الخرطوم :تارا نيوز
خاطب رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك اليوم المؤتمر رفيع المستوى لتجديد التعهُّدات لصندوق الأمين العام للأمم المتحدة لبناء السلام عبر الفيديو كونفرانس، بصفته الرئيس المشارك للقمة مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنظونيو غوتيريش، بحضور مستشارة رئيس الوزراء لشؤون التعاون الدُّولي الأستاذة عائشة البرير.

وعبّر د. حمدوك لدى مخاطبته المؤتمرين عن شكره وامتنانه للأمم المتحدة ممثلة في أمينها العام السيد أنطونيو غوتيريس لدعوته للمشاركة في ترؤس هذا المؤتمر المهم الذي يُعطي جميع شعوبنا أملاً وفرصة في الاستثمار في بناء السلام.

وأضاف رئيس الوزراء أن جائحة كورونا هي أعظم اختبار يواجه المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية، فهي بمثابة اختبار لوحدتنا وتضامننا والتزامنا المشترك بالتعددية والشراكة بين دولنا خلال هذه الأوقات الصعبة.

وأشار د. حمدوك إلى أن تجربة السودان والمنطقة أوضحت أنه ولأجل أن يسود السلام العالم، لا يتعين علينا فقط مواصلة جهودنا لوقف الحروب المستمرة، ولكن أيضًا الوقوف بثبات ضد الانتكاسات رفضاً للعودة للوراء بحدوث صراعات جديدة،

وأوضح سيادته أنه وبانتصار ثورة شعبنا البطولية وضعت الحكومة الانتقالية أولى أولوياتها مسألة بناء السلام ووضع حد لستة عقود ونصف من الصراعات التي تسببت في معاناة أهلنا، وأن تلك الحروب والصراعات هي من ضمن ما جعل الشعب يثور منتفضاً وحاملاً شعارات كان من أهمها السلام “حرية سلام وعدالة”، مواصلاً بأنه وبينما كانت الحكومة تعمل لإسكات صوت البنادق، كانت تعمل بالتوازي لإعادة السودان ودمجه في المجتمع الدولي وخلق شراكة مثالية تسمح له بالمشاركة في صنع السلام وضمان تقاسم جهد بناء الاستقرار والازدهار بين شعوب العالم التي وقفت تقديراً لنضال شعبنا.

وأكد رئيس الوزراء على أن الأمم المتحدة تظل الشريك الرئيسي للسودان في رحلة بناء السلام، وأنه ولغاية 31 ديسمبر الماضي، استضافت دول القرن الأفريقي 4 بعثات لحفظ السلام، اثنتان منها تعملان ببلادنا، وأن المقاربة الجديدة للسودان وبدلاً من بعثات حفظ السلام حسب الفصل السابع، طلب السودان بعثة سياسية متخصصة تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة لتعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة لوضع أسس التحول الديمقراطي والحكم الرشيد والعدالة وسيادة القانون والتنمية المستدامة.

وأوضح د. حمدوك أن التجربة أثبتت أن بمقدور الحكومات الوطنية والمنظومات الاقليمية وعبر التعاون بينها يمكن أن تعمل نحو القضاء على أسباب الصراعات الحدودية والهجرة غير المشروعة والجرائم العابرة للحدود، مستفيدين من الترابط والتكامل، ففي عالم ما بعد جائحة الكورونا المُعولم، أصبح من الواضح أنه “معًا” فقط يمكننا أن نواجه التحديات الجديدة، وأن العمل منفردين لن يؤدي إلا إلى حل أعراض المشكلة مؤقتًا ولكن ليس الأسباب الجذرية للصراعات.

وشدّد دولة رئيس الوزراء على أن انعقاد مؤتمر صندوق بناء السلام الحالي يؤكد التزام الأعضاء بمسئولياتهم، وأن كِلا الطرفين؛ المانحين والمستفيدين سوف يقطفون ثمرات جهودهم المشتركة ليساعد كل منهما الآخر لتحقيق السلام المنشود وتحقيق تطلعات وتطلعات شعبنا إلى السلام والحرية والعدالة، مُشيراً إلى أنه حان وقت الانتقال من الحديث إلى العمل.

وأضاف د. حمدوك أن مفهوم “السلام الإيجابي” يعلمنا أن نتجاوز غياب العنف، والتحرك والعمل لبناء المؤسسات وهياكل الحكم التي تساعد في بناء مجتمعات مسالمة بحيث تصبح هي النموذج، وهو الأمر الذي يتطلب من شعوب العالم أن يبادروا للعمل من أجل تحقيق هذه الغاية خاصة أن غالبية سكان العالم هم من الشباب والنساء، ونموذج السودان يُظهر ذلك بوضوح فثورتنا نجحت لأنها كانت بقيادة النساء والشباب، ذات الفئات التي تُعاني من التجاهل ونقص التمويل والالتزام تجاه مبادراتها ومشاريعها، الأمر الذي يسعى صندوق بناء السلام لمعالجته من خلال مقاربة متكاملة، وهو الأمر الذي يجب علينا تشجيعه جميعاً.

يذكر أن المؤتمر رفيع المستوى لتجديد موارد صندوق الأمين العام للأمم المتحدة لبناء السلام الافتراضي الذي انعقد اليوم، دعا له الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وذلك لتجديد موارد الصندوق وحل النزاعات في أكثر من 40 دولة، ويستهدف المؤتمر جمع مليار ونصف المليار دولار تلبيةً لمتطلبات الصندوق في الفترة من 2020 – 2024م، وشارك إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة كل من رئيس سيراليون جوليوس مادا ووزير خارجيته، ووزير خارجية ألمانيا السيد هاكو ماس، ووزير خارجية كندا السيد مارك غارنيو، والسيدة ليماه غوبيو الحائزة على جائزة نوبل للسلام، اضافة إلى ممثلي 92 دولة.

التعليقات