ضل الدليب

ظهر الدكتور عبدالله حمدوك مساء الامس معلنا عن التشكيل الوزاري الجديد الذي سيقود به دفة البلاد في فترة رئاسته الثانيه خلال الفترة الاولي من عمر الفترة الانتقاليه..
ملخص القول ان السيد الدكتور حمدوك وبصورة قاطعه قد بات واضحا انه يطبق نظامه البراغماتي الذي اعلن عنه خلال موتمره الصحفي الاول مع الاستاذ فيصل محمد صالح قبل توليه مهام رئيس الوزراء في الفترة الاولي.
ولكنه لم يطبق هذه البراغماتيه في السياسات الاقتصاديه كما قال ولكن قام تطبيقها فعليا علي الواقع السياسي من خلال تشكيلته الوزاريه التي وافق عليها للوصول للحد الادني من التوافق..من حيث المعايير والكفاءة ..
وضح ذلك من خلال تماهيه الواضح واقتناعه بمسلمات بات واضحا من خلال ردوده علي اسئلة الصحفيين انه غير مقتنع ببعض منها ولكن مجبر اخاك مابطل..
من الواضح ان التشكيل الوزاري يضم في غالبه الاعم اشخاصا يؤمنون بالتطبيع وعلي راسهم عرابه الاستاذ ابراهيم الشيخ وتواجده في وزارة الصناعه وكذلك وجود الاستاذ خالد عمر يوسف كاقدم الوزراء علي سدة وزير رئاسة مجلس الوزراء..اما وزراء حركات الكفاح المسلح فليسوا ببعيدين عن هذا الملف وفي بقاء وزير العدل نصرالدين عبدالباري اوضح اشارة علي مستقبل هذه السياسات رغم محاولة الدكتور حمدوك ارجاع الموافقه عليه الي المجلس التشريعي والذي مازال في رحم الغيب..
الدكتور حمدوك في معرض اجابته علي سوال تحفظه علي الدكتور جبريل جاءت اجابته نفيا في شكل تاكيد حين تحدث عن خلفيات دكتور جبريل الايدولوجيه كحقائق ولكن !!!!وهنا اتت اجابه حمدوك انها استحقاق السلام..
الدكتور حمدوك من الواضح انه رجل شديد الذكاء من الطراز الاول ولايقبل الهزيمه ..ولعل عمله في كثير من المنظمات الدوليه قد اكسبه خبرات تراكميه ونوع من البرود الانجليزي والتماشي مع الواقع لتحقيق هدف شخصي له وهو النجاح في ان يكون هو قائد اي يعمل سياسي يخرج البلاد الي بر الامان مهما كان حجم المصاعب والهجوم الاعلامي ووصف حكومته السابقه بالفشل لانه مدرك تماما ان خلفيات هذا الاختناق تقف وراءه ايادي اقليميه ودوليه ترغب في اذعان السودان للموافقه علي اجنده محدده والتلاعب به علي حافة الخطر دون رميه في هاوية التشظي وتتخذ لذلك وسيلة الضغط الاقتصادي المميت .. ووضح ان السيد حمدوك يعيش صراعا مكتوما مع مجلس شركاء الحكم الذي من الواضح انه اللاعب الرئيسي في هذا التشكيل..ويتضح ذلك من خلال عدد الوزراء الذين ينتمون لهذا المجلس وتم تعيينهم في الوزارة الجديده..ولعل حمدوك قد ارسل اشارة ضمنيه انه قد انحني لعاصفة الشركاء ونقل معركته للامام حين صرح قائلا ان دور مجلس الشركاء هذا تنسيقي فقط وسينحسر دوره بتعيين المجلس التشريعي في الخامس والعشرين من فبراير الحالي والذي طالب فيه بتمثيل ممثلين حقيقيين للثورة لتحقيق اهدافها وحراسة الثورة..
وهي الخطوة التي قد سبقه اليها السياسي المخضرم والمحنك ياسر عرمان والذي اوضح انه من المكر والدهاء الذي يسبق ساسة اليوم بالاف السنين الضوئيه حين اعتذر عن تولي اي وزارة وهو (يختم) للجميع وينتظرهم في محل الغريق وهو يطرح نفسه لتولي رئاسة المجلس التشريعي والذي بموجبه سيمسك كل الحكومه ومجالسها من تلابيبها وحلاقيمها لانو يعرف من اين توكل الكتف..
والايام حبلي..
ولنا عودة بمشيئة الله عن فرص نجاح الدكتور جبريل ابراهيم في وزارة المالية…
والله الموفق..

التعليقات