شرق دارفور : خليفة كشيب
تعد محطة أبحاث الغزالة جاوزت للثروة الحيوانية من اكبر المحطات البحثية لتحسين نسل الماشية بغرب السودان، حيث أنشأت المحطة في العام 1954م وتم افتتاحها رسمياً في العام 195‪6م.
كان الغرض من أنشأتها هو تدعيم سلالة الأبقار وتحسين نسلها بالإضافة الي تطوير المنتوج الغابي _ ظلت المحطة وخلال سنين مركز متطور في كل المجالات، بل مثلت مجتمع متكامل ثقافياً وتعليمياً واجتماعياً، وبحكم النظام الإداري المتنقل وظيفياً اكتسب إنسان المنطقة تدخلات من كل مواطني السودان سوء كان العمل في مدارسها او حقولها المختلفة حتي قام مجتمع ذو بعد ثقافي واجتماعي سمي ( مجتمع غزالة جاوزت)
ظلت المحطة التي تبعد (12) كيلو متر غرب مدينة الضعين وبمساحة (20) ميل مربع عرضة للاستهداف منذ مجي الإنقاذ _ حيث ثم العمل علي واد المشروع وتفكيكه في العام 199‪4م اخر عام شهد تصدير سلالة محسنة من الماشية ومنذ ذلك الوقت ظل المشروع يترنح وفقدت المحطة بريقها حتي آلات للسقوط في الوقت الحالي.

وعود التطوير

ظلت حكومات ولاية شرق دارفور المتعاقبة منذ تسعة أعوام تعطي اهتمام هامشي للمحطة عبر وزارة الثروة الحيوانية دون جدوي مستقبلية لتطوير المشروع وإعادة مكانته كمشروع مهم لمنطقة تزخر بتربية الماشية وتمثل مصدرها الاقتصادي الأول عند السكان.
آخر تلك الوعود كان مجهودات والي شرق دارفور اللواء المزمل ابوبكر في العام 201‪9م حيث تم جلب ما لايقل عن (150)راس من الأبقار ذات سلالة الفريزان، ولكن مع غياب المتابعة والضعف الإداري من إدارة المشروع انقرضت معظمها ولم يبقي سوي (18) منها قابلة للنفوق.
كل ذلك والمحطة البحثية تشهد انهيار كامل في المرافق الحيوية بعد ان طالها الإهمال، حيث اغلقت المدرسة ذات البعد التاريخي في المنطقة وآلت مبانيها للسقوط، كما توقف شريان الحياة محطات المياة والبالغ عددها ثلاثة آبار _ لم يقف الإنهيار عند ذلك الحد بل طال مصنع منتجات الألبان الذي انهار تمام وكذلك ضاعت معظم المرافق من حيث البنية التحتية وسقوط معظم اعمدة السلك الدائري حولها والذي بلغت تكلفته (65) مليون

المشاريعالزراعيةواضعافالتمدد_الغابي

من المعروف ان جاوزت تتمتع بامتداد غابي مميز جعلها منطقة شبة مغلقة، ومع مرور الزمن تعرضت ارضها لقطع جائر من قبل الزائرين واضحت في العدد من أطرافها مجرد مساحة شبة صحراوية لا تصلح للرعي المشهودة به.
الخطاء الأكبر الذي ارتكبته حكومة اللواء انس عمر قبل ثلاثة أعوام وهو منح الجزء الجنوبي للمحطة في شكل عقود استثمارية لزراعة الفول السوداني في منطقة مصنفة بانها ارض طينية _ حيث وقع عقد مع شركة (يعقوب صالح) الاستثمارية لمدت (15) عام يقضي بتمدد الشركة في زراعة الفول في مساحة (4) ميل مربع مقابل رأس مال عائد للمحطة بواقع 15٪ سنوياً _ المؤسف ان الشركة وبحكم الأشجار الكثيفة مارست قطع كامل للمساحة الممنوحة لها وذادت من ذلك ولم تجني المحطة اي شي غير التدهور البيئ والإضرار المترتبة علي التمدد الزراعي مقابل مساحة الرعي والمنشآت الأخرى.

صحوة اهالي المنطقةوالمطالبة بعزل المدير

بعد الانفتاح العام ومعرفة الحقوق بعد الثورة تحرك اهالي الغزالة جاوزت للفت الإنتباه للمشروع الذي يعاني فراغ إداري بغياب مدير المحطة ( حاتم مختار) المعين منذ العام 2018‪ م ولا يأتى للمحطة الي من اجل استثماراته الخاصه او زيارة مسؤل او قسمت نصيب من الشركة الزراعية حسب قولهم.
من خلال طواف داخل محطة غزالة جاوزت تبين لنا شكل الإهمال وضعف الرقابة الواضح الشكل في المكاتب الحكومية والمرافق التابعة للمشروع.
اليوم تجمع شباب منطقة غزالة جاوزت عبر لجان المقاومة ونظموا وقفة احتجاجية رفضاً للظلم الذي تتعرض له المنطقة، حيث كانت ابرز مطالبهم إبعاد المدير (حاتم مختار) الحاضر الغائب بسبب فشله في إضافة اي خطوات تطويرية للمحطة واهماله للمنشآت التي طالتها ايادي النهب ونفوق عدد كبير من الأبقار داخل المحطة حتي اصبحن يعدن بأصابع اليد الواحدة
وحوت المذكرة المطلبية التي نتوي لجان المقاومة بغزالة جاوزت تقديمها لي والي الولاية ولجنة التمكين ووزارة الثروة الحيوانية ضرورة مراجعة عقودات شركة يعقوب صالح الزراعية وإيقاف توزيع أراضي المحطة الرعوية لأغراض الزراعة والتحقيق في ممتلكات المحطة المفقودة ( وابورات _ ابقار عربات اسبيرات _ مكيفات _ ثلاجات _ اثاثات) وكذلك التحقيق في التغول علي أعمدة الإضاءة بالطاقة الشمسية.

واقع المحطة

يوجد بالمحطة عدد (4) موظف وقسم شرطة وعدد مائتان رأس من الأبقار تعاني الإهمال والعطش في ظل توقف موارد المياه ( الدونكي) _ كما ان الاتلاف والضرر الذي طال المشروع بزراعة مساحة داخل سور المحطة ادي الي جعلها شاحبة افقدها خصوصيتها كمنطقة رعوية.
الحلول الموضوعية حسب رؤية سكان المنطقة والعاملين بمحطة الأبحاث هو إعادة هيكلة الإدارة وذلك بإيجاد جسم إداري متكامل من بيطرين وفنيين ومختصين بإشراف من وزارة الثروة الحيوانية ومراجعة تسوير المحطة بما يحميها من الاعتداء على الأشجار والعلف الخاص بالماشية المملوكة للمشروع مع إعادة ضبط حركة الشركات الزراعية التي تغولت علي مساحة شاسعة بالداخل.
يظل من المهم والأخذ بالاعتبار تلك الرسائل التي وضعها سكان المنطقة عبر لجان المقاومة في بريد حكومة ولاية شرق دارفور متمثلة في كل الجهات المشرفة علي محطة أبحاث الغزالك جاوزت

التعليقات