الكل كان يتحدث عن التطبيع همسا إلا أنا فقد جهرت به وكسرت الحاجز النفسي
الحزب الشيوعي يعطل الاصلاح الاقتصادي بفكره البالي
رفض قوى التغيير للتطبيع “سيطفش ” منهم الشباب
هذه الأدوار(……) التي لعبها الفريق طه في إسقاط البشير
قوى التغيير مختلفة و متنافرة واتت بحكومة زادت الطين بلة
إصرار وإلحاح الفريق بكري حسن صالح هو الذي دفعني للمشاركة في السلطة
هذه الأدوار (……..) التي لعبتها في موضوع التطبيع مع إسرائيل
حوار : أحمد جبارة
اتفاق تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل والذي اعلنه الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ، ما يزال محط اهتمام اعلامي واسع خصوصاً وان هذا الاتفاق قد اثار الكثير من ردود الافعال، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن الاتفاق طعنة في خاصرة القضية الفلسطنية ، اعتبر البعض الاخر أن الاتفاق يجعل السودان منفتحا عن العالم لاسيما المجتمع الغربي ، كما أن الاتفاق بحسب كثيرين سيحقق مصلحة السودان خاصة فيما يتعلق بالنهوض الاقتصادي .. (الجريدة) إستنطقت نائب رئيس الوزراء الاسبق مبارك الفاضل المهدي والذي يعد أحد الداعمين للتطبيع مع إسرائيل حيث كانت له مواقف صريحة وواضحة حول التطبيع مع إسرائيل في فترة النظام السابق ومازال على موقفه ، فخرجت منه بالمحصلة التالية .
*السيد مبارك الفاصل كنت من أشد الداعمين للتطبيع مع إسرائيل في فترة النظام السابق وحتى الان ، هل كان لك دور في الاتفاق الذي تم بين السودان وإسرائيل ؟
الكل كان يتحدث عن التطبيع همسا ، إلا أنا فقد جهرت به وكسرت الحاجز النفسي ، وبالطبع هذا سهل ولعب دور إيجابي في مسألة التطبيع ، تحدثت عن التطبيع منذ أن بدأت الاتصالات الإسرائيلية مع الحكومة الإنتقالية ولقاء البرهان ونتنياهو في عينتبي حيث جددت التأييد والموقف الداعي للتطبيع لذلك اقدر أن اقول أنني وفرت الغطاء النفسي والسياسي واخترقت جدار الخوف هذا ، وعليه كان عنده دور كبير فيما حدث ، كذلك اشياء أخرى تبادل راي واتصالات ، ولكن أرى أن اكبر دور لعبته هو كشخصية زعامية سياسية في الساحة واملك إسم تاريخي وهو إسم الامام المهدي ، بجانب الثقل الشعبي الذي وفرته لان إذ كان هنالك شخص دعم التطبيع من حزب مامعروف وشخص ماعنده سند شعبي وتاريخي غيري ، لن أحد يهتم به وحديثه عن التطبيع لا يكون له قيمة .
*هنالك من رفض التطبيع ، لاسيما من بعض مكونات قوى الحرية والتغيير ، كيف تفسرون هذا الرفض ؟
إرتباطات أيدلوجية مثلا حزب البعث مربوط بفكر حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي مربوط بالفكر الشيوعي الروسي والإسلاميين المعارضين وهم أكثر صوت خافت الان ولديهم إرتباطات ايضا مع الحركات الاخوانية التي لها خلاف مع السلطة الفلسطينية ، ولايملكون أسباب للرفض تم قياسها بمصالح السودان ، وهل عدم التطبيع ينفع السودان ام هو مضرة له .
*لكن هم لهم تبريراتهم الخاصة والتي تبدو موضوعية ، حيث يروا أن النظام الإسرائيلي نظام عنصري وكيان غير شرعي ومقتصب للقضية الفلسطينية؟
نظام عنصري كيف إذ به ١٦ نائب فلسطيني في الكنسيت ، وإذا عنده ديمقراطية ارفع من الديمقراطية التي عند هذه الاحزاب ذاتها ، فالرئيس السابق الان مسجون في قضايا فساد ، كذلك رئيس الوزراء الحالي تحوم حوله قضايا وشبه فساد ويتم التحقيق معه ، وعليه فإن دولة إسرائيل دولة ديمقراطية حقيقية وشفافية .
وكونها قائمة على اليهودية ليست مشكلة ، و الأن إيران دولة قائمة على الاسلام ، وكذلك البشير كان مسمى الدولة دولة إسلامية ، لذلك غالبية ديانتهم يهودية وهذه عندها أسباب لانهم إطهدوا وقتلوا في المانيا وشردوا ، لكن في ذات الوقت فإن الدولة دولة ديمقراطية .
*هل الاصطفاف الرافض للتطبيع والمكون من البعثين والشيوعين والناصرين وغيرهم من الاسلامين سينجح في تقويض التطبيع ؟
لن يقدروا أن يوقفه ولن يسقطوا الحكومة الإنتقالية .
*لماذا؟
لا يملك قدرات وهو كان يعتمد على ثورة الشباب، فالشباب كان يتبع جداول يرى ويظن أن وراءها قيادات بمستوى السلطة ، لكن الان اتضح لهم إنهم غير قادرين على إدارة الحكم ، و يمكن للشباب أن يستمع لك عندما تقول نريد تثبيت الحكم المدني ، لكن لا ياتي للحزب البعثي ولا الشيوعي إذ اعلنوا وقوفهم ضد امريكا وإسرائيل ، وعليه فإن الشباب سيقف ضدهم لان هذه رؤية خاصة بالعقائدين بما فيهم الاسلامين لذلك فإن رفضهم للتطبيع “سيطفش ” منهم الشباب باعتبار أن الشباب الان يريدون مصالحهم ومصالح السودان ولا يشتغلون بقضية فلسطين التي عمرها ٧٠سنة .
*ثمة من يرى أن التطبيع مع إسرائيل تم بعد إبتزاز السودان من قبل امريكا حيث ربطت التطبيع مقابل رفع إسمه من قائمة الارهاب ؟
لايوجد ابتزاز فالموضوع هو أن السودان قدموا له دعوة لكي يدخل النظام السياسي الإقليمي الجديد فهذا النظام عندما تدخله يحتاج إلى متطلبات اولها أن تكون متفق مع أعضائه ، وهذا النادي مكون من الخليج وإسرائيل ومصر وأمريكا وأعطوا السودان هذا العرض ولكي تستوفي شرط العضوية لازم اعضاء النادي تكون علاقتك معهم علاقة حميمية وهو الامر الذي يعني إنهاء العداء بينك وبين إسرائيل حتى تكون جزء من هذه المنظومة ، كذلك السودان كان في قائمة الارهاب والخروج منها هو يتطلب إنهاء العداء مع إسرائيل وهو واحد من شروط قائمة الارهاب ، لذلك لايوجد شيئ إسمه ابتزاز فلايمكن أن يتم ابتزاز السودان لمصلحته فالابتزاز في حالت تكون خسىران ، لكن الان هو ليس ابتزاز وإنما اعتزاز في تقديري باعتبار أن موقع السودان إستراتيجي للنظام الاقليمي ، والتحالف الإقليمي الجديد يريد أن يكون السودان معهم ،ولكي لا يذهب للمعسكر الاخر المكون من روسيا وايران وتركيا .
*هل هنالك نماذج من حولنا أستفادت من التطبيع يمكن أن يسترشد بها السودان ؟
مصر ، حيث رجعت سيناء ورجعت طابا واعادة تشغيل قناة السويس ، كذلك مصر أستطاعت أنها تنفتح على الغرب ، بجانب أن الاستثمارات الغربية تدفقت عليها وكل المدن السياحية في مصر بنيت بملايين الدولارات ، وكذلك مصر الاشتراكية عطلتها وأخرجتها من سوق الشرق الاوسط تماما، ومصر في عهد عبدالناصر وفي عهد الاشتراكية كانت كل احتياجاتهم يجلبوها من السودان ، لذلك بعد ان فتحت على الغرب قدرت تبني بلدها بالاموال الغربية وهذا اكبر مكسب كسبته مصر من التطبيع ، ولو لولا السادات أنقذها بالتصرف الجرئ والذي في النهاية دفع به حياته كانت مصر “راحت ” ، والان مصر تملك اكبر جيش في المنطقة وعندها أسلحة حديثة ، كما أن مصر الان دولة صناعية ودولة سياحية وفي السابق كان كل دخلها من قناة السويس يساوي ٢مليار دولار ،ولكن الان السياحة فقط تساوي ١٥مليون دولار في السنة ، كما أن كل البنيات التحتية الموجودة في مصر أتت من خلال الانفتاح على الغرب .
*لكن هل نتائج التطبيع الايجابية مضمونة وستحقق؟
ستحقق بالإرادة لكن بالشكل الحالي لن تحقق .
*لماذا ؟
البعثين والشيوعين يعطلون الاصلاح الاقتصادي ، فلماذا يعطل الحزب الشيوعي الاصلاح الاقتصادي بفكره والذي اصبح بالي حتى الدولة التي صنعت فكره وهي الاتحاد السوفيتي تركت فكرها ، الان نحن نحتاج إلى تغيير الوضع الحالي بوضع جديد يكون عبر اصطفاف وطني وخبرات وحكومة محترمة من شخصيات محترمة .
*في تقديرك ، بعد التطبيع هل ستخرج الاحزاب الرافض له من قوى الحرية والتغيير؟
لن يخرجوا ، هؤلاء وجدوا “ليلة القدر “يذهبوا إلى اين ، فهم احزاب لاتملك تاريخ إنتخابي ولا اي قيمة ،بل هي مجموعة وجدت لها حكم ووضعية “تطلع منو وين ” وكل أحاديثم ماهو إلا حديث عنتريات كتابية ولغوية .
*ثمة من يقول إن التطبيع سيحدث شرخ في الفترة الإنتقالية، كما إنه يقود إلى إنقسامات داخل الحكومة؟
ليس بهذه الطريقة بل الذي سيحدث سيحدث بسبب فشل الحرية والتغيير وحكومتها ، حيث الاوضاع الان في الشارع واضحة والبلاد تحتاج إلى وحدة وطنية وتحتاج إلى حكومة خبرات حقيقية وكفاءات تدير البلد وهو الذي يأتي بالتغيير وليس بالتطبيع فالقضية شكلها كالاتي هو أن تحالف قوى التغيير مختلف و متنافر وليس لديه رؤية ولا برنامج واتى بحكومة زادت الطين بلة .
*كانك ترى أن التوافق الوطني بين كل مكونات القوى السياسية في السودان هو الخروج من هذه الازمة؟
نعم ، بتوسيع هذا التحالف ، والان بعد مجئي قوى الكفاح المسلح سيفرض عليها الخروج من إحتكار الحرية والتغيير لان ذاته فشل ، وعليه يجب أن تكون هنالك أشياء جديدة بحيث تكون حكومة وفاق وطني تتوافق على برنامج ، بجانب أن يكون هنالك حكومة كفاءات لذلك فإن مايحدث للتحالف الحاكم هو السبب في الخلل الإقتصادي ، فالحزب الشيوعي والبعثين والمجموعات اليسارية الايدلوجية ، عندها نظريات اهلها ذاتهم تركوها والعالم كله اتفق على السوق الحر المدعوم بالراعية الاجتماعية حيث ينظر للقطاعات الضعيفة ويوفر لها التعليم المجاني والعلاج المجاني ، لذلك قوى التغيير لديهم اراء ولكن ليس لديهم برنامج .
*لنعود إلى موضوع التطبيع ، البعض يرى أن الحكومة غير مفوضة للدخول في مسائل مثل العلاقة مع إسرائيل ؟
لايوجد شيئ إسمه غير مفوضة ، الان السودان يعيش ازمة إقتصادية ومعزول دوليا ، واول مطالب الثورة هي فك العزلة الدولية والعودة للمجتمع الدولي وحل الازمة الاقتصادية ، لذلك حل الازمة الاقتصادية لن يحل إلى بعد خروج السودان من القائمة ، والشروط للخروج من القائمة هو البعد عن كل الممارسات السابقة ومن ضمنها معدات إسرائيل والعمل ضدها لان كل هذا يعتبر عمل ارهابي لذلك عمل السودان ضد إسرائيل كان جزء من قائمة الارهاب ، ونحن ماكان نخروج من قائمة الارهاب بدون مانتفق مع إسرائيل لسبين هو أن عمل البشير جزء منه مستهدف به إسرائيل ، بجانب التعقيدات الموجودة في النظام الامريكي سواء تتفق مع الجمهورين وتختلف مع الديمقراطين حيث لهم اغلبية في مجلس الشيوخ ، والديمقراطيين عندهم اغلبية في مجلس النواب والذي يجمعهم الاثنين هو إسرائيل لان عندها تأثير وخاطرة للحزبين كما أن لوبيها قوي جدا .
*لكن الوثيقة الدستورية لم تتحدث بهذا الشكل؟
صحيح أن الوثيقة لم تقل اعملوا هذا الأجراء ، بل قالت تحل المشكلة الاقتصادية وتعيد السودان للأسرة الدولية كما أن الثورة اهم من الوثيقة الدستورية حيث طالبت بحياة كريمة وأندماج مع المجتمع الدولي ، وعلاقة مع كل الشعوب ولم تقل حاربوا مع الفلسطنين ، وإنما حددت علاقة مع كل الشعوب لذلك مايحدث الان “لكللكة بتاعة احزاب” عقائدية ماقادرة تقول لماذا رافضة التطبيع ، وإنما تحجج بأن الوثيقة الدستورية قالت كذا وأن الحكومة ماعندها حق في أن تطبع مع إسرائيل .
*هل سيصمد هذا الاتفاق ، لاسيما إنه تم التوقيع عليه من حكومة إنتقالية ؟
الاتفاق مع الدولة ، والحكومات سوف تذهب ، ومثل هذه المعاهدة لا تستطيع اي حكومة أن تغيرها ، كما أن التراجع عن هذه المعاهدة سيفقد السودان علاقته مع الغرب وامريكا لذلك الامريكان كانو مصممين يتم التوقيع مع المكونين المدني والعسكري في المكالمة والاتفاق ، لان الجيش باقي وهو ركن من اركان الدولة وبالتالي المعاهدة باقية ، كما أن هذا الاتفاق مربوط بالامن القومي السوداني لذلك هذه معاهدات لا احد يغيرها لان مربوطة بمصالح الشعب السوداني ومصالح الشعوب .
*هل راض عن الطريقة التي تمت بها الاتفاق؟
الطريقة تعكس ضعف السلطة المدنية وحالة القوى السياسية المساندة لها حيث أن قوى التغيير ماهي إلا “لحم راس “اتجمعت وليس بينها برامج ولا بينها رؤية ولا تجانس حيث تجمعوا ضد الانقاذ وتجمعوا مرة اخرى من أجل السلطة وبعد ذلك تفرق بينهم السبل ولكل أحد له راي في الحكومة فما عندهم شيئ ، والشيوعين والبعثين غشوا حزب الأمة والاحزاب الاخرى وقالو لهم لا توجد محاصصة وأتوا بالصف الرابع الغير معلوم من الخارج ، وتم تعينهم لذلك فهي حكومة ضعيفة وليست حكومة خبرات بل يملكون شهادات فقط ، و عندما طبعت الحكومة قالوا ليس من صلاحياتها لان وجدوا نقطة الالتقاء هي تأجيلها لوقت أخر لذلك قال رئيس الوزراء للأمريكان إن التطبيع ليس من مهام الفترة الإنتقالية ، والمكون العسكري مدرك لمصالح السودان لذلك ذهب في الموضوع ودخل في مشاورات من أجل التطبيع وهنا اخذ عجزهم حتى طور المسألة وصل إلى التطبيع ، كما أن الطريقة تبرهن أن قوى التغيير لا تعلم مصالح السودان وأنها لا تتفق في سياسة السودان الخارجية وليس لها القدرة لإدارة البلاد .
*كيف تقييم مشاركتك في حكومة النظام السابق ؟ وماذا حققت هذه المشاركة ؟
لم يكن عندي نية المشاركة في السلطة لكن إصرار بكري حسن صالح دفعني للمشاركة وقلت لهم نحن سوف نؤيد الحوار الوطني وليس المشاركة فيه ، ولكن بكري طلب مني أن اشارك وبإلحاح شديد . أما عن ماذا حققت من هذه المشاركة فقد لعبت دور أدى إلى مزيد من الانقسامات داخل الانقاذ لان البشير و المؤتمر الوطني اتهموا بكري بأنه اصبح حليف معي وأصبح شغال ضدهم وهو فعلا اعطاني الفرصة لكي اتخلص منهم حيث وقفنا كثير من معاملاتهم الفاسدة في إستيراد الدقيق وإستيراد السكر والقمح وفي الضمانات المصرفية من وزارة المالية وأنا اصبحت متنفس بالتعاون مع بكري وهذه في النهاية أدت إلى ابعاده من النائب الاول والتي فتحت صغرى في الانقاذ لان بكري كان من اقوى العناصر العسكرية التي اصبحت مع البشير ، وهذا اضعف الانقاذ وساعد في دحرها .
*هذا يعني أن لك دور في سقوط الانقاذ ؟
سقوط الانقاذ لم يتم في ديسمبر بل هو عملية تراكمية بدأت منذ عام ١٩٨٩ حيث ذهقت فيها ارواح من القيادات العسكرية والسياسية وادخلت بعضها السجون ، وواحدة من الاسباب التي اسقطتها هي الانقسامات داخلها والاوضاع الاقتصادية والفساد حيث كانت هذه العوامل أكثر من قوى المعارضة وهذه الاسباب هي التي أحدثت التوازن والتي جعلت المعارضة الضعيفة تقدر تتساوى في الوضع ، لذلك الانقاذ اسقطتها عوامل داخلية هي التي جعلت اللجنة الامنية تتنحاز للشعب .
*بمعنى ؟
الدور الذي قام به الفريق طه حيث استغل التطورات الاقتصادية التي حدثت والتي جعلت البشير يتحول من إيران للسعودية والخليج لكي يدعموه فهو لعب هذا الدور وبدأ يلعب الدور الخاص بتصفية نفوذ الاسلامين حتى تخلص منهم ، وبعد ذلك استمر مع العسكرين لذلك مثل ماكان صلاح قوش له إرتباطات باللجنة الامنية هو ايضا كان له حلفائه داخل اللجنة الامنية.
*حلفاء مثل من ؟
مثل الفريق حميدتي والفريق البرهان وهولاء استغلوا الدور الخارجي والذي لعبه طه حيث كان دورهم مهم لان دول السعودية والامارات شجعت العسكرين وكذلك الامريكان شجعوهم عن طريق الفريق طه ، لكي يستلموا السلطة وهذه مسألة مهمة في وضع مثل هذا ، ولكي تعمل انقلاب ليس كافي ، لذلك الشارع كان مهم لخلق درجة الحراره المطلوبة وهو الامر الذي يتطلب مدى اعتراف هذه الدول في الانقلاب الذي سوف تقوم به ، وهل سيعترفوا به ، لذلك امريكا دخلت وشجعت وكذلك المصرين دخلوا وشجعوا والخلجين والسعودين وعليه فإن عملية التغيير كانت عملية متكاملة والبعض يرى أن التغيير كان في إحتجاجات ديسمبر بل هذه الاحتجاجات كانت الضربة النهائية والشوط الاخير .
*ماذا عن دور الفريق صلاح قوش في التغيير؟
قوش اشتغل ذاته في هذا الموضوع لان رجل شاطر ونظر إلى المسألة من زاوية أخرى حيث راى أن الحكومة لن تستمر بهذه الطريقة ، كما إنه هو ايضا راى إنه لن يستمر لان جاء في إطار تناقضات وصراعات حيث سرعان ما البشير اتى به لكي يتخلص من قيادات مثل نافع وغيرهم واول ما يخلص من مهمته هذه يقوم بالتخلص منه ، لذلك وجد هذه الفرصة وقال “يحفر للبشير ذاته” فالانقاذ اكثر شيئ هزمها هو الصراع الداخلي حيث كان هنالك اشخاص لعبت دور في هذه الانقسامات وأنا من ضمنهم .
*كيف؟
الفرصة التي أعطاني لها الفريق بكري حسن صالح حيث كان يريد أن ينفذ برنامج الحوار الوطني ويريد أن يوقف الفساد ولكي يقوم بهذا الدور تم أختياري من قبله كما أنا ناقشته وقال لي انا اريد تغيير والناس الذين معي كلهم مكررين واريد وجه جديد لكي اخذ به مصداقية لتنفيذ هذا البرنامج ، ولو استمريت بالوجوه الموجودة هذه لن اقوم بالتغيير لذلك انا شاركت لإصراره ، وعليه لعبت دور في التغيير حيث أعطاني الصلاحيات وعمل لي حماية وسط القيادات الاسلامية وهذه عملت تناقض وشق بينه وبين البشير لان الجناح الاخر ايضا شغال ويريد أن يرجع علي عثمان ، كما أن جناح بكري شغال بأجندتي لذلك تم إقالته .
التعليقات