبصير المجتمع الدولي بأبعاد القضية السودانية وحثهم علي دعم التحول الديمقراطي في البلاد ، وقامت بحملة إعلامية ضخمة من خلال تقديم المحاضرات في المنابر الإعلامية الدولية وطرح الأفكار والمبادرات في كافة معاهد صنع السياسات الدولية وكذلك الإطلالة عبر معظم الأجهزة الإعلامية الدولية
لقد تصدت القيادة لكل معتدي علي حرمات الدين والوطن وكشفت كل خداع وتضليل وألآعيب الطغاة ، وقامت بتنقية ديباجة الإسلام الوضاءة من ما علق بها من تشوهات الغلاة والبغاة والطغاة والغزاة ، وتصدت لنهج الإنكفاء وهزمته ، ونشرت الفكر الوسطي الصحوي المعتدل وأيضا توجت بالإنتخاب لرئاسة منتدي الوسطية الإسلامية العالمية
يتميز بالعقل الراجح والرأي الثاقب والعلم الوافر ورحابة الصدر وسعة الأفق وبعد النظر والبصيرة المتقدة والنافذة والقدرات الفائقة
لا تجد في مواقفه تناقضا بين القول والفعل ، ولا في أفكاره تقليدا ، وهو صاحب مدرسة في التجديد الديني معتدلة توفق بين الأصل والعصر
واﻹمام الصادق المهدي من الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ، لا فظ ولا غليظ ، يختار من القول أحسنه ، ومن اللفظ أيسره وأسهله ، يذيب الفوارق بالتواضع الجم واﻹهتمام البالغ والكرم الفياض وحلو الحديث وروائع القصص ، وهو رجل أمة من الناس وجملة من الفضائل ،وهو منارة سامقة للهدي والتقوي وقلبه مفعم بحب الخير ، وهب ماله وولده ووقته وجهده لخدمة الناس ، لا يحق عنده إﻻ الحق ولا يجرمنه شنآن قوم إﻻ أن يعدل
ويتميز بالقيم النبيلة ، قيم الوفاء والتهذيب والخلق الحسن لذلك أحبه الناس حبا جما وإذا أحب الله عبده ألقي عليه محبة الناس
أسرتني روحه السمحة وطبعه الودود وخلقه الكريم ، رقيق المشاعر ، طيب النفس ، كريم السجايا ، لا يفارقه الوقار ولا تغادره السكينة ، سرني تواضعه الجم ، وحفاوته البشوشه وبساطته المعهودة وإسلوبه الشيق وسلاسته المألوفة ، إنه البحر الطامي عذب الروح ذو الدين والمروءة واليقين ، إنه العالم الشامخ المشهود له بالفضل وعلو المكانة ورفعة القدر وصدق اﻹيمان ونور البصيرة ، لقد نشأ متشبعا بتراث المهدية وهو من صميم الدوحة المهدية مولدا وتربية وإعتزازا فإجتمع له إنتماء المولد والتربية ووهج اليقين المتجدد وهدته تجاربه وتآملاته إلي إلتزام عميق برشد اﻹسلام ، إنه بحر علوم وديوان معرفة وكنز أسرار ومعاني وقيم
واﻹمام الصادق المهدي قائدا دينيا وسياسيا تتجسد فيه القيم الرفيعة واﻷخلاق الفاضلة وهو المناضل الجسور والشهم الهمام والفارس المقدام الصنديد والتقي النقي والنضيف العفيف ( لقد حاز المكارم جملة )
ختاما : نقول لﻹمام الصادق المهدي ( سر في طريقك ونحن معك فكما عهدتنا صادقين في التمسك ، ثابتين علي العهد ، لا تزلزلنا الرياح العواصف بإذن الله ،عهدناك صادقا كأإسمك وفيا ، أمينا ، شجاعا ، صامدا ، متواضعا في غير ذل ، مترفعا في غير كبر ، مجددا ، مواكبا ، عادلا ، تحترم عقولنا وتستشيرنا في كل صغيرة وكبيرة ، نباهي ونفتخر بقيادتكم
( فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح )
فأرتباطنا بكم إرتباط روحي وفكري وأبوي ، فلم نخذلكم في ساعة الشدة ، ولن نخذلكم بإذن الله في ساعة الرخاء ، وإن ثقتنا فيك تزداد كل يوم ولن تهتز ونسأل الله أن يثبتنا معكم علي قدم الحق والخير قال تعالي ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد الله عليه فسيؤتيه أجرا عظيما )
التعليقات